يسمونه في مصر التمر هندي والعرديب في السودان، وأيضاً الحومر في عدة دول عربية أخرى، ذلك النبات الذي يشربون منقوعه طوال شهر رمضان المبارك.
العصير المستخلص من أشجار التمر هندي التي تزرع في مناطق مختلفة حول العالم، وتنتمي إلى عائلة البقوليات لا تقتصر فوائده على قيمته الغذائية فحسب، بل يمكن الاستعانة به في تنفيذ ابتكارات تخفف الضغط على الموارد البيئية، وتقلل انبعاثات غازات الدفيئة التي تزيد من درجة حرارة الأرض.
"جرين بالعربي" تقدم لك جولة قصيرة في أحدث الدراسات العلمية التي تناولت التطبيقات الصديقة للبيئة لنبات التمر هندي.
التمر هندي وصناعة الملابس
الأكثر قراءة
وسط تصاعد المخاوف من الأضرار البيئية لعمليات إنتاج الملابس، أجرى فريق بحثي من بلدان مختلفة دراسة حول استخدام المخلفات الزراعية في إنتاج نسيج مطبوع من السليلوز أكثر ملائمة للمعايير البيئية، لتحل محل المنتجات الكيميائية الباهظة الثمن التي تدخل في تلك العملية.
ويشير مصطلح الأقمشة المطبوعة بالأقمشة التي جرى إضافة التصميمات والنقوش إليها.
ونجح العلماء في استخدام جزيئات "عديد السكاريد" المستخلصة من نفايات التمر هندي بدلاً من "ألجينات الصوديوم"، واستخدامها في إنتاج معجون الطباعة.
هناك فائدة أخرى أشار إليها الباحثون في استخدام تلك الطريقة وهي تقليل مخلفات المياه الناتجة عن العملية، وفقاً لنتائج الدراسة التي نشرتها دورية ""International Journal of Biological Macromolecules".
معالجة المياه
هناك استخدام آخر لجزيئات "عديد السكاريد" الموجودة في بذور التمر هندي، توصل إليه العلماء الذين استعانوا بها في عمليات تنقية المياه.
التجارب التي أجراها اثنان من الباحثين في الهند شملت استخدام تلك المركبات في إنتاج مادة هيدروجيل صديقة للبيئة تعمل على امتصاص الأصباغ الكاتيونية المستخدمة في صناعة النسيج من المياه، ما يسمح بالاستعانة بها في قطاع الصرف.
خلال التجارب التي أجراها الباحثان، أثبتت المادة الجديدة قابليتها للتحلل بنسبة تخطت 90% خلال 70 يوماً فحسب، بحسب دورية "Water Environment Research".
البلاستيك الحيوي
بعد سنوات طويلة، سيطر استهلاك البلاستيك غير القابل للتحلل التي يمكن لمخلفاتها أن تبقى لمئات السنين في الطبيعة، في مقابل محاولات للتوسع في إنتاج البلاستيك الحيوي المصنوع من مواد طبيعية، والتي لازالت نسبته تقتصر على 1% من حجم الإنتاج العالمي، بحسب موقع "Statista" للإحصائيات.
وتقدر الأمم المتحدة كميات البلاستيك التي تصل إلى مياه البحار، والمحيطات، والأنهار، بما يعادل 2000 شاحنة.
في بنجلاديش، أجرى العلماء دراسة علمية حول إمكانية تصنيع بلاستيك حيوي يمكن استخدامه في عمليات التغليف، بالاستعانة بنشا بذور التمر هندي، وبذور التوت، وجذور العرقسوس.
وفقاً لنتائج الدراسة التي نشرتها دورية "Applied Surface Science Advances" في عام 2022، تفوق الناتج الذي يحتوي على كل من التمرهندي والتوت بدون جذور العرقسوس فيما يخص قابليته للتحل، ومقاومته للميكروبات.
إنتاج المطاط
بداية من إطارات السيارات وحتى الأدوات الرياضية والأحذية، يدخل المطاط في إنتاج قائمة طويلة من المنتجات، لكن غالباً ما تعود عملية إنتاجها على البيئة بعواقب وخيمة.
مجموعة من الباحثين توصلوا، في دراسة صدرت هذا العام، إلى إمكانية استخدام قشور التمر هندي كمادة صديقة للبيئة في عمليات تصنيع المطاط الطبيعي، حسبما نقلت دورية "MDPI".
الرطوبة، والبروتينات الموجودة في تلك القشور يتراجع الوقت اللازم الذي تمر به عمليات الاحتراق والإنضاج، وهي جزء من مراحل عمليات الفلكنة التي يمر بها المطاط لتحسين خواصه، وزيادة مقاومته.
لكن الباحثين خلصوا إلى أنه لابد من تطبيق تلك الطريقة وفقاً لشروط محددة، من خلال تقليل حجم جزيئات تلك القشور لتعزيز التفاعل بينها وبين المطاط الذي قد تتأثر خواصه إذا ما لم تُطبق تلك المواصفات.
التمر هندي وقطاع البناء
أما صمغ التمر هندي، الذي يندرج ضمن "البوليمرات الحيوية". فيمثل مادة صديقة للبيئة يمكن الاستعانة بها في عمليات المعالجة التي تخضع لها التربة قبل البدء في عمليات البناء.
ويمكن استخدام الصمغ في إنتاج أغلفة وخيوط حيوية، تساعد في ربط جزيئات التربة، وتعزيز خواصها، وفقاً للنتائج التي نشرتها دورية "Clean Technologies and Environmental Policy".
الوقود الحيوي
هناك استخدام آخر لبذرة التمر هندي التي يمثل الزيت 30% من تكوينها، إذ يجري استخلاصه، وإجراء عمليات معالجة عليه لتقليل لزوجته، وكثافته، وزيادة مدى استقراره، للحصول في النهاية على مركبات "الميثيل استر" التي تدخل في إنتاج الديزل الحيوي.
في دراسة نقلتها دورية "Current Research in Green and Sustainable Chemistry"، كان الديزل الحيوي الذي يحتوي على 20% من المركب الناتج يقترب أداؤه من الديزل التقليدي، كما تنخفض كمية انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن تصنيعه مع زيادة نسبته.