الغابات الزرقاء.. مشروع عالمي لحماية السواحل ومواجهة التغير المناخي


أنس محمد
السبت 27 سبتمبر 2025 | 08:08 مساءً
أهمية المانجروف
أهمية المانجروف

 أطلقت الأمم المتحدة بالتعاون مع منظمات بيئية دولية مشروعاً يسمى "الغابات الزرقاء"، بهدف استعادة غابات المانجروف والأعشاب البحرية، التي تعد من أكثر الأنظمة البيئية التي لديها قدرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وحماية السواحل من التآكل والفيضانات.

ويهدف المشروع إلى دعم المجتمعات الساحلية وتمكينها اقتصادياً من خلال توفير مصادر دخل مستدامة، مثل صيد الأسماك النظيف أو بيع أرصدة الكربون، ضمن نموذج بيئي اجتماعي يُعزز من قدرة السكان المحليين على التكيف مع آثار التغير المناخي، بحسب موقع one earth.

وانطلق المشروع رسمياً عام 2015 تحت مظلة برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) وبدعم من مرفق البيئة العالمي (GEF)، وبدأ تنفيذه في ثماني دول حول العالم من بينها مدغشقر، الإمارات، إندونيسيا، وموزمبيق، بالتعاون مع منظمة GRID-Arendal النرويجية.

ويعتمد المشروع على دمج المجتمعات المحلية في عمليات الاستعادة والإدارة البيئية، ضمن ما يُعرف بـ "الكربون الأزرق"، وهو الكربون الذي تختزنه النظم البيئية الساحلية، مثل غابات المانجروف، بمعدلات تفوق الغابات البرية بخمسة أضعاف.

معلومات عن غابات المانجروف

تغذي غابات المانجروف الحياة اليومية لمئات الملايين من سكان المناطق الساحلية في جميع أنحاء المناطق الاستوائية، حيث توفر لهم خدمات حيوية، من الأخشاب والوقود إلى الأسماك، كما أنها تدعم مصائد الأسماك البحرية الأوسع، وتوقف تآكل السواحل، وتحسن جودة المياه، وبدونها لا يمكن للشعاب المرجانية ومروج الأعشاب البحرية والنظام البيئي البحري الأوسع أن يزدهر.

وتعد أشجار المانجروف بمثابة حواجز طبيعية للعواصف، وتحمي البنية التحتية من الظروف الجوية القاسية وارتفاع منسوب مياه البحار، كما أنها تلتقط وتخزن كميات هائلة من الكربون الجوي.

ورغم قيمتها الهائلة، فقد تعرضت ربع مساحة الغطاء الأصلي لأشجار المانجروف في العالم على الأقل إلى الإزالة، ومن المتوقع أن يزداد معدل هذا التراجع.

ما هو السبب وراء إزالة غابات المانجروف؟

إن أسباب فقدان أشجار المانجروف معقدة ومترابطة، إذ يعيش الكثير من الأشخاص الذين يعتمدون على أشجار المانجروف في فقر مدقع، مع ندرة البدائل المجدية لصيد أسماك المانجروف وإنتاج الفحم أو الأخشاب، وغالباً ما يضطر الناس إلى استخدام أشجار المانجروف بشكل غير مستدام، كما أن العديد من المجتمعات المحلية لا تملك حقوق الوصول اللازمة لمنع إزالة أشجار المانجروف المحلية من قبل مطورين خارجيين، مثل مشاريع الاستزراع المائي التجارية أو مشاريع التنمية الساحلية.

مخاطر فقدان أشجار المانجروف

إن استمرار فقدان أشجار المانجروف، سيخلف آثاراً اقتصادية واجتماعية وبيئية مدمرة، وسيفاقم انعدام الأمن الغذائي، ويفقر المجتمعات ويضعف التنوع البيولوجي، ويُفاقم هشاشة المجتمعات التي تعيش في مواجهة تداعيات تغير المناخ.