تفاصيل إنشاء حديقة الكربون في لندن.. مواصفات هامة للاستدامة


أنس محمد
الخميس 07 اغسطس 2025 | 02:11 مساءً
حديقة الكربون
حديقة الكربون

في إطار الحرص على أهمية الاستدامة، أعلنت حدائق كيو الملكية في لندن، عن افتتاح حديقة جديدة تسلط الضوء على الكربون من خلال إبراز أهميته في استدامة الحياة، وستكشف أيضاً عن دور ثاني أكسيد الكربون في أزمة المناخ وكيف يمكن للنباتات مكافحته.

وذكرت وكالة Reuters أنه تم إطلاق اسم "الكربون" على الحديقة، وتحتوي 6500 نبات و35 شجرة جديدة، بالإضافة إلى هيكل جناح مركزي مستوحى من الفطريات، وستكون جزءاً دائماً من الحدائق النباتية التي افتتحت لأول مرة في عام 1759، وهي اليوم موقع للتراث العالمي لليونسكو.

وقال مدير تصميم الحدائق في الحدائق النباتية الملكية في كيو، ريتشارد ويلفورد، أن الحديقة تهدف إلى إظهار مدى أهمية الكربون، مع التحذير من الأضرار الناجمة عن زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

عام 2024 الأكثر سخونة

كان عام 2024 هو العام الأكثر سخونة على الإطلاق، حيث وصلت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية من قطاع الطاقة إلى مستوى قياسي مرتفع.

وبالإضافة إلى العلامات التي تشرح مفاهيم مثل عملية التمثيل الضوئي، وهي العملية التي تقوم بها النباتات بتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى مادة عضوية، ستتميز المنطقة بما يسمى بالحديقة الجافة المليئة بالنباتات القوية مثل اللافندر القادر على التكيف مع الحرارة.

وتضم الحديقة، التي استغرق "ويلفورد" وفريقه أكثر من أربع سنوات لبنائها، أشجاراً جديدة تم اختيارها لقدرتها على التكيف مع الظروف المناخية المتوقعة في المستقبل، فضلاً عن دورها في امتصاص الكربون.

زراعة المزيد من الأشجار جزءً من حل أزمة تغير المناخ

وقالت أماندا كوبر، الباحثة الحاصلة على درجة الدكتوراه والتي قدمت الاستشارة بشأن الحديقة، أن زراعة المزيد من هذه الأشجار سيكون جزءاً من الحل لمعالجة تغير المناخ، وذلك من خلال إعادة إنشاء الغابات، ووقف إزالتها.

وتستخدم الحديقة مساحة 4,900 متر مربع، لعرض نماذج زراعة قادرة على التكيف مع المناخ المستقبلي، وشرح دور النباتات في امتصاص الكربون، كما تنقسم إلى عدة مناطق، منها منطقة الجفاف (Dry Garden) لعرض النباتات المقاومة للجفاف، وحدائق الأمطار (Rain Gardens) مع تقنيات إدارة المياه لتقليل الفيضانات.

تفاصيل عن حديقة الكربون

وهناك منطقة الساحة المركزية المصممة من مواد طبيعية منخفضة البصمة الكربونية (خشب، كتان، جرانيت)، وتستخدم أيضاً للأنشطة المدرسية والمجتمعية، كما تتضمن نظام ري ذكي متصل بمحطات طقس ومستشعرات رطوبة لضبط استخدام المياه بحسب الحاجة فقط، بالإضافة إلى نظام زرع مبتكر وتجريبي، حيث أن النباتات مختارة من مناطق متوقع أن تكون مناخها مشابهاً للندن في 2050 مثل المناطق المدارية والمناطق الجنوبية الأوروبية.

الحديقة تبرز أهمية التنوع البيولوجي

وتبرز الحديقة أهمية التنوع البيولوجي عبر المروج والأسيجة البرية، وهو أسلوب أكثر فعالية في تخزين الكربون من الزراعة أحادية النوعية، كما أن الحديقة أيضاً تعتبر وسيلة تثقيفية تشجع الزوار على تبني أساليب الزراعة المستدامة في منازلهم ومجتمعاتهم.