"ازرع بذرتك وابن عالمك".. رسالة "نواة" الطلابية لمواجهة التصحر


ندى شريف
الاثنين 28 ابريل 2025 | 12:22 مساءً
مبادرة "نواة" تعزز الوعي البيئي
مبادرة "نواة" تعزز الوعي البيئي

يبدأ حل أي مشكلة من خلال تنشئة جيل صغير يترعرع على إدراكها وفهم أبعادها، ومن هنا يأتي التركيز على نشر الوعي البيئي في مراحل الطفولة، حيث يشكل بناء الوعي منذ الصغر حجر الأساس لتأسيس طريق ممهد نحو مستقبل أكثر استدامة، وتنشئة أطفال يحترمون الطبيعة ويقدرون أهميتها.

وهذا ما سلطت مبادرة "نواة" الضوء عليه في محاولة لترسيخ مبادئ التنمية المستدامة في أذهان الأطفال منذ صغرهم لبناء مجتمع واعٍ، وتعد "نواة" مبادرة بيئية أطلقها 15 طالباً من كلية الإعلام بالمعهد الكندي العالي، تهدف إلى نشر الوعي البيئي لدى الأطفال حول الزراعة المستدامة والتأكيد على دورها في حماية البيئة والكائنات الحية.

أهداف مبادرة "نواة"

في المقام الأول، تسعى المبادرة إلى البحث عن حلول زراعية بديلة للحد من السلوكيات السلبية التي تدمر البيئة والتربة وتهدد التنوع البيولوجي للكائنات الحية، حيث تتبنى المبادرة تقنيات زراعية بسيطة وسريعة تدعم احتياجات الزراعة المستدامة، وتشجع الأطفال على ممارسة تقنيات بيئية بسيطة تساهم في التقليل من التهديدات التي تواجه البيئة الزراعية.

وفي حديثها لـ"جرين بالعربي"، قالت مارتينا مينا، إحدى المسؤولات في مبادرة "نواة"، إن فكرة المبادرة تهدف إلى البحث عن حلول فعالة لمواجهة التصحر والتعريف بمدى خطورته على التربة والبيئة، في ظل التحديات والتغيرات المناخية التي تطرأ على البيئة بين الحين والآخر، لذلك سعت المبادرة إلى تبسيط التقنيات الزراعية لتشجيع الأطفال على المشاركة في تطبيقها دون جهد أو عبء.

وأضافت "مارتينا" أن مبادرة "نواة" جاءت لتطبيق تقنية كرات البذور (Seed Balls) والزراعة السريعة، وهي تقنية تهدف ببساطة إلى تطبيق طرق زراعية بديلة تتميز بالسهولة واليسر، وتتكون كرات البذور من مزيج من الطين والمواد العضوية والبذور، تُخلط مع بعضها البعض، وتُشكل على هيئة كرات صغيرة، وبعد ذلك، تُلقى على التربة مباشرةً لتبدأ عملية الإنبات تحت ضوء الشمس مع توفير المياه اللازمة لها لتسريع نمو النباتات دون تدخل معدات وتقنيات معقدة ذات تكلفة عالية.

كيف تساهم مبادرة "نواة" في تحقيق أهداف التنمية المستدامة؟

تسعى مبادرة "نواة" إلى تنفيذ أهداف التنمية المستدامة حيث ركزت على الهدف 13 المتعلق بالعمل المناخي، لتثقيف الأطفال والشباب ووضعهم على المسار المستدام فيما يخص التغيرات المناخية، كما عملت على تنفيذ الهدف 15 المتعلق بالحياة في البراري الذي يسعى لحماية البيئة وتحسين سبل الزراعة.

خطوات مبادرة "نواة" في مواجهة التغيرات المناخية

أوضحت "مارتينا" أن المبادرة تتجه نحو تنفيذ خطوات فعالة غير مكلفة لمواجهة التغيرات المناخية من خلال زيادة المساحات المزروعة؛ لأهمية النباتات في امتصاص ثاني أكسيد الكربون، ومن شأن ذلك تقليل الانبعاثات وتحسين جودة الهواء، ما يؤدي إلى إعادة التوازن البيئي والمساهمة في الحد من المشكلات المناخية.

تحديات تواجه مبادرة "نواة"

قالت "مارتينا" إن إنتاج كميات كبيرة من كرات البذور كان من أبرز التحديات التي واجهت مبادرة "نواة" في بداية التنفيذ، حيث تطلبت هذه العملية جهداً ووقتاً طويلاً، لذا كان من الهام البحث عن عدد من الأشخاص لتلبية الطلبات المتزايدة والمساعدة في إنتاج كميات أكبر من الكرات.

وبخصوص توفير المواد المستخدمة في صناعة كرات البذور، قالت "مارتينا" إن الأولوية كانت الحصول على جميع المواد من المشاتل، والحرص على استخدام مواد طبيعية 100% بدون إضافات كيميائية، للحفاظ على إنتاج محاصيل ذات جودة عالية وصديقة للبيئة.

كيف تفاعل الجمهور مع مبادرة "نواة"؟

استعرضت مارتينا أبرز الأساليب التي استخدموها لتشجيع الجمهور على المشاركة الفعالة خلال تنفيذ المبادرة، حيث شجعوا المشاركين من الأطفال على تنفيذ خطوات الزراعة مباشرة على أرض الواقع، ليشعروا بأنهم جزء من عملية الإصلاح البيئي والتغيير الإيجابي، وأدى ذلك إلى زيادة الإقبال على أنشطة المبادرة التفاعلية، وجذب عدد أكبر من المشاركين بسبب الأنشطة التفاعلية والفعاليات الميدانية التي أقامتها المبادرة لرفع وعي المشاركين والانخراط بها بشكل إيجابي.

كما أعلنت "مارتينا" عن الجهات التي ساهمت في دعم المبادرة، وكان من أبرزهم وزارة البيئة والبنك العربي المتحد، لتوسيع النطاق الإيجابي ودعم أهداف المبادرة، بالإضافة إلى تعزيز أثرها البيئي والمجتمعي.

التأثير والتغيير المتوقع حدوثه بعد إطلاق مبادرة "نواة"

أعربت "مارتينا" عن التأثيرات الإيجابية المتوقعة بعد إطلاق المبادرة، والتي تهدف في المقام الأول إلى مواجهة التصحر والحد من العوامل البيئية الضارة الناتجة عنه، موضحةً أن هذا التصدي يتطلب بشكل أساسي التوسع في الزراعة المستدامة، لإحداث فرق في جودة التربة والهواء، والحفاظ على التنوع البيولوجي للكائنات الحية، ما يساهم رفع الوعي البيئي بين الأجيال الصغيرة.

واختتمت "مارتينا" حديثها بأن التغيير البيئي الحقيقي لا يأتي عن طريق خطوات ومشاريع كبيرة، وهو ما اعتمدت عليه مبادرة "نواة" في رسالتها وشعارها "بذرة في كورة.. تغيّر الصورة"، ويعبر هذا الشعار عن مدى الانتماء والإحساس بالمسؤولية التي تهدف إليها المبادرة لرفع مستوى الوعي تجاه الزراعة المستدامة بخطوات سهلة وبسيطة، لذا كل مشارك في المبادرة ليس مجرد متطوع، بل يعتبر عنصراً فاعلاً في تسليط الضوء على توجه بيئي جديد تسعى إليه الأجيال القادمة مستقبلاً.