البشر يهددون "ملك الغابة".. ما علاقة الشتاء بقتل الأسود؟


محمد محسن
السبت 14 يونية 2025 | 07:48 مساءً
البشر يهددون وجود ملك الغابة
البشر يهددون وجود ملك الغابة

تواجه الأسود مجموعة متنوعة من التهديدات في مناطق مختلفة حول العالم، لكن أحد أبرز هذه التهديدات هي البشر، حيث توصل باحثون إلى زيادة نسب قتل البشر للأسود، وفقاً لدراسة حديثة نُشرت بجامعة جورجيا البحثية الأمريكية.

بين عامي 1980 و2018، قتل البشر 698 أسداً في المناطق المحيطة بمنتزه إيتوشا الوطني شمال ناميبيا، وهي أحد أكبر الملاذات الآمنة للأسود ونقطة جذب للسياحة البرية، ما يعني فقدان متوسط ​​22 أسداً سنوياً، لكن الباحثين يقولون إن هذا العدد أقل من الواقع على الأرجح.

أسباب مجهولة لقتل الأسود

توصلت الدراسة إلى عدم وجود سبب واحد وراء عمليات القتل للأسود، ويقول ديبانجان ناها، المؤلف الرئيسي للدراسة والباحث في مختبر علم بيئة نهر سافانا بجامعة جورجيا ومركز أبحاث أونجافا في ناميبيا: "كان قتل البشر للأسود أمراً بيئياً وثقافياً ومناخياً".

علاقة موسم الشتاء بحالات نفوق الأسود

أظهرت الدراسة أن أعلى عدد من حالات نفوق الأسود وقعت خلال موسم البرد والجفاف من مايو إلى أغسطس، وهو أيضاً الوقت الذي تعبر فيه الأسود سياج منتزة "إيتوشا" وتغادر الحديقة، لكن ما علاقة البرد بنفوقهم؟

عندما تقل المياه، تقل فرائس الأسود، مما يدفعهم إلى المغامرة بالخروج من الحديقة، ما يقودها إلى مزارع الماشية والحيوانات البرية المحيطة بالحديقة، وبالتالي يزداد الصراع الخطير مع البشر.

وتعد المناطق المحيطة بالحديقة بمثابة فخ بيئي لها، فبمجرد خروجها من الحديقة، تُصبح في أزمة كبيرة مع المزارعين، كما شهدت الأماكن التي تتميز بغطاء نباتي كثيف حالات قتل أقل، حيث استطاعت الأسود الاختباء من البشر.

ويحاول الباحثون معرفة سبب قتل الأسود، مؤكدين أنه أمر أساسي لحماية الحيوانات، بحسب موقع "Futurity" المتخصص في أبحاث الجامعات.

وتوصل الباحثون إلى فرضية تقول إن من يقتلون الأسود عادةً ما يحاولون ببساطة حماية سُبل عيشهم، فالأسود تصطاد وتأكل الماشية التي يعتمد عليها المزارعون لإعالة أنفسهم، ومن وجهة نظرهم، يدافع المزارعون عن حيواناتهم فحسب، كما لا يحصل المزارعون على أي تعويضات عندما تقتل الأسود حيواناتهم؛ لذا يلجأون إلى التخلص منها.

متى ازدادت حالات قتل الأسود؟

وازدادت حالات قتل الأسود بعد استقرار الأوروبيين منذ سنوات طويلة مضت في المنطقة، إذ اعتبروا أن الأسود تهدد سلامتهم بشكل كبير، كما كانوا يمتلكون أسلحة نارية للتعامل معها.

ويقول "ناها": "يجب أن يكون هناك المزيد من الحفظ المتكامل، حيث يمكن للبشر والحياة البرية مشاركة المساحات، ولكن يتم تقليل التأثيرات السلبية لقتل الأسود أو تهديد الماشية وسبل عيش الناس".

وتقول الدراسة إن وجود الأسود قد يفيد المجتمعات من خلال المشاريع السياحية وفرص العمل والمساعدة في مراقبة الأسود في البرية، ومن خلال تحديد المناطق الأكثر تأثراً بالصراع بين البشر والأسود، يمكن لصناع السياسات تصميم تدخلاتهم بما يتناسب مع مناطق محددة وتحسين رفاهية كل من القطط الكبيرة والأشخاص الذين يعيشون بالقرب منها.

عدد الأسود حول العالم

بحسب موقع "World Population Review" المتخصص في البيانات حول العالم، فمن الصعب الحصول على بيانات مفصلة عن أعداد الأسود، لأن الأسود تتحرك باستمرار وتتخطى حدود الدول، لكن يُعتقد أن أعدادها في الهند قد ازدادت من 523 أسداً عام 2015 إلى 674 بحلول عام 2020.

ويقدر عدد الأسود في تنزانيا بـ14 ألفاً و500 أسد، وهي أكبر دولة، يليها جنوب أفريقيا بواقع 3 آلاف و280 أسداً، ثم بوتسوانا بـ3 آلاف و63 أسداً، وتسيطر قارة أفريقيا على العدد الأكبر من الأسود حول العالم، بينما تأتي الهند في قارة آسيا بعدها.