ترتفع درجات الحرارة والرطوبة بشكل غير مسبوق، ويلجأ العديد من الأشخاص إلى طرق وحيل مختلفة هرباً من الحر، وهو ما فعله طلاب الجامعة الكندية بدبي، ففي أحد أحياء المدينة، يدرس ثمانية طلاب هندسة معمارية تصميم الحدائق الصغيرة للمساعدة في تخفيف حرارة وتعزيز الروح المجتمعية.
شارك الطلاب من الجامعة الكندية بدبي في دورة مدتها ستة أسابيع تركز على تصميم "الحدائق الصغيرة"، وهي مناطق عامة صغيرة ومنخفضة التكلفة وغير رسمية يبلغ حجمها عادة حجم موقف أو موقفين للسيارات، بحسب "The National" الإماراتية، والتي قالت إنها زارت المشروع.
حي مزدحم.. مصدر إلهام للطلاب
اختار الطلاب الموقع في ساتوا، وهو حي مزدحم وحيوي يعيش فيه مجتمعات مهاجرة معظمها من جنوب آسيا والفلبين، كمصدر إلهام للطلاب الذين صمموا الآن حدائق صغيرة خاصة بهم لعرضها في الجامعة.
ظل ونسيم.. وزقزقة العصافير
الحي الشعبي البسيط، يعج بالمطاعم والمقاهي والخياطين وصانعي الأحذية، ويمتلأ بالحافلات والسيارات، ويختبئ الناس من الحر تحت المظلات، ولكن مع مبادرة طلاب الجامعة الكندية بدبي، وفرت الأشجار الضخمة مثل نبات الجهنمية، وصفوف من النباتات المحفوظة في أصص، ظلاً ونسيماً يُنعيش الهواء مع زقزقة الطيور.
وبجانب ذلك، يحاول الطلاب الاطلاع على كيفية استخدام التظليل ذي الألوان الفاتحة وزراعة الأشجار للتصدي لارتفاع درجات الحرارة، كما درسوا الموقع والحي والمجتمعات والتركيبة السكانية.
إعادة تدوير مواقع البناء
استوحى أحد الطلاب تصميمه من موقع بناء، بهدف إعادة استخدام المواد المُهملة من المنازل القديمة مثل كتل البناء، كما يُعيد استخدام السقالات للتظليل، والنباتات المحلية، والسلع المُعاد تدويرها، من أجل تحويلها إلى مساحة آمنة وخاصةً للأطفال.
ماذا قدم الطلاب؟
تقول كيرين روناد، طالبة في السنة الرابعة، إنها صمّمت حديقة صغيرة مزوّدة بستائر مصنوعة من مادة خاصة تساعد على تبريد الهواء عند رشّها بالرذاذ (سائل تبريد الجو)، خصوصاً عند اشتداد الرياح، كما حرصت على دمج عناصر من الثقافة الإماراتية في التصميم، باستخدام أقمشة مستوحاة من أنماط النسيج البدوي التقليدي.
بينما استخدمت صقر كاظميان، طالبة في السنة الرابعة، عنصر "المشربية" في تصميمها، وهو تفصيل معماري تقليدي يوفر التهوية والإنارة الطبيعية مع الحفاظ على الظل والخصوصية داخل المبنى، وأشارت إلى أن بعض الدول تغلق الشوارع أحياناً لإقامة أسواق شعبية، ما يمنح السكان فرصة لاستخدام الحديقة الصغيرة لعرض وبيع منتجاتهم المحلية مثل التوابل أو الملابس المصنوعة يدوياً، وأكدت أن ذلك يساعد حتى في زيادة الدخل بالنسبة للسكان هنا.
كما قالت الدكتورة سيمونا أزالي، الأستاذة المشاركة في كلية الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي في الجامعة، أن مصطلح "الحدائق الصغيرة" انتشر في سان فرانسيسكو في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما بدأ المصممون المحليون باستغلال المساحات العامة، إلا أن جائحة فيروس كورونا شهدت توسعاً ملحوظاً، وأضافت أن الإمارات شهدت بعض الأمثلة المؤقتة خلال فعاليات مثل إكسبو 2020 دبي أو أسبوع دبي للتصميم، كما ظهرت مساحات صغيرة محمية في أبوظبي.