اختفاء الطفيليات.. هل تفقد بحيرة نهر إنديان توازنها البيئي؟


سارة شعبان
الاثنين 21 يوليو 2025 | 03:54 مساءً
انخفاض معدل الطفيليات
انخفاض معدل الطفيليات

تُعدّ الطفيليات بمنزلة مؤشراتٍ أساسية على صحة النظام البيئي، وغيابها قد يُنذر بخطرٍ ما، وبحيرة نهر إنديان في فلوريدا خير دليل على ذلك، إذ تواجه معدلات عالية من التلوث وانخفاضاً غير مسبوقاً في نمو الطحالب، ما ألحق الضرر بموائها الأساسية، مثل أحواض الأعشاب البحرية.

تتضمن العديد من النظم البيئية الغنية بالحياة البرية مجموعة واسعة من الطفيليات، إذ تعتمد الطفيليات على عوائل محددة للبقاء على قيد الحياة مثل الإنسان أو الحيوان أو حتى النباتات، وعندما تُسبب الأنشطة البشرية كالتلوث، اضطراباً في النظم البيئية، فقد تنهار هذه العلاقة بين العائل والطفيلي، وبشكل عام تحتاج بعض الطفيليات إلى عدة عوائل مختلفة لإكمال دورات حياتها، وبالتالي نمو مزيد من الطفيليات، يساعدنا في فهم صحة النظام البيئي وتعقيده.

الطفيليات في خطر

أوضحت دراسةٌ جديدةٌ أن مستويات الطفيليات في بحيرة نهر إنديان في فلوريدا أقل بكثيرٍ من نظائرها في النظم البيئية حول العالم - بنسبة 11% إجمالاً، و17% بالنسبة للطفيليات اليرقية التي تتطلب عوائل متعددة.

ويشير هذا الانخفاض الحاد إلى اضطرابٍ في الشبكة الغذائية، يُرجّح أن يكون سببه التلوث وتدهور الموائل، ما يؤدي إلى نظامٍ بيئيٍّ أقلّ مرونةً وأكثر عُرضةً للخطر.

نهر إنديان الأخضر

في سبعينيات القرن الماضي، كانت بحيرة نهر إنديان تُعتبر من أنظف البحيرات الساحلية في فلوريدا، أما اليوم، فتعاني هذه البحيرة، التي تمتد لمسافة 156 ميلاً على طول الساحل الشرقي لفلوريدا، من تكاثر الطحالب الضارة (HABs) بشكل متكرر، نتيجةً لتراكم المغذيات الزائدة من المزارع وأنظمة الصرف الصحي والمناطق الحضرية، وقد أدى هذا التكاثر إلى تقليص كبير في أحواض الأعشاب البحرية - وهي موائل حيوية للأسماك واللافقاريات - التي لم تتعافى بعد.

كما اشتبه باحثون من معهد هاربور برانش لعلوم المحيطات التابع لجامعة فلوريدا أتلانتيك، وكلية تشارلز إي. شميدت للعلوم، وجمعية فلوريدا لعلوم المحيطات، في أن مستويات الطفيليات في منطقة بحيرة نهر إنديان في فلوريدا ستتأثر بهذه التغيرات البيئية.

ورغم قلة السجلات، لا توجد مجموعات بيانات طويلة المدى عن الطفيليات في مناطق بحيرة نهر إنديان في فلوريدا، وللمساعدة في سد هذه الفجوة، استخدم الباحثون نهج التحليل التلوي، وقاموا بمقارنة نتائجهم بالبيانات العالمية من أنواع ونظم بيئية مماثلة.

ومن جانبه، قال كريستوفر مور، الحاصل على درجة الدكتوراه، والباحث الرئيسي في جامعة فلوريدا، والذي أجرى الدراسة كزميل ما بعد الدكتوراه في فرع هاربور التابع لجامعة فلوريدا أتلانتيك: "تُحاط بحيرة نهر إنديان في معظمها بالتطورات العمرانية، إلا أن نتائجنا المتعلقة بالطفيليات تُشير إلى أن شبكتها الغذائية تُشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في المناطق الحضرية الكثيفة".

وأضاف: "من المُرجّح أن تُحدّ مشاكل جودة المياه وغطاء الأعشاب البحرية غير المُتكامل من حرية حركة الأنواع المُضيفة، مما يُقلّل بدوره من وجود الطفيليات ويُشير إلى نظام بيئي أكثر هشاشة، ومع استمرار عملية التعافي، يُمكن أن تُشكّل بياناتنا المتعلقة بالطفيليات أساساً مُفيداً لتتبع كيفية تعافي الشبكة الغذائية للبحيرة بعد سنوات من تلوث المغذيات وتدهور الموائل".