الأقمشة الذكية.. موضة تدخل عصر الابتكار البيئي


سارة شعبان
الخميس 16 أكتوبر 2025 | 07:26 مساءً
الأقمشة الذكية
الأقمشة الذكية

بين الحاجة إلى الراحة والرغبة في الحفاظ على كوكبٍ أكثر خضرة، ولدت فكرة الأقمشة الذكية لتكون الجيل الجديد من الموضة الواعية، فهي لا تهتم بمظهرك فحسب، بل تراعي البيئة من حولك، مقدمةً حلاً مبتكراً يجمع بين الجمال والاستدامة في كل قطعة.

ما هي الأقمشة الذكية؟

الأقمشة الذكية – أو ما يُعرف بالمنسوجات الذكية – هي مواد قادرة على الاستجابة للمحفزات الخارجية مثل الحرارة والضوء والرطوبة والضغط، وتتميز هذه الأقمشة بقدرتها على التفاعل مع البيئة المحيطة أو التكيف مع احتياجات مرتديها، مما يجعلها تتجاوز حدود الأقمشة التقليدية، نقلاً عن "Greenly".

ويكمن هدفها الأساسي في تحسين وظائف الملابس عبر دمج التكنولوجيا مباشرة في النسيج ذاته، لتصبح الملابس أكثر ذكاءً وتفاعلاً.

أنواع الأقمشة الذكية

يمكن تصنيف الأقمشة الذكية إلى نوعين رئيسيين:

الأقمشة الذكية السلبية: تتفاعل مع التغيرات البيئية (كالحرارة والرطوبة) من دون أن تُغير خصائصها الأساسية، مثل الأقمشة التي تمتص العرق أو تتكيف مع الحرارة.

الأقمشة الذكية النشطة: وهي أكثر تطوراً إذ تحتوي على إلكترونيات ومستشعرات دقيقة، تُمكنها من تعديل خصائصها تلقائياً، كتغيير اللون أو توليد الكهرباء أو مراقبة المؤشرات الحيوية للجسم.

الاستدامة محور التطور

تُعد صناعة الأزياء من أكثر الصناعات تلويثاً للبيئة، إذ تسهم بنحو 10% من الانبعاثات الكربونية العالمية، وفق تقديرات البنك الدولي.

وهنا يأتي دور الأقمشة الذكية كحل مبتكر يسعى إلى تقليل البصمة البيئية من خلال:

خفض استهلاك المياه: باستخدام ألياف مستدامة كالقطن العضوي أو البوليستر المعاد تدويره.

إعادة التدوير وتقليل النفايات: إذ تُصنع بعض الأقمشة من مواد معاد استخدامها، ما يقلل الهدر في مراحل الإنتاج.

زيادة المتانة وطول العمر: فالملابس الذكية تدوم لفترات أطول، ما يقلل من الحاجة إلى استبدالها باستمرار.

كما تُسهم بعض الأقمشة الذكية في توفير الطاقة، مثل تلك التي تنظم حرارة الجسم تلقائياً، أو الأقمشة المزودة بخلايا شمسية لتوليد الطاقة وتشغيل الأجهزة المحمولة.

تطور صديق للبيئة

في إطار الموضة المستدامة، بدأ الباحثون في تطوير أقمشة قابلة للتحلل الحيوي تُصنع من مواد طبيعية كالأعشاب البحرية أو الفطر أو الخيزران.

كما تُستبدل الأصباغ الكيميائية بأخرى غير سامة وصديقة للبيئة، مما يحد من التلوث الناتج عن عمليات التصنيع التقليدية.

تطبيقات واسعة تتجاوز الموضة

لا تقتصر استخدامات الأقمشة الذكية على الملابس اليومية فحسب، بل تمتد إلى مجالات متعددة، من الرعاية الصحية إلى الصناعات الرياضية:

في الطب: تُستخدم لمراقبة المؤشرات الحيوية للمرضى مثل معدل ضربات القلب ودرجة الحرارة.

في الرياضة: تُساعد الرياضيين على تتبع الأداء ومعدل الجهد واستهلاك الطاقة.

في السلامة المهنية: تُستخدم في ملابس رجال الإطفاء والعاملين في البيئات الخطرة، إذ يمكنها استشعار درجات الحرارة أو المواد السامة.

التحديات والمستقبل الواعد

رغم المزايا الكبيرة، تواجه صناعة الأقمشة الذكية تحديات تتعلق بارتفاع التكلفة وتعقيد عمليات الإنتاج، غير أن الخبراء يتوقعون أن يؤدي تطور التكنولوجيا وتوسع السوق إلى خفض الأسعار تدريجياً وجعلها في متناول المستهلكين.

كما يعمل الباحثون على تحسين مرونة وراحة الأقمشة الذكية لتصبح أكثر ملاءمة للحياة اليومية، دون أن تفقد وظائفها التقنية.