منطقة ريفية خفية، بعيدة عن صخب المدن وموجات السياحة الجماعية، تمتدّ من شمال شرق فرنسا إلى جنوبها الغربي، إنها "دياغونال دو فيد"، أو ما يُعرف بـ"الفراغ القطري"، وهي عبارة عن حزام من الأرض منخفض الكثافة السكانية، لكنه غنيّ بالكنوز الطبيعية والقرى الساحرة.
وفي هذا التقرير، تكشف "جرين بالعربي" عن عالم بديل، حيث يسود الهدوء والاستدامة، نقلاً عن "Ecobnb".
قرى تحكي قصصاً من العصور الوسطى
رغم قلة شهرتها، تزخر منطقة "الفراغ القطري" بقرى تُعد من الأجمل في فرنسا، على رأسها روكامادور، التي تعد بمنزلة جوهرة من العصور الوسطى، حيث تتدلّى من جرف يطل على وادي ألزو، محاطة بخضرة آسرة.
وعلى مقربة منها في كوريز، تقع كولونجي لا روج، القرية ذات الأبراج الـ25 والمنازل المبنية من الحجر الرملي الأحمر، حيث تنقلك أزقتها الضيقة إلى أجواء القرون الوسطى، في قلب طبيعة كروم العنب الهادئة.
أما في أرديش، فتسطع قرية فوغ بجمالها المعماري وأناقتها الطبيعية، وتحتضنها قلعة عصر النهضة، وتُنعشها مياه النهر المجاور، لتمنح الزائر تجربة استرخاء فريدة.
وفي كروز، تبرز قرية كروزان كلوحة فنية مفتوحة على الطبيعة، ومنذ القرن التاسع عشر، ألهمت جمالها الرسامين، وعلى رأسهم مونيه، حتى لُقّبت بـ"وادي الرسامين”.
وشمالاً، في منطقة اليون، تتربّع فيزيلاي بكاتدرائيتها المدرجة على قائمة اليونسكو، كما أنها وجهة روحية وتاريخية تشعّ سحراً وأصالة.
اكتشف الطبيعة سيراً على الأقدام أو بالدراجة
هذه الرقعة الجغرافية، التي تُعرف أيضاً بـ"القطر منخفض الكثافة"، تُعد ملاذاً لمحبي الهدوء والتجوال البطيء، ولكن هل تعرف ما هي أفضل وسيلة لاكتشافها؟ السير أم ركوب الدراجة، عليك أن تبدأ رحلتك عبر وديان نهر أفيرون، خاصة في منطقتي تارن ويونتي، حيث تنقلك المسارات بين منحدرات كلاسيكية ومشاهد طبيعية.
أما حديقة لا برين الطبيعية، فهي جنة للتنوع البيولوجي تمتد على 183 ألف
هكتار، وهناك، يمكنك الاختيار بين مسارات قصيرة للاسترخاء أو مسارات طويلة للمشي أو ركوب الدراجة، مثل مسار "برك قلب برين" الممتد على 70 كيلومتراً.
الإقامة.. حيث تلتقي الراحة بالاستدامة
في هذا الريف الهادئ، ينسجم نمط الحياة مع الطبيعة، لذا، ننصح بالبحث عن أماكن إقامة مستدامة تلتزم بالممارسات البيئية، وتوفّر تجربة أصيلة.
ومن أبرز هذه الخيارات بيت الضيافة "لا في أو غراند فيرت" في أفيرون، الذي يُقدّم إقامة نباتية خالية من التكنولوجيا – تجربة رقمية "ديتوكس" وسط الطبيعة.
أما لمن يرغب في إقامة طويلة، فتُعد قرية "لو مولان دو كروي" البيئية في غابة سولونيا نموذجاً رائعاً، حيث تُدار بالطاقة المتجددة وتُحافظ على البيئة من خلال استخدام مواد طبيعية، وتُوفر مجموعة من النشاطات مثل المسبح ومسارات المشي وغرفة الألعاب.