أمل من إندونيسيا.. شباب يبتكرون جهازاً ذكياً لإنقاذ المحيطات


محمد محسن
الخميس 02 أكتوبر 2025 | 05:52 مساءً
إنقاذ المحيطات
إنقاذ المحيطات

تواجه المحيطات أزمة بيئية بسبب تراكم 170 تريليون قطعة بلاستيكية دقيقة تهدد الحياة البحرية وصحة الإنسان، في وقت لا تزال فيه الحلول التقنية محدودة، برز 3 طلاب من جامعة "إيرلانجا" الإندونيسية بفكرة مبتكرة لجهاز ذكي قادر على تنظيف المياه من البلاستيك الدقيق.

حصد الطلاب المركز الأول في مسابقة وطنية للأفكار العلمية نظمتها جامعة نيجري سيمارانج بمشاركة أكثر من 170 مشروعاً من مختلف أنحاء البلاد، ، بحسب الموقع الرسمي لجامعة إيرلانجا.

جاءت المسابقة ضمن فعاليات أسبوع إنجازات "FISIP" لعام 2025، الذي نظمته الهيئة التنفيذية الطلابية بكلية العلوم الاجتماعية والسياسية في جامعة نيجري سيمارانج، وقد استقبلت أكثر من 170 مشاركة من مختلف الجامعات الإندونيسية، ليفوز بها في النهاية فريق "إيرلانجا" بالمركز الأول.

غياب حلول تقنية ملموسة.. دفعهم للابتكار

ويتكون الفريق الفائز من محمد برادانا سيتياوان وإنتان رحايو من كلية الدراسات المهنية، ورافا أديستيا هانوم من كلية العلوم الإنسانية، وبدمج خلفياتهم الأكاديمية المختلفة، درسوا مجموعة من القضايا المعقدة التي تواجه المجتمع، قبل أن يستقروا على مشكلة التلوث بالبلاستيك الدقيق لخطورتها وغياب حلول تقنية ملموسة.

يقول أحد الطلاب المشاركين: "فكرنا في قضايا عديدة، مثل الصحة العقلية والزراعة، لكننا اخترنا قضية البلاستيك الدقيق بسبب إلحاحها الشديد وتأثيرها الواسع على البيئة والإنسان".

كيف يعمل الجهاز؟

الجهاز الجديد يمكن التحكم فيه عن بُعد، ويعتمد على تقنيات الإنترنت من أجل المراقبة دون الحاجة لمتابعة بشرية مباشرة، أي يستطيع أن يغوص في أعماق البحار لتنظيف البلاستيك، وهو مزود بمستشعرات ويرسل بياناته عبر الإنترنت.

يستخدم الجهاز آليات الشفط والترشيح لالتقاط الحطام من مياه البحر، مع مستشعرات متطورة قادرة على التمييز بين النفايات البلاستيكية والمواد العضوية، كما يطلق الجهاز رذاذاً إنزيمياًٍ يعمل على تفتيت البلاستيك الدقيق دون التأثير على مستويات الحموضة أو الإضرار بالكائنات البحرية الدقيقة.

يوضح أحد الطلاب: "ما يميز ابتكارنا هو أنه متعدد الوظائف، فهو لا يقتصر على الشفط والترشيح فقط، بل يستطيع أيضاً التمييز بين النفايات العضوية وغير العضوية، مما يجعله أكثر دقة وفعالية".

مرحلة التصنيع وتحويل الفكرة إلى واقع ملموس

بعد الفوز بالمسابقة، يستعد الفريق للانتقال إلى مرحلة تصنيع نموذج أولي للجهاز، وفي مايو الماضي، بدأ الطلاب مناقشات مع وكالة سورابايا للبيئة بإندونيسيا وفريق دراسة المركبات الكهربائية بجامعة إيرلانجا لبحث سبل التعاون في تطوير الفكرة وتحويلها إلى مشروع قابل للتطبيق على نطاق أوسع.

إندونيسيا.. أحد أكبر مصادر التلوث البلاستيكي في البحار

وتُعد إندونيسيا من أكبر المساهمين في تلوث المحيطات بالبلاستيك على مستوى العالم، وبحسب إحصاءات من الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة "IUCN"، فإن إندونيسيا تحتل المركز الثاني في العالم من حيث حجم البلاستيك الذي ينتهي في البحار، ويشكل نحو 10% من إجمالي النفايات البلاستيكية البحرية العالمية.

كما تنتج البلاد حوالي 7.8 مليون طن سنوياً من النفايات البلاستيكية، منها نحو 4.9 مليون طن يتم إدارتها بشكل سيئ، إما لم تجمع أو ترمى في مكبات مفتوحة أو تُسرب من أماكن التخلص غير المنضبطة، نقلاً عن الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة "IUCN".