الخبيرة البيئية هبة محمد إمام: التغيرات المناخية فرصة لتحقيق المساواة.. والمرأة سلاح فعال في معركة إنقاذ الكوكب


ماهيتاب رضوان
الخميس 17 اغسطس 2023 | 02:47 مساءً
الخبيرة البيئية هبة محمد إمام
الخبيرة البيئية هبة محمد إمام

عندما يعجز الرجل داخل منزله عن العثور على ضالته، لا مفر من الرجوع إلى الزوجة أو الأم. هنا تكمن الحيل والحلول والخروج من الصندوق الضيق، لكن ماذا عن بيتنا الكبير: كوكب الأرض، وعقدته في التغيرات المناخية؟ ألم يَحِن وقت اللجوء إلى نساء الأرض؟

عدم اللجوء إلى المرأة هو أحد وجهَي الأزمة؛ فالوجه الأكثر خطورةً هو ما تتعرَّض له نساء العالم بسبب التغيُّر المناخي. يعلم قادة الدول أن "التاء المربوطة" هي الأكثر دفعاً لأثمان فوضى الاحتباس الحراري، ويدرك رجال الأخضر واليابس التأثير غير العادل للتطرف المناخي حسب الجنس.

النساء يتحمَّلن أدواراً مهمة في بعض الأحيان لتأمين الموارد الاقتصادية والحفاظ على صحة الأسرة، وعندما تتأثر هذه الموارد بسبب التغيرات المناخية، يتعيَّن عليهنَّ تكبُّد المزيد من الجهد والمصاريف لتلبية احتياجات العائلة، رغم ما قد يحظَيْن به من تأمين مالي واقتصادي أقل من الرجال في بعض المجتمعات؛ ما يجعلهن أكثر عرضةً للفقر والهشاشة المالية.

عن دور النساء في حل أزمة التغير المناخي وتأثرهن بتبعاتها، تتحدث الاستشارية والخبيرة البيئية هبة محمد إمام إلى "جرين بالعربي" عن مجمل ما تعانيه النساء من أعباء حياتية نتيجة التغيرات المناخية، والتفاصيل في سياق الحوار التالي:

كيف يمكن للحكومات والمجتمع المدني المساهمة في تعزيز دور النساء بقضايا البيئة وتحديداً التغير المناخي؟

تدابير تعزيز دور النساء في مواجهة التغير المناخي تتضمن عدداً من الخطوات؛ تبدأ من تشجيع المشاركة النسائية في المناقشات حول تغير المناخ، عبر توفير فرص التدريب على مهارات الإدارة والتخطيط.

ولا يمكن تجاهل "التفاعل الفعال" من خلال تمثيل كافٍ للمرأة والمنظمات النسوية والمجتمع المدني في المناقشات التي تدور حول السياسات والبرامج البيئية.

تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن النساء يمثلن نحو 43٪ من القوى العاملة المزارِعة في الدول النامية وهذا يدل على دورهن المهم ومساهمتهن الكبيرة

يأتي أيضاً التمكين الاقتصادي للمرأة ضمن الإجراءات الهامة من خلال إشراكها وتمكينها اقتصادياً، وإبراز دورها محركاً رئيسياً للاستدامة الاجتماعية، عبر أدوات الشمول المالي.

ما التدابير التي يُمكِنها مساعدة النساء باعتبارهن من الفئات الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية؟

التدابير التي يمكن اتخاذها لمساعدة النساء الفقيرات والمتأثرات بشدة بالتغيرات المناخية، تشمل توفير مصادر المياه، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال تجهيز الآبار، وتحلية المياه وتأمينها للأسرة، وأنظمة الترشيد.

ثم يأتي دعم تربية الثروة الحيوانية، من خلال تعزيز فاعلية التربية السليمة للثروة الحيوانية، ودعم هؤلاء النساء من خلال إعطاء فرص التدريب، بالإضافة إلى توفير بيئات صحية؛ وذلك بزيادة وصول المرأة إلى الصحة الإنجابية عن طريق تعزيز الوصول إلى دور الرعاية الصحية، مع ضرورة تقديم الدعم الفني عبر التدريب والتوعية بطرق تخزين الطعام الآمنة وترشيد استهلاك المياه.

يرى البعض أن آمال تمكين المرأة في مجال العلوم لا تحقق الأهداف المرجوة عربياً.. ما رأيك؟

تُواجِه المرأة في الوطن العربي تحديات كبيرة بشأن المشاركة في المجالات العلمية والتقنية، وهذا يمكن أن يُترجَم إلى فرص محدودة لصنع السياسات البيئية وتفعيل التغير المناخي.

ومن أهم العوائق التي تَحُد مشاركة المرأة في المجال العلمي والتقني عربياً المخاوف من العنف المجتمعي، وقلة التمكين في العديد من النظم الأكاديمية.

لذلك يَهُمنا تعزيز المساواة بين الجنسين من خلال تطوير العمل النسوي، مع زيادة المشاركة والدعم وتحفيز ابتكار الفائض بالاعتماد على التوجيهات في الأبحاث والتطبيقات العلمية والتقنية.

هناك نساء من الفئات الهشَّة يعملن في مهن شاقة كالزراعة والصيد ويُعانِين من آثار التغيرات المناخية.. كيف يمكن مساعدتهن؟

هناك عدة إجراءات يمكن اتخاذها، كتوفير التدريب والمهارات للنساء، حتى يتمكنَّ من التعامل مع آثار التغيرات المناخية والعمل في مهن مستدامة وقابلة للتكيف، وتمكينهنَّ من صنع القرار وتنفيذ السياسات المتعلقة بالتغير المناخي، وضمان تمثيلهنَّ العادل في الهيئات الحكومية والمجتمعية ذات الصلة.

وكذلك تعزيز الحصول على الموارد مثل التمويل والتكنولوجيا؛ لمساعدتهنَّ على مُعالَجة آثار التغير المناخي، وكذلك دعم الشبكات والتعاون في المجتمعات المحلية وتشجيع تشكيل الشبكات والجمعيات لتبادل المعرفة والمهارات وتعزيز قوتهنَّ العاملة.

وتشجيع التكنولوجيا الذكية؛ حيث يمكن دمج الحلول الذكية في العمل الذي تقوم به النساء، مثل استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة المستدامة، وإدارة الموارد المائية.

ما نسبة مساهمة النساء في جهود الحد والتكيف مع التغيرات المناخية؟

تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن النساء يمثلن نحو 43٪ من القوى العاملة المزارِعة في الدول النامية، وهذا يدل على دورهن المهم ومساهمتهن الكبيرة.

كيف يمكن دمج الحلول الذكية مناخياً في العمل الذي تقوم به النساء؟

هناك عدة طرق يمكن بها تحقيق ذلك، تتلخَّص في عدة محاور؛ هي:

تعزيز التدريب والتوعية: حيث يمكن تقديم تدريب وتوعية حول تكنولوجيا وحلول المناخ الذكية مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الخضراء، وهو ما يمكن أن يساعد النساء على اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة لتنفيذ واستخدام هذه الحلول في عملهن وحياتهن اليومية.

تعزيز ريادة الأعمال النسائية: ويأتي ذلك عبر تشجيع المشاريع الريادية المناخية والبيئية التي تُدِيرها سيدات. ويُمكِن للحكومات والمؤسسات المالية تقديم الدعم المالي والمعرفي للمشاريع التي تهدف إلى حل المشكلات المناخية بشكل مبتكر وذكي.

تمكين المشاركة السياسية للنساء: يجب أن تشجع الحكومات المشاركة السياسية للنساء في الصناعات ذات الصلة بالتغير المناخي، مثل قطاع الطاقة والتخطيط العمراني والسياسات البيئية. وستتيح هذه المشاركة للنساء إمكانية تأثير أكبر على تطوير وتنفيذ السياسات والحلول الذكية للتغير المناخي.

يمكن أن يزيد التغير المناخي من حدة التمييز بين الرجل والمرأة، مثل زيادة المسؤوليات المنزلية للنساء بسبب نقص الموارد أو اضطرابات الطبيعة، أو انعدام الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية.

مع ذلك، يمكن أيضاً أن يتحول التغير المناخي إلى فرصة لتغيير هذا التوجه والعمل نحو المساواة بين الجنسين، من خلال تعزيز إشراك المرأة في صنع القرار وتمكينها اقتصادياً وتحسين فرصها في التعليم والتدريب.

يجب أن يستهدف أي نوع من المبادرات المرأة والطفل بشكل شامل، بحيث يتم تلبية احتياجاتهما الأساسية وتمكينهما من التكيُّف مع تحدِّيات التغيُّر المناخي وبناء مجتمعات أكثر مرونةً واستدامةً.

حدِّثينا عن أنواع المبادرات التي يُمكِن أن تساعد النساء باعتبارهنَّ فئةً هشَّةً تعاني مآسي الأزمة المناخية؟

هناك عدة مبادرات يمكن تلخيصها تدعم النساء بصفتهنَّ من الفئات الهشة؛ أولها تمكين المرأة في مجالات الزراعة والأمن الغذائي، خصوصاً فيما يتعلق بزراعة المحاصيل المستدامة وإدارة الموارد الطبيعية بطرق مبتكرة، وتوفير فرص التدريب والمعرفة التقنية للنساء لتعزيز إنتاجية الأراضي وتنويع الثروات الزراعية؛ ما يؤدي إلى تحسين وضعهنَّ الاقتصادي وتغذية الأسر.

دعم المشاريع الصغيرة وريادة الأعمال للنساء أيضاً من المبادرات الهامة التي توفر التمويل والتدريب والدعم للنساء في إنشاء وتطوير مشاريعهن الصغيرة والمتوسطة، على أن تكون ذات طابع بيئي، مثل تدوير النفايات أو الطاقة المتجددة؛ ما يساهم في تعزيز مستقبل مستدام للمجتمع.

تعزيز التعليم والتوعية بتوفير فرص التدريب للنساء حتى يكون لديهنَّ المعرفة والمهارات اللازمة للتعامل مع آثار التغيرات المناخية. ويمكن أن تشمل المبادرات التعليمية التوعية بالمخاطر البيئية وتعزيز ممارسات الاستدامة في الحياة اليومية.

مبادرات تأمين وصول النساء إلى المياه النظيفة والمرافق الصحية، تدعم أساسيات الحياة. ويجب ضمان توافر مرافق صحية ومياه نظيفة آمنة للنساء والأطفال، وتنفيذ مشاريع توفير المياه والصرف الصحي وتدريب النساء على الحفاظ على نظافة المياه ومكافحة الأمراض المنقولة بالمياه.

تعزيز حقوق المرأة والمشاركة السياسية: ويمكن لهذا أن يؤدي إلى تعزيز قدرتهن على المساهمة في وضع السياسات والاستراتيجيات المناخية التي تلبي احتياجاتهن واحتياجات الأسر.

في النهاية، يجب أن يستهدف أي نوع من المبادرات المرأة والطفل بشكل شامل، بحيث يتم تلبية احتياجاتهما الأساسية وتمكينهما من التكيُّف مع تحدِّيات التغيُّر المناخي وبناء مجتمعات أكثر مرونةً واستدامةً.

لا بد من توفير الرعاية الصحية للأم والرعاية المتخصصة للأطفال المتأثرين بالأزمة المناخية، وتنفيذ مشاريع توفير اللقاحات والمعالجات الوقائية للأمراض المنقولة بالمياه والأمراض المتعلقة بالتغير المناخي

أزمات الأطفال من جراء التغيُّرات المناخية لا تنفصل عن أزمة النساء.. في رأيك، أي نوع من المبادرات يمكن أن يخدم المرأة والطفل معاً؟

أنا مؤمنة بأن المبادرات المستدامة والشاملة هي التي يمكن أن تخدم المرأة والطفل معاً في ظل أزمة التغير المناخي، وإليكم بعض الأمثلة على هذه المبادرات:

– ضمان الوصول إلى التعليم المناسب:

يجب أن تكون المبادرات التعليمية متاحة للفتيات والأولاد، على حد سواء، بما في ذلك التوافر المناسب للبنية التحتية التعليمية والمدارس الآمنة. يمكن أن تتضمن هذه المبادرات توفير الكتب المدرسية والمواد التعليمية الملائمة للتوعية بالتغيرات المناخية وأثرها.

– توفير الرعاية الصحية والخدمات:

لا بد من توفير الرعاية الصحية للأم والرعاية المتخصصة للأطفال المتأثرين بالأزمة المناخية، وتنفيذ مشاريع توفير اللقاحات والمعالجات الوقائية للأمراض المنقولة بالمياه والأمراض المتعلقة بالتغير المناخي.

- توفير فرص العمل والدخل المستدام:

يمكن تنفيذ مبادرات تهدف إلى توفير فرص العمل والدخل المستدام للنساء في قطاعات الاقتصاد الأخضر والاستدامة. ويتعلق ذلك بتشجيع ريادة الأعمال النسائية وتوفير التدريب والدعم التقني والتمويل للنساء اللاتي يرغبن في العمل بمجالات مثل الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة.

- تعزيز حقوق المرأة ومشاركتها في صنع القرار:

يجب تعزيز حقوق المرأة وتمكينها من المشاركة في صنع القرار والمساهمة في وضع السياسات والاستراتيجيات المرتبطة بالتغير المناخي. يمكن تنفيذ مبادرات لتعزيز المشاركة السياسية للنساء في العمل الحكومي والمجتمعي وضمان تمثيلهن في الهيئات الرسمية المعنية بالتغير المناخي.

هذه المبادرات وغيرها، تهدف إلى حماية حقوق المرأة وتعزيز موقعها وسلامتها في ظل التغيرات المناخية. ومن خلال العمل المشترك والتعاون بين الحكومات والمؤسسات والمجتمع المدني، يمكننا تحقيق تأثير إيجابي ودعم مستدام للنساء والأطفال في مواجهة تحديات أزمة التغير المناخي.

ملف السياحة البيئية في العالم العربي كانت لديه آفاق رحبة.. إلى أين وصل؟

على المستوى العام، شهد العالم في العقد الماضي زيادة ملحوظة في الاهتمام بالسياحة المستدامة، وتأثيرها البيئي والاجتماعي والاقتصادي. وقد أدى هذا الاهتمام المتزايد إلى تبني مبادئ السياحة المستدامة وتطبيقها في الدول العربية.

في بعض البلدان العربية، تم العمل على تنمية السياحة المستدامة من خلال اعتماد سياسات وإطارات قانونية للحفاظ على البيئة والثقافة المحلية، وضمان توزيع فوائد السياحة بشكل عادل للمجتمعات المحلية. وتم تطبيق ممارسات مستدامة في القطاع السياحي، مثل الإدارة البيئية للمنشآت السياحية، وتوعية الزوار بالحفاظ على البيئة المحيطة.

مع ذلك، لا يزال هناك تحديات عديدة تواجه تطوير السياحة المستدامة في العالم العربي. بعض هذه التحديات تشمل تأثير النمو السريع للسياحة على البيئة والموارد الطبيعية، وسلوك السائحين والمنشآت السياحية مع القضايا البيئية، وتشجيع الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية للسياحة، كما يُعَد تنسيق الجهود وتعزيز التعاون في المستويين الإقليمي والدولي من أجل تعزيز السياحة المستدامة أمراً مهماً.

على الرغم من التحديات، فإن التوجه نحو السياحة المستدامة في العالم العربي لديه آفاق واعدة. وإدراك القيمة البيئية والثقافية للسياحة والالتزام بمبادئ التنمية المستدامة يمكن أن يدفع نحو تحقيق تقدم مستدام في هذا المجال.

إلى أين وصلت السياحة المستدامة في وطننا العربي؟

تُعتبَر السياحة المستدامة والبيئية من المبادرات التي يمكن أن تخدم المرأة والطفل معاً في ظل أزمات التغيرات المناخية؛ فعندما تكون السياحة مستدامة، تعمل على حماية البيئة ومواردها، وتُعزِّز الثقافة المحلية والاقتصاد المحلي، ومن ثم تسهم في خلق فرص عمل للنساء وتحسين ظروف حياتهن وحياة أطفالهن.

يجب تعزيز حقوق المرأة وتمكينها من المشاركة في صنع القرار والمساهمة في وضع السياسات والاستراتيجيات المرتبطة بالتغير المناخي

على سبيل المثال، يمكن تعزيز المشاريع السياحية في القرى الريفية والمناطق النائية التي يعيش فيها العديد من النساء والأطفال. يمكن توفير وظائف للنساء في قطاعات الإقامة والتموين والصناعات اليدوية المحلية. وهذا من شأنه تعزيز قدراتهنَّ الاقتصادية، ومساعدتهنَّ في توفير احتياجات أطفالهنَّ.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن تنظيم جولات سياحية مستدامة موجهة للأطفال والعائلات لزيادة وعيهم بأهمية حماية البيئة والاستدامة، وتعزيز القيم البيئية لديهم. ويمكن أن تشمل هذه الجولات الزيارة إلى حدائق ومتنزَّهات طبيعية، والمشارَكة في أنشطة ترفيهية تُعزِّز التواصل مع الطبيعة .

وفي النهاية، يجب على الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المحلي العمل معاً لتوفير فرص المشاركة والتأثير للنساء والأطفال في صنع القرارات المتعلقة بالسياحة المستدامة والبيئية. يجب تشجيع المرأة وتمكينها من الانخراط في صناعة السياحة والتأثير في تطوير السياسات والبرامج التي تسعى إلى الحفاظ على البيئة وتعزيز التنمية المستدامة.

ملف إدارة النفايات في العالم العربي من أهم الملفات الضرورية للحد من التغيرات المناخية.. ما تقييمكم لمخرجاته؟

إدارة النفايات الفعَّالة والمستدامة تلعب دوراً حاسماً في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وتحسين جودة الهواء وحماية البيئة المحيطة في العالم العربي.

من الخطوات المهمة في إدارة النفايات، تشجيع فصل النفايات من المنبع وإعادة التدوير واستخلاص الطاقة منها، كما يجب التركيز على حملات توعوية الجمهور لتعزيز الوعي بأهمية فرز النفايات والتخلص منها بأسلوب صحيح.

ومع ذلك، يتطلب تحقيق تغيير فعلي في إدارة النفايات تعاوناً شاملاً بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، من خلال تبني الدول سياسات قوية، وتخصيص موارد كافية لتطوير البنية التحتية المناسبة، وتوفير التكنولوجيا اللازمة لإدارة النفايات بشكل فعال ومستدام.

كما أود التذكير بأن هناك حالياً اهتماماً متزايداً بمفهوم "الاقتصاد الدائري" حول العالم، وهو نهج يهدف إلى تحقيق استدامة أكبر في إدارة النفايات من خلال تقليل النفايات وإعادة التدوير وإعادة الاستخدام.

إن مجال إدارة النفايات هو مجال مُشوِّق ومُعقَّد، يتطلَّب تفكيراً إبداعياً وحلولاً شاملة.

وفي نهاية المطاف، ستكون المخرجات الفعَّالة لملف إدارة النفايات في العالم العربي مؤشراً على تحقيق التنمية المستدامة وحماية كوكبنا.