بمناقشات ثرية شهدتها الجلسة التي أدارها الأستاذ مصطفى حجاج مدير تحرير بوابة آخر الأنباء، ضمن البرنامج التدريبي "الطريق الإعلامي إلى مؤتمر المناخ"، أجابت "جرين بالعربي" على كيفية وصول الصحافة البيئية إلى الجمهور العربي.
وشارك في الجلسة عدد كبير من الصحفيين، ضمن البرنامج التدريبي الذي انطلق بتعاون بين منصة "جرين بالعربي" ومنتدى الصحفيين العلميين في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
تطرقت الجلسة إلى السبل التي انتهجتها منصة "جرين بالعربي" لمعالجة أزمة التغير المناخي، لا سيما فيما يتعلق بتبسيط المعلومات.
وأشاد مصطفى حجاج بقواعد عمل منصة "جرين بالعربي" التي يأتي أبرزها الربط بين الواقع المَعيش والتحديات التي تواجه الكوكب، مشيراً إلى أهمية تبسيط المعلومات للجمهور، خاصة لأن الجانب العلمي متخم بالمصطلحات، بجانب الربط بين الأعمال الدرامية، والعمل الصحفي المناخي.
تنوع المحتوى
بدوره أكد أحمد أبو القاسم رئيس تحرير "جرين بالعربي"، أن الاهتمام الأساسي يرتكز على تقديم المعلومات بأسلوب سلس من خلال عشرات المقاطع القصيرة، ومناقشة موضوعات مختلفة توضح للجمهور كيفية تأثير القضية على الحياة اليومية مثل الغذاء والمياه، والاستعانة بالبدائل الصديقة للبيئة للمنتجات التي يتم استخدامها.
ووصف أبو القاسم فكرة اتباع السلوكيات الصديقة للبيئة بـ"العدوى" التي يمكنها الانتقال تدريجياً بين مئات الملايين، وصولاً إلى المليارات من البشر.
ومن جانبها أكدت الإعلامية مبروكة خضير رئيسة تحرير موقع "كوسموس"، أنها من متابعي منصة "جرين بالعربي"، وأثارت نقاشاً حول أهمية المزج بين الأنواع المختلفة من المحتوى.
وقالت خضير إن من الذكاء أن نتوجه إلى الجمهور بحسب احتياجاته، حتى يكون قادراً على المتابعة، عن طريق بث المعلومات البيئية بطريقة جذابة ومبسطة، ثم الانتقال به نحو المستوى الأعمق للمحتوى.
وأكد رئيس تحرير "جرين بالعربي" اهتمام فريق المنصة بالعمل وفقاً لأعلى المعايير، وتحليل اتجاهات الجمهور لمحاولة الوصول إليه، وأن المنصة تقدم كلاً من المحتوى المكتوب والبصري الذي جرى التركيز عليه بشدة من البداية بسبب اهتمام الجمهور بالمحتوى السريع، والجوانب البصرية مع ظهور التطبيقات، مشيراً إلى أن الصور والإنفوجرافيك تحفز الجمهور على البحث عن معلومات أكبر.
وأشار أبو القاسم إلى وحدة الوثائقيات التابعة للمنصة التي أنتجت مجموعة من الأفلام القصيرة، وناقشت فيها عدة قضايا عربية؛ أبرزها ظاهرة تملح التربة على الأمن الغذائي، وهو ما ظهر في فيلم "أراض زراعية بيضاء"، علاوة على فيلم "معركة الجيش الأخضر" الذي جرى عرضه خلال النسخة الثانية من المنتدى العربي للمناخ، الذي انعقد في دبي في 13 و14 نوفمبر، حول الدور الذي يقوم به صغار المزارعين الذين سيصبح العالم بأكمله من دونهم "فئة هشة".
صانعو القرار
وتطرقت الجلسة كذلك إلى الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام في تغيير السياسات، نظراً إلى أهمية المحتوى الذي يصنعه الصحفي المتخصص والمهتم بالقضايا البيئية، الذي قد يلفت نظر صانعي القرار والمعنيين بتغيير السياسات والتشريعات.
وعن دور العاملين بصحافة البيئة والمناخ، رأى أبو القاسم أن الصحافة البيئية من أخطر أنواع الصحافة؛ لأنها تصطدم بالدول الصناعية والشركات الكبرى؛ فعلى سبيل المثال، تنتج إحدى الشركات الكبرى 7 آلاف موديل يومياً من الملابس، ومن ثم عندما يعمل الصحفيون على مواجهة هذه الظواهر، فإنهم يواجهون درجة عالية من المقاومة.
وتابع أن وسائل الإعلام تلعب دوراً هاماً للغاية في تحريك العقل النقدي للجمهور، ودفعه لاتخاذ إجراءات مثل حملات تنظيف البلاستيك، ومن ثم يجب صقل مهارات الصحفيين من خلال التدريب والتأهيل وبذل الجهد البحثي.
وشدد أبو القاسم على أهمية التعاون وتبادل الأفكار؛ لأن الصحافة البيئية والعلمية مختلفة عن باقي أنواع الصحافة؛ لأن لديها طرحاً لتغيير الواقع والمستقبل، وهو ما اتفق عليه مدير الجلسة الأستاذ مصطفى حجاج الذي رأى أن فكرة مبادرة البرنامج التدريبي لتبادل الخبرات بكل سلاسة ستعود بالفائدة.
العدالة المناخية
كما شارك رئيس تحرير منصة "جرين بالعربي" في النقاش حول ميزان العدالة المناخية الذي وصفه بـ"المختل"؛ لأن الدول الأكثر مساهمة في الأزمة المناخية هي الأقل إسهاماً في مواجهتها، وعلى العكس فإن الدول الأقل إسهاماً في الأزمة هي الأشد معاناة مثل دولة الصومال.
وأضاف أن الدول الصناعية والشركات يقع عليها مسؤولية كبرى؛ فالأمر لا يقتصر على التعويض المادي، بل باتخاذ تدابير تُحول المعادلة، وتقلل الأضرار البيئية الناتجة عن أنشطتها، مثل التحول إلى الطاقة النظيفة.
كما رأى أنه في مقابل وجود ظاهرة إنكار المناخ التي يحاول البعض من خلالها التنصل من الأزمة، هناك تجمعات بيئية قوية، ونشطاء في كافة أنحاء العالم لديهم حضور قوي في قضية تغير المناخ.
واختتم مدير الجلسة قائلاً إنه يمكن تلخيص فكرة البرنامج التدريبي والجلسة التي ركزت على منصة "جرين بالعربي" في عنوان "نتعاون لكي ينجو العالم، ولكي تنجو البشرية".