يعتقد البعض أن انخفاض أعداد النحل عالمياً يؤثر فقط على إنتاج العسل، لكن الحقيقة تبدو أعمق من ذلك بكثير، فتراجع أعداد النحل يهدد أنظمةً بيئية بأكملها، ولولاه لاختلف العالم من حولنا.. فماذا يحدث إذا انقرض النحل؟
اضطراب إنتاج الغذاء
ذكر موقع Earth.Org، أن فقدان النحل يشكل تهديداً حقيقياً للإنتاج الزراعي في جميع أنحاء العالم، ففي أوروبا يعتمد حوالي 80% من أنواع الزهور البرية والمحاصيل على تلقيح النحل للتخصيب، وبينما تعتمد معظم محاصيل الحبوب على الرياح للتلقيح، فإن 90% من المحاصيل المستهلكة في جميع أنحاء العالم يتم تلقيحها بواسطة النحل، بما في ذلك معظم الفواكه والخضراوات.
ومن دون النحل كان يجب إيجاد طرق أخرى أكثر كثافة في العمل وأقل كفاءة لتلقيح محاصيلنا، وتشتمل على بعض تقنيات التلقيح اليدوي، وهو أمر يستغرق وقتاً طويلاً للغاية، كما أن التلقيح بواسطة الطائرات دون طيار مُكلف للغاية، ولا يمكن لأي بديل بشري أن يضاهي فاعلية النحل وتخصصه عندما يتعلق الأمر بالتلقيح.
علاقة النحل بارتفاع أسعار المحاصيل
ويؤدي انخفاض أعداد النحل في العالم إلى تهديد الأمن الغذائي، وانخفاض المحاصيل يعني نقصاً في الغذاء مما يؤدي إلى ارتفاع أسعاره، ونحن نشهد بالفعل تأثير ذلك في بعض دول العالم، ففي كاليفورنيا -على سبيل المثال- لاحظ مربو النحل انخفاضاً كبيراً في أعداده من يونيو 2024 إلى فبراير 2025، وأبلغوا عن خسارة متوسطة بلغت 60%، أي نقص يصل إلى 500 ألف خلية نحل كانت أساسية في تلقيح اللوز.
غياب النحل وانخفاض كمية الفواكه والخضراوات
يؤدي غياب التلقيح الحيوي من النحل إلى انخفاض بعض أنواع الفواكه والخضراوات، مما لا يؤثر على نظامنا الغذائي فحسب، بل على نظام الماشية أيضاً، ما يسبب اضطراباً في صناعة اللحوم والألبان.
فقدان التنوع البيولوجي
يؤثر انخفاض تنوع الأنواع النباتية علينا كما يؤثر على النظم البيئية بأكملها وعلى الأنواع التي تعتمد عليه، ويهدد فقدان النحل تنوع العديد من أنواع النباتات، التي ستواجه صعوبة في التكاثر دون تلقيح النحل لها.
وبالإضافة إلى تأثيرها المباشر على التنوع البيولوجي، تلعب الملقحات كالنحل دوراً كبيراً في عمل النظم البيئية، بما يتجاوز مجرد السلسلة الغذائية، إذ يسهم عملها في دعم الموائل الطبيعية، وتعزيز التنوع الجيني، والحفاظ على بنية النظم البيئية.
هل يمكننا التلقيح اليدوي؟
في بريطانيا، يساهم النحل بنحو 700 مليون جنيه إسترليني سنوياً في الاقتصاد البريطاني، وسيكلف توظيف أشخاص للقيام بعمل النحل ما لا يقل عن 1.8 مليار جنيه إسترليني، ويمكننا البدء بمحاولة التلقيح اليدوي أي نقل حبوب اللقاح يدوياً بجمعها من نبتة وتوزيعها برفق على نبتة أخرى ما يتطلب جهداً كبيراً، وتتراوح تكلفة هذه العملية بين 5000 و7000 دولار للهكتار الواحد.
هل يمكن لملقحات أخرى أن تملأ الفراغ؟
النحل لا يقوم بالتلقيح بمفرده، بل هناك الفراشات والخنافس، المسؤولين أيضاً عن مساعدة النباتات على التكاثر، لكن مساهمتها لا تُضاهي النحل، وإذا اختفى النحل فسيضغط ذلك على هذه الأنواع للقيام بدورها، وإذا لم تتمكن هذه الأنواع من التكيف والتعويض، فستنهار أنظمة بيئية بأكملها.