بركان ألاسكا يهدد العالم.. تحذيرات من كارثة بيئية وشيكة


محمد محسن
الثلاثاء 13 مايو 2025 | 05:36 مساءً
بركان ألاسكا يهدد العالم
بركان ألاسكا يهدد العالم

تعرض بركان جبل سكور في ألاسكا لهزات أرضية متكررة على مدار الـ12 شهراً الماضية، وبدأ بشكل ملحوظ في التضخم وتنفيث غازات سامة، وتشير الأدلة إلى أن انفجاراً هائلاً يلوح في الأفق من الممكن أن يؤدي لمشكلات عديدة، بحسب مجلة "ناشيونال جيوجرافيك".

كميات هائلة من الرماد الضار

في حال ثوران بركان جبل سكور والمعروف بـ"بركان ألاسكا"، فلا توجد مجتمعات تعيش على سفوحه، والتي ستختنق بانهيارات حارقة من الصخور والأبخرة، لكن من المرجح أن يُنتج كميات هائلة من الرماد، وستنقل الرياح آثاره إلى المدن المجاورة، وفي حال تساقط الرماد على تلك المدن، سيشكل خطراً كبيراً.

الرماد المنبعث من بركان ألاسكا سيشكل خطراً كبيراً على الطائرات، إذ يُمكن أن يذوب بسرعة ويُعطّل محركاتها؛ لذا فإن ثورانه سيتطلب تحويل الرحلات الجوية بعيداً عن المنطقة وإغلاق المطارات القريبة منه.

خطورة البركان على البشر

بناءً على كمية الرماد المنبعث ومكان سقوطه، قد يُشكل خطراً على الناس والبنية التحتية والبيئة بشكل عام، كما يحول رماد البركان الليل إلى نهار، لكنه نادراً ما يهدد حياة البشر، إلا أنه قد يُشكل مشكلة من عدة جوانب، إذ يشكل خطراً على الجهاز التنفسي وقد يُهيج العينين والجلد المكشوفين.

ويحتوي الرماد على نسبة عالية من الحديد والألمنيوم، واختلاط كميات كبيرة منه بالماء قد يجعله غير صالح للشرب ويمكن أن يصل لدرجة السُمية.

ونصح العلماء السكان بالبقاء في منازلهم، ونقل حيواناتهم الأليفة إلى الداخل، ووضع أغطية فوق السيارات، والتأكد من سلامة أي شخص يعاني من أمراض تنفسية أو قلبية، وإبقائه قريباً من مستلزماته الطبية، وفي حال كنت في الخارج يجب استخدام كمامة أو قطعة قماش لتجنب استنشاق الرماد.

وبحسب دراسة عن الانفجارات البركانية نشرتها موسوعة "بريتانيكا"، فليست كل الظواهر البركانية مدمرة، فالمحيطات والغلاف الجوي والقارات تدين بأصلها وتطورها إلى حد كبير للعمليات البركانية على مر العصور الجيولوجية، وقد يبتلع تدفق الحمم البركانية الأرض ويدفنها، ولكن تتطور التربة والنباتات في نهاية المطاف.

تأثير البركان على البيئة والمناخ

تؤثر البراكين بشكل مباشر في تغير المناخ، خاصة عند حدوث الانفجارات الكبرى، حيث تطلق كميات هائلة من الغازات وقطرات الهباء الجوي إلى طبقة الستراتوسفير، وبينما يتساقط الرماد البركاني خلال أيام قليلة ولا يترك تأثيراً مناخياً يُذكر، فإن الغازات مثل ثاني أكسيد الكبريت تتحول في الطبقات العليا من الغلاف الجوي إلى حمض الكبريتيك، الذي يتكثف مُشكّلاً رذاذات كبريتاتية تعكس أشعة الشمس بعيداً عن الأرض، مما يؤدي إلى تبريد طبقة التروبوسفير، حسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

ورغم أن بعض هذه الغازات تساهم في التبريد، إلا أن غازات أخرى مثل ثاني أكسيد الكربون وهي من غازات الدفيئة، قد تعزز ظاهرة الاحتباس الحراري على المدى الطويل، كذلك يمكن أن تؤدي الهباءات الكبريتية المنبعثة من البراكين إلى استنزاف طبقة الأوزون، ما يزيد من تعقيد التوازن البيئي ويجعل تأثير البراكين على المناخ متعدد الأوجه ومتفاوتاً حسب طبيعة الانفجار وكمياته المنبعثة.