توصل باحثون إلى أن ارتفاع معدل الانبعاثات ودرجات الحرارة مرتبطان بزيادة مستويات الزرنيخ في الأرز، مما يعرض مليارات البشر لخطر أكبر للإصابة بالسرطان وأمراض أخرى، وفقاً لموقع "Green Queen".
ويعتمد نصف سكان العالم على الأرز في معظم احتياجاتهم الغذائية، ويُنتج ويُستهلك 95% من هذه الحبوب في الدول النامية، وتتحمل هذه الشعوب بالفعل وطأة تغير المناخ، وتواجه الآن تهديدات متزايدة من خلال أنظمتها الغذائية.
ارتفاع درجة الحرارة يؤثر على تركيزات الزرنيخ في الأرز
واكتشف علماء في الولايات المتحدة والصين، أن ارتفاع درجات الحرارة إلى جانب زيادة مستويات الكربون في الغلاف الجوي، نتيجة لارتفاع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، يمكن أن يؤثر بشكل كبير على تركيزات الزرنيخ في الأرز.
كيف يؤدي تغير المناخ إلى زيادة سمية الأرز؟
على مدى 10 سنوات، زرع الباحثون 28 سلالة من الأرز في 4 مواقع مختلفة في الصين، لقياس تأثير ارتفاع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على المحاصيل، ومع ازدياد انبعاثات الكربون ودرجات الحرارة، زادت كمية الزرنيخ في 90% من محاصيل الأرز.
الزرنيخ مادة مسرطنة
الزرنيخ غير العضوي تم تصنيفه من قِبل منظمة الصحة العالمية، على أنه مادة مسرطنة، حيث يسبب سرطانات الرئة والمثانة والجلد، بالإضافة إلى مرض نقص تروية القلب، كما يرتبط بالإصابة بالسكري، ويؤدي إلى مشكلات في النمو العصبي، وتأثيرات الجهاز المناعي.
ووفقاً لوكالة حماية البيئة الأمريكية، فإن استهلاك 0.13 ميكروجرام من الزرنيخ غير العضوي، يزيد من خطر الإصابة بسرطان المثانة بنسبة 3%، ومرض السكري بنسبة 1%، ورغم أن النسب ضئيلة، إلا أنها تتراكم عند زيادة استهلاكه.
زيادة السرطانات في العالم بسبب الزرنيخ
يتوقع لويس زيسكا، أستاذ البيئة في جامعة كولومبيا، ارتفاع نسبة السرطانات في أكبر 7 دول مستهلكة للأرز حول العالم، بحلول عام 2050، وفي الصين قد يصل عدد حالات السرطان المرتبطة بالتعرض للزرنيخ المستخرج من الأرز، إلى ما بين 13.4 و19.3 مليون حالة، وتستند هذه التوقعات إلى أسوأ سيناريو، وهو أن تصل درجات الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين.
إجراءات للحد من التعرض للزرنيخ
وأضاف "زيسكا" أنه يجب اتخاذ إجراءات للحد من التعرض للزرنيخ في الأرز، خاصة مع استمرار تغير المناخ في التأثير على الأمن الغذائي العالمي، موضحاً أن هناك العديد من الإجراءات التي يمكن أن تساعد في الحد من التعرض للزرنيخ مستقبلاً، وتشمل هذه الإجراءات جهوداً في مجال زراعة النباتات لتقليل امتصاص الزرنيخ، وتحسين إدارة تربة حقول الأرز، وتحسين ممارسات المعالجة، إلى جانب مبادرات الصحة العامة التي تركز على توعية المستهلكين، والتي تلعب دوراً حاسماً في تخفيف الآثار الصحية لتغير المناخ على استهلاك الأرز.
وفي هذا الصدد، ينبغي البحث عن طرق مستدامة لحماية المحاصيل الزراعية الأساسية مثل القمح والأرز، لكي تصمد أمام التحديات البيئية والمناخية، وخاصة أن ملايين الأشخاص عالمياً يعتمدون على هذه المحاصيل كوجبة أساسية.