عوامة البحر.. زينة الشواطئ البلاستيكية تخنق رئة البيئة


إسراء محمد
الجمعة 07 يوليو 2023 | 04:28 مساءً

تدفع حاجة الملايين إلى الهرب من ارتفاع درجات الحرارة إلى البحث عن متعة صيفية على أحد شواطئ البحر لممارسة الأنشطة الترفيهية والترويح عن النفس، خصوصاً أن العديد من الدراسات أكدت ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة خلال فصل الصيف.

متعة صيفية على الشواطئ تدعمها عوامات البحر بأشكالها المختلفة، لكنها في المقابل تزيد من التلوث البيئي؛ ما يجعل قضاء العطلة غير صديقة للبيئة؛ ففي الوقت الذي تعد فيه عوامة البحر من مظاهر المصيف منذ العديد من السنوات، فإنها تتكون من مواد غير مستدامة؛ ما يحولها إلى وسيلة تزيد من مشكلة المناخ.

من ناحية تساعد العوامات الكبار والصغار على الاستمتاع بقضاء وقت صيفي سعيد، غير أنها من ناحية أخرى تساهم بشكل غير مباشر في ارتفاع درجة حرارة الكوكب بطريقة مزعجة. وفي الآونة الأخيرة، انتشرت أشكال عدة للعوامات الكبيرة الحجم مثل "عوامة وحيد القرن"، التي أصبحت مستخدمة حول العالم، وبالرغم من ألوانها المبهجة فإنها تحمل في طياتها آثاراً بيئية.

كوارث بيئية

عوامة البحر من الألعاب المائية التي تعود إلى أكثر من 50 عاماً، وبالرغم من أنها وسيلة من وسائل الترفيه فإنها تُصنع من مواد غير قابلة للتحلل مثل البولي فينيل كلوريد "PVC"، وهو أحد البوليمرات البلاستيكية المستخدمة على نطاق واسع بما يسبب مشاكل صحية وبيئية عدة، بحسب موقع "Openwaterhq".

يدخل البوليستر ورغوة صناعية في إنتاجها؛ ما يجعلها سلعة غير مستدامة، ومن ثم يمكن أن تتحول العطلة الصيفية إلى خطر كبير يهدد بارتفاع معدل النفايات البلاستيكية؛ إذ إن هناك تخوفات من تأثير الأنشطة البشرية المتعددة في فصل الصيف على المناخ، بخاصة أن البشر ينتجون حالياً أكثر من 350 مليون طن متري من النفايات البلاستيكية سنوياً.

ومن المتوقع أن يتضاعف إنتاج النفايات البلاستيكية العالمية لتصل إلى مليار طن متري، ويتم حالياً إعادة تدوير أقل من 10% فقط من النفايات البلاستيكية سنوياً وفقاً لموقع "Statista".

بالنسبة إلى عوامات البحر المطاطية، يعتقد البعض أنها أكثر صداقة للبيئة، ولكن توجد بعض المشكلات الأخرى التي تتركها خلفها؛ إذ يساهم الحصول على المطاط الطبيعي في إزالة الغابات وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث، بحسب الإذاعة العامة الأمريكية PBS.

إعادة تدوير العوامات

عند التفكير في التخلص من عوامة البحر بعد فترة من الاستعمال، لا تكتفِ بإلقائها في سلة المهملات؛ لأنها لن تتحلل إلى نفايات يعاد تدويرها، لكن تظل عالقة في المحيطات والبحار؛ ما يؤذي الأسماك والكائنات البحرية.

ويفضل استخدام عوامات مصنوعة من المطاط المُعالج ليسهل إعادة تدويره دون آثار أو انبعاثات ضارة بما يجعله قابلاً للتحلل البيولوجي، ويمكن تكسيره بواسطة الكائنات الحية الدقيقة، وإن كانت هذه العملية تستغرق عقوداً وليس سنوات... إذن هل يوجد حل بديل؟

،،، ينتج البشر حالياً أكثر من 350 مليون طن متري من النفايات البلاستيكية سنوياً وسط توقعات بتضاعف إنتاج النفايات البلاستيكية العالمية لتصل إلى مليار طن متري،،،

يفضل استخدام عوامات الفوم المصنوعة من مواد رغوية مثل البولي إيثيلين أو رغوة EVA؛ إذ يسهل إعادة تدويرها مرة أخرى، كما أنها أكثر متانة من عوامة البولي فينيل كلوريد، وتُصنع من مواد مستدامة مثل الأقمشة المطلية بالفينيل، وقبل عملية الشراء يرجى التحقق من رموز إعادة التدوير لتحديد طرق التخلص المناسبة منها.

توجد أساليب بسيطة لإعادة تدويرها منزلياً من خلال استخدامها مقعداً للجلوس على الشاطئ أو وسادة، بدلاً من إلقائها في سلة المهملات، ويمكن تحويلها إلى منتجات جديدة؛ ففي سبيل ذلك تخصصت شركات في صناعة منتجات مطاطية مثل الحقائب أو الألعاب المطاطية؛ لذا تعد عوامتك البالية وسيلة جيدة لدعم الشركات القائمة على مثل هذه الصناعات، وهو ما أكده موقع "Thinkofthepandas".

وتعمل المؤسسات الخيرية البيئية مثل "Plastic Free North Devon" على التخلص من العوامات بطريقة مستدامة، بدءاً من جمع ما لا يقل عن 500 عوامة مطاطية لإعادة تدويرها وصولاً إلى استخدامها في صناعات أخرى بدلاً من تركها على الشاطئ، نقلًا عن "Spartagroup".

إطالة عمر العوامة

صيانة وتنظيف العوامات من الأساليب التي تطيل عمرها وتمنع تحولها إلى نفايات مبكراً، ولعل استخدام محلول من بيكربونات الصوديوم لإزالة الأتربة والميكروبات والطحالب العالقة والبكتيريا بها يطيل في عمرها.

فيما يتعلق بنفخ العوامة باستمرار فإن ذلك يؤدي ذلك إلى حدوث ثقب أو انفجار، وبناء على ذلك، تأكد من نفخ العوامة وفقاً لتعليمات الشركة المصنعة لتكون محكمة لأطول فترة ممكنة. وعند تعرض العوامة لثقب، لا تتخلص منها على الفور، ولكن اغمرها في الماء لمعرفة مكان خروج الفقاعات، وبمجرد العثور عليها جففها جيداً واستخدم لاصقاً من الفينيل لإصلاح الثقب.

يفضل أيضاً وضع العوامة في مكان جاف، بعيداً من أشعة الشمس المباشرة؛ فالتعرض لأشعة الشمس يؤدي إلى تدهور المواد المُصنعة منها؛ ما يسبب تلفها سريعاً، ويراكم المزيد من النفايات البلاستيكية، في وقت تتزايد فيه توقعات بارتفاع معدل النفايات البلاستيكية إلى ثلاث مرات بحلول عام 2060، وفقًا لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.

باتباع هذه النصائح البسيطة، يمكنك إطالة عمر عوامات البحر الخاصة بك؛ ما يضمن حصولك على أقصى استفادة منها وتقليل الحاجة إلى إعادة تدويرها أو إلقائها في أي مكان بالمنزل، كما توفر الوقت والمال على المدى الطويل، ويفضل ألا تكون كبيرة الحجم؛ فكلما زاد حجم العوامة، ارتفع معدل النفايات.