يعتقد كثيرون أن اللحوم الحمراء -خاصة لحوم البقر- لا يمكن أن تكون جزءاً من نظام غذائي مستدام بيئياً، بسبب الحاجة إلى مساحات كبيرة من الأراضي لتربية الماشية، وما يصاحب ذلك من إزالة الغابات، فضلاً عن انبعاثات غاز الميثان الناتج عن عمليات الهضم لدى الحيوانات والذي يفوق تأثيره ثاني أكسيد الكربون بـ28 مرة، وانبعاثات أكسيد النيتروز الأقوى تأثيراً بـ270 مرة من ثاني أكسيد الكربون، والتي تنتج عن نفايات الحيوانات وزراعة المحاصيل العلفية.
نجحت الباحثة وعالمة البيئة في الجامعة التقنية بالدنمارك، كارولين جيبارا، في حساب الكمية التي يمكن تناولها من اللحوم أسبوعياً، لتطبيق نظام غذائي مستدام، وهي 255 جراماً للفرد، حسب مجلة "ScienceAlert".
وأوضحت عالمة البيئة د.جيبارا أن البشر يستهلكون لحوم الحيوانات ومنتجاتها منذ ما لا يقل عن 2.6 مليون سنة، وهي عادة لن تتغير في المستقبل المنظور، ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن تربية الماشية تساهم بشكل كبير في انبعاث الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، ما يلحق أضراراً بالغة بالنظام البيئي لكوكب الأرض.
المواشي تطلق غازات مسببة للاحتباس الحراري
الأكثر قراءة
قام فريق بحثي بقيادة جيبارا بإجراء سلسلة من المراجعات العلمية الشاملة لتحديد المعايير الغذائية المثالية التي توازن بين الصحة البشرية والاستدامة البيئية، حيث طوروا نموذجاً غذائياً دقيقاً يحدد الكميات الأسبوعية الموصى بها من مختلف الأطعمة، بحيث تحقق التغذية المثلى دون إفراط في استهلاك الموارد الطبيعية.
ويقدم البحث مثالاً عملياً على الجبن أيضاً، موضحاً إمكانية إدراجه ضمن نظام غذائي صحي وصديق للبيئة عند تناوله باعتدال، مع التأكيد على أن هذا المبدأ ينطبق أيضاً على البيض والأسماك واللحوم البيضاء. لكن يشترط الباحثون أن يكون النظام الغذائي العام متوازناً ومراعياً لمبادئ الاستدامة البيئية.
5 أطعمة صديقة للبيئة
حدد موقع City Harvest، قائمة بأبرز الأطعمة الصديقة للبيئة والتي يُعد استهلاكها مستداماً وغير ضار بالبيئة، تضمنت ما يلي:
البقوليات
تتميز البقوليات كالعدس والحمص والفاصولياء الغنية بالبروتين والألياف، بقدرتها على تخصيب التربة ذاتياً، ما يقلل الحاجة إلى الأسمدة الصناعية، ولا تستهلك مساحة كبيرة من الأرض مقارنة بالبروتينات الحيوانية.
الخضراوات الورقية
تعد الخضراوات الورقية مثل الكرنب والسبانخ والجرجير والبروكلي، من أكثر الأطعمة تنوعاً وقيمةً غذائية، فهي ليست غنية بمضادات الأكسدة فحسب، بل مرتبطة بخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري، كما أنها صديقة للبيئة، ولديها انبعاثات كربونية منخفضة أثناء عمليات النمو والحصاد.
الشوفان
الشوفان نبات رائع ينمو في المناطق المرتفعة، ويمكن زراعته بين محاصيل أخرى لتجديد التربة، ويساعد على خفض الكوليسترول وضغط الدم، ويحتوي على الكثير من الألياف.
الفطريات
تتميز الفطريات بقيمتها الغذائية العالية، حيث تحتوي على نسبة غنية من العناصر الغذائية مثل فيتامينات "ب" و"د"، كما تُعد زراعتها صديقة للبيئة، إذ إن إنتاج كيلوجرام واحد من الفطر يولّد أقل من 0.7 كيلوجرام من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتحتاج زراعة الفطر إلى كميات أقل من المياه والطاقة مقارنةً بمعظم المحاصيل الزراعية التقليدية.
التين
يُعد التين من أكثر الفواكه استدامةً على كوكب الأرض، حيث تتميز أشجاره بقدرة فريدة على التكيف مع تغيرات المناخ، وتساهم زراعتها في إعادة تأهيل المناطق المُزالة من الغابات، وتعزيز استعادة التنوع البيولوجي.