بناء المستقبل الأخضر.. طوبٌ حيّ يحارب التلوث ويلطف أجواء المدن


أنس محمد
الخميس 31 يوليو 2025 | 12:56 مساءً
البناء المستدام
البناء المستدام

يقوم المهندسون الهولنديون بتحويل المباني العادية إلى أنظمة بيئية خضراء حية، ووفقاً لتقارير حديثة من هولندا، طوّر باحثون "طوباً حياً" مبتكراً يدعم نمو الطحالب الطبيعية، محولين الجدران إلى حدائق عمودية خلابة، تساهم في معالجة تلوث المدن وتغير المناخ.

 

الطوب يمتص ثاني أكسيد الكربون

يعمل هذا النوع من الطوب المغطاة بالطحالب كمرشحات هواء طبيعية، تعمل على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وملوثات الهواء الأخرى، مما يُنقي الهواء المحيط، وبما أن الطحالب تحتفظ بالرطوبة وتزدهر في البيئات الرطبة، فإنها تساعد على تبريد المباني أيضاً من خلال تقليل امتصاص الحرارة، وهذا بدوره يجعل المدن أكثر برودة أثناء موجات الحر الشديدة والمتكررة .

كيف تم تصميم الطوب الحي؟

وتم تصميم الطوب الحي لتكون ذاتية الاستدامة، فهي لا تتطلب أسمدة أو أنظمة ري أو عناية فائقة، بل يكفيها فقط مياه الأمطار الطبيعية والرطوبة المحيطة للحفاظ على نموها، كما أنها منخفضة الصيانة، ما يجعلها مناسبة بشكل خاص للمدن، وفقاً لموقع One Green Planet.

مشاريع إنتاج طوب الطحالب

وتنفذ حالياً مشاريع تجريبية باستخدام طوب الطحالب في المدارس والمجمعات السكنية في جميع أنحاء هولندا، وإذا ما تم تطبيق هذه الواجهات المعيشية على نطاق واسع، فمن شأنها أن تساعد المدن على خفض الانبعاثات، وتحسين جودة الهواء، وجعل المساحات الحضرية أكثر ملاءمة للعيش، فضلاً عن جمالها.

حلول المناخ لا يجب أن تكون باهظة التكلفة

ويظهر هذا النوع من الابتكار القائم على المواد البيولوجية أن حلول المناخ لا يجب أن تكون عالية التقنية أو باهظة التكلفة، بل يمكن أن تكون بسيطة وفعالة مثل تسخير قوة الطبيعة.

وإذا أردنا مدناً أكثر خضرة وهواءً أنظف، فعلينا إعادة النظر في أساليب البناء، ودعم الحلول الطبيعية كالطوب الحي.

مرحلة البناء القادمة في المملكة المتحدة

في المملكة المتحدة، تقول بريندا باركر من كلية لندن الجامعية وزميلها ماركوس كروز، وهو مهندس معماري وأستاذ في البيئات المبتكرة، أن المرحلة القادمة هي "المواد الحية المهندسة"، حيث تستمر المادة البيولوجية في العيش بعد تركيبها وتستجيب لبيئتها، أو تُصمم المادة ببساطة لجذب الكائنات الحية، وفقاً لصحيفة The Guardian.

بيوت مصنوعة من القش في أستراليا

في أستراليا، بدأ القش، وهو مادة بناء تقليدية في قارات أخرى، يجد سوقاً له ببطء، وتم بناء 70 منزلاً من بالات القش، و41 منزلاً آخر باستخدام ألواح القش، وتتوفر خيارات تشطيب مختلفة للألواح الجاهزة، بما في ذلك طلاء الجبس أو الخشب الرقائقي، كما خضعت الألواح المطلية لاختبارات مقاومة الحرائق من قبل منظمة البحوث العلمية والصناعية الكومنولثية (CSIRO)، وهي مسموح بها للبناء في المناطق المصنفة على أنها معرضة بشدة لحرائق الغابات.