في قلب المحيط الهادئ وتحديداً بين سواحل هاواي وكاليفورنيا، يوجد كارثة خطيرة تهدد الكوكب تعرف بجزيرة القمامة الكبرى "The Great Pacific Parbage Patch"، وسُميت بالجزيرة نظراً لحجم الكتلة الضخمة للنفايات البلاستيكية العائمة، وتعد هذه النفايات ليست مستجدة بل تم اكتشافها لأول مرة عام 1997 على يد العالم والبحار الأمريكي تشارلز مور أثناء عبوره شمال المحيط الهادئ، حيث وجد كمية غير طبيعية من البلاستيك تطفو على المياه.
وعلى الرغم من الاكتشاف المبكر لم يهتم بها الإعلام بالشكل المطلوب إلا في عام 2007، وبدأت الدراسات بشكل أوسع عام 2010.
حجم الكارثة
أشارت منظمة The Ocean Cleanup وهي منظمة غير ربحية تهدف لإزالة الملوثات من المحيطات والأنهار إلى أن الجزيرة تقع على مساحة تقدر بنحو 1.6 مليون كيلومتر مربع، وتحتوي على أكثر من 1.8 تريليون قطعة بلاستيكية يصل وزنها الى حوالي 100 ألف طن، تتكون أغلبيتها من مخلفات الصيد والشباك والعوامات.
التأثير السلبي على البيئة
الأكثر قراءة
تُشكل هذه المساحة خطراً و تهديداً مباشراً على الحياة البحرية والبيئية، فمن المحتمل أن تبتلعها الكائنات وتؤدي الى اختناقها أو حتى موتها، ولا يتوقف الأمر على الحياة البحرية فقط، بل تمتد لتصل إلى الإنسان من خلال تحلل النفايات، كما أنها تدخل في السلسلة الغذائية البحرية، ما يزيد من المخاطر البيئية و الصحية.
الآثار المناخية والبيئية للكارثة
ارتفعت نسبة التلوث البلاستيكي للمنطقة من 2.9 كيلومتر مربع في عام 2015 الى أكثر من 14 كيلو متر مربع في عام 2022، مما يمثل زيادة هائلة.
كما تشير الأبحاث إلى أن نسبة التلوث تضاعفت 10 مرات أكثر كل 30 عاماً منذ السبعينات.
وهذا ينعكس على المناخ أيضاً، ويرجع ذلك إلى أن بعض أنواع البلاستيك تتحلل في المياه وتطلق غازات دفيئة مثل الميثان والإيثيلين، ما يساهم بشكل كبير في زيادة الاحتباس الحراري، وتعد "جزيرة البلاستيك" أكبر دليل على ذلك، كما يؤثر التلوث أيضاً على الكائنات المنتجة للأوكسجين مثل العوائق النباتية، ما يُحدث خللاً في التوازن المناخي ويُضعف فاعلية المحيط كمصرف لثاني أكسيد الكربون الناتج عن النشاط البشري.
كيف تحل المشكلة؟
بالرغم من أنه يصعب تقليص هذا الحجم من التلوث، فإنه توجد العديد من المبادرات التي أطلقتها عدة منظمات غير ربحية، تعمل على الحد من المشكلة وتعتمد على تقنيات مبتكرة لجمع النفايات دون إلحاق الضرر بالكائنات البحرية.
وتعد The Ocean cleanup من أكثر المبادرات الرائدة، التي نجحت في إزالة 345 طناً من النفايات عام 2022 ، استخدمت المنظمة أيضاً أنظمة تعمل على منع وصول النفايات إلى البحر، ما يساعد في إزالة مئات الأطنان سنوياً، ويعد إزالة 90% من النفايات بحلول 2040 أحد الأهداف الرئيسية أيضاً.