معمار صديق للكوكب.. "مدينة الغابات" أول نموذج لمدينة خشبية بلا إسمنت


سارة شعبان
الاثنين 29 ديسمبر 2025 | 05:13 مساءً
مدينة الغابات
مدينة الغابات

في قلب إنجلترا، يتبلور مشروع "مدينة الغابات" كحل طموح ومبتكر لمواجهة أزمتي السكن والبيئة في آن واحد، وتهدف هذه المبادرة إلى بناء مدينة جديدة بالكامل من الخشب، تكون نموذجاً للحياة المستدامة والمتناغمة مع الطبيعة، مع توفير مساكن بأسعار معقولة.

مجتمع بالكامل من قلب الطبيعة

لا يقتصر المشروع على بناء المنازل فحسب، بل يطمح لإنشاء مجتمع متكامل يستوعب مليون نسمة داخل أكبر محمية طبيعية جديدة في البلاد، على عكس التخطيط الحضري التقليدي الذي يفصل بين المناطق السكنية والحدائق، سيتم دمج الأحياء السكنية بشكل عضوي مع الطبيعة، نقلاً عن "The Guardian".

ويؤكد القائمون على المشروع أنه سيحقق "مكاسب صافية هائلة للطبيعة" من خلال زراعة 12 ألف فدان من الغابات الجديدة، وربطها بالغطاء النباتي الحالي، مما يعزز التنوع البيولوجي ويوفر مساحات خضراء شاسعة للسكان.

نموذج اقتصادي واجتماعي مبتكر

لضمان تحقيق أهدافه الاجتماعية، ستتم إدارة المدينة من خلال "صندوق أراضي المجتمع المحلي"، وهي منظمة غير ربحية تضمن بقاء الأولوية للسكان وليس لتحقيق أرباح تجارية، مما يساهم في الحفاظ على استقرار أسعار المنازل وجعلها في متناول الجميع على المدى الطويل.

تصميم مستدام يركز على الإنسان

ستُبنى المنازل بتصميمات خشبية معيارية وصديقة للبيئة، مع التركيز على إنشاء أحياء آمنة ومخصصة للمشاة، ولتقليل الاعتماد على السيارات، سيتم توفير شبكة ترام متطورة كوسيلة نقل عام رئيسية، مما يعزز جودة الحياة ويقلل من البصمة الكربونية.

مواجهة التحديات بحلول مبتكرة

يواجه المشروع تحديات كبيرة، أبرزها البناء على أراضٍ زراعية وشح المياه في منطقة شرق إنجلترا، كما تتضمن الخطة حلولاً مبتكرة مثل "تجديد مجاري المياه" وبناء خزانات جديدة لخدمة المدينة والمنطقة المحيطة.

أما بالنسبة للأراضي الزراعية، فيرى المؤيدون أن معظمها أراضٍ صناعية تفتقر للتنوع البيولوجي، وأن تحويلها إلى مجتمعات سكنية غنية بالطبيعة يمثل فائدة بيئية.

"مدينة الغابات" ليست مجرد مشروع سكني، بل هي رؤية لمستقبل يزدهر فيه الإنسان والطبيعة معاً، وتقدم إجابة مبتكرة على سؤال القرن الحادي والعشرين: كيف يمكننا بناء مجتمعات صحية ومستدامة مع حماية الطبيعة واستعادتها؟