تهاجر العديد من أنواع الحيوانات مع تغير الفصول، غالباً ما تقطع خلالها رحلات طويلة وشاقة إلى مناطق أخرى من العالم توفر بيئة أكثر ملاءمة، لكن مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض، تؤثر التغيرات الواسعة في أنماط الطقس واختلال المواسم على هجرة الحيوانات، وفقاً "BBC".
واقع جديد للحيوانات المهاجرة
في ظل تغير المناخ العالمي، نجد أن نصف أنواع الحيوانات -مثل الدببة والضفادع والسناجب- في حالة تنقل دائم، ما يطرح تساؤلاً هاماً: إلى أين تتجه هذه الكائنات؟
وأكد باحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا أن أنواعاً مختلفة تهاجر بوتائر متسارعة بسبب عوامل بيولوجية وبيئية، ومن هذه الحيوانات "البيكا"، وهو من الثدييات الجبلية التي تنتمي إلى رتبة الأرنبيات.
كيف تؤثر أزمة المناخ على هجرة الحيوانات؟
في زيمبابوي، أشارت المتحدثة باسم هيئة إدارة المتنزهات والحياة البرية، تيناشي فاراو، إلى انتقال العديد من الأفيال إلى بوتسوانا بسبب تغير المناخ، وما نتج عنه من نقص في هطول الأمطار.
تغير أعداد الطيور وأنماطها السلوكية
شهدت بريطانيا تراجعاً ملحوظاً في أعداد الطيور البرية منذ سبعينيات القرن الماضي، بسبب الظروف الجوية القاسية التي أثرت بشكل كبير على الطيور المهاجرة، بما في ذلك طيور الوقواق.
وسمحت التغيرات البيئية لأنواع بريطانية مثل طائر السيتي المغرد بقضاء وقت أطول في أوروبا، بينما مكنت أنواعاً غير أصلية مثل طائر النحل الأوروبي من الاستقرار في المملكة المتحدة.
كيف تتعامل الغزلان مع إشارات الطبيعة؟
تواصل الغزلان رحلتها السنوية عبر صحراء وايومنج الأمريكية، حيث تصعد إلى المرتفعات مع ارتفاع الحرارة، مستفيدة من وفرة الغذاء على طريق هجرتها.
ويرى العلماء أن الضمان الوحيد لبقاء صحي للحيوانات والبشر هو الحد بشكل جذري من التلوث البيئي، وتشير وكالة الطاقة الدولية (IEA) إلى ضرورة التزام جميع الدول بمواعيد محددة لتحقيق الحياد الكربوني، مع وجود بصيص أمل في زيادة استخدام الطاقة النظيفة، وتحقيق مستقبل أكثر استدامة.
رحلة الهجرة السنوية
كل عام، تنطلق آلاف الأنواع من الحيوانات في رحلات هجرة استثنائية تزامناً مع تغير الفصول، بحثاً عن مناخ أكثر دفئاً ومصادر غذاء جديدة لكن التغير المناخي السريع وتدهور الموائل الطبيعية أجبر العديد منها على تعديل مسارات هجرتها التقليدية، ما أثر على هذه الكائنات والمجتمعات البشرية المجاورة.
تأثير تغير المناخ على الحياة البرية للحيوانات
يظهر تأثير تغير المناخ جلياً على الحياة البرية في الولايات المتحدة؛ فبينما تتمكن بعض الأنواع من التكيف السريع مع الظروف المتغيرة، تعجز أخرى عن ذلك، خاصةً خلال مواسم الهجرة الخريفية عندما تبدأ التحولات البيئية وتستعد الكائنات لقدوم الشتاء.
وبالتالي تجاهل مثل هذه المشكلة، يمكن أن يسبب فقدان التنوع البيولوجي، وانخفاضاً واضحاً في الأنواع، التي تقدم العديد من الفوائد البيئية، لذا حان الوقت للسيطرة على الوباء المناخي، من أجل حماية الكوكب والكائنات الحية.