في ظل تصاعد وتيرة التحديات البيئية، تزداد الحاجة إلى إحداث تغيرات حقيقية وملموسة تساهم في إنقاذ هذا الكوكب قبل فوات الأوان حتى لا نواجه واقعاً لا يمكننا إدراكه مستقبلاً، ويتحقق ذلك من خلال نفوس واعية تدرك القيمة الحقيقية للبيئة، وتعي أنها جوهر بقائهم وسبيل نجاتهم في هذا الكوكب.
وهذا المسار الذي سلكته جمعية إنسان للبيئة والتنمية (HEAD) وهي مؤسسة لبنانية غير ربحية، تأسست في 19 مايو 2009، تسعى إلى نشر الوعي البيئي والإنساني للمحافظة على البيئة الطبيعية كالمياه والهواء والأرض في لبنان، وتشجيع اكتساب المهارات البيئية والتقنية، لإعداد جيل من الشباب والأطفال والنساء يدرك بأهمية التناغم والانسجام البيئي دون إلحاق أضرار تهدد الكوكب.
وفي حديثها إلى "جرين بالعربي"، أشارت رئيسة ومؤسسة جمعية إنسان للبيئة والتنمية (HEAD)، ماري تريز مرهج سيف، إلى مدى إصرار الجمعية على ترسيخ مبادئ التنمية المستدامة من أجل المساهمة في الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، من خلال بذل قصارى الجهد في رفع الوعي البيئي من خلال إصدار منشورات ومطبوعات تتوافق مع أهداف الجمعية.
مشروعات جمعية إنسان للبيئة والتنمية تعيد للبيئة توازنها
الأكثر قراءة
استعرضت المهندسة ماري تريز أبرز المشروعات والمبادرات التي نفذتها الجمعية في سبيل الحفاظ على البيئة، ومن أهمها:
إطلاق حملات تشجير في مناطق عدة في لبنان بالتعاون والتنسيق مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وجمعية الثروة الحرجية والتنمية، ووزارة السياحة، ومن أبرزها: حملة في بلدة فتري الجبيلية للتقليل من حدة التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية.
تنظيم حملات تنظيف الشواطئ لفرز النفايات والقمامة البحرية وإعادة تدويرها.
إقامة ورش عمل حول دور الإعلام في بث التوعية البيئية.
جمعية إنسان للبيئة والتنمية صوت البيئة في الأمم المتحدة
أبدت ماري تريز شعورها بالفخر بالخطوات، والإنجازات الرائعة التي تنفذها الجمعية في العمل البيئي، ومنها: اعتماد جمعية إنسان للبيئة والتنمية، كمراقب رسمي في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) خلال مؤتمر الأطراف السادس عشر (COP16) في الرياض عام 2024.
كما أكدت على أهمية اعتماد الجمعية كمراقب رسمي في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، موضحةً أن هذا الاعتماد سيعطي الجمعية الفرصة في المشاركة في الاجتماعات الدولية المتعلقة بمكافحة التصحر، ويُمكنها من تقديم الآراء والمشاركة في صنع القرارات البناءة.
جهود جمعية الإنسان والبيئة للتنمية البيئية تصل للعالمية
حصلت جمعية الإنسان والبيئة للتنمية على العديد من الاعتمادات الرائدة في الكثير المنظمات الدولية المتعلقة بشأن الاستدامة البيئية والتغيرات المناخية، حيث تعمل بصفة مراقب في:
برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP).
اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC).
اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD).
وإضافةً إلى ذلك، تعد عضواً أساسياً في العديد من المنظمات الدولية المرموقة، ما يعكس دورها الفعال في حماية القضايا البيئية والالتزام بتحقيق كافة مبادئ التنمية والاستدامة، ومنها:
شبكة العمل المناخي في العالم العربي (CANAW).
الشبكة العربية للبيئة والتنمية ورئيسة الجمعية هي منسقة النوع الاجتماعي (RAED).
الشبكة الدولية للقضاء على الملوثات (IPEN).
برنامج الأمم المتحدة للبيئة/خطة عمل البحر الأبيض المتوسط (UNEP/MAP).
الشبكة العالمية لمنظمات المجتمع المدني للحد من الكوارث ورئيسة الجمعية هي
(National Focal Point in Lebanon (GNDR
مكتب معلومات البحر الأبيض المتوسط للبيئة والثقافة والتنمية المستدامة.
رؤية لبنان 2030
قالت المهندسة أن تحقيق أهداف رؤية لبنان 2030 يحتاج إلى التركيز على الأنشطة والمشروعات البيئية المستدامة، والتي من شأنها رفع الجهود المبذولة تجاه الوعي البيئي بين فئات المجتمع، والمساهمة في الحفاظ على الموارد الطبيعية، والحد من التلوث.
وأضافت أن هذه المشاريع تساهم في تعزيز السلوكيات المستدامة، والتي من شأنها حماية الأجيال القادمة من الأخطار البيئية المحتملة، مؤكدةً أهمية التنسيق والتعاون مع المؤسسات والهيئات الوطنية والدولية لتحقيق رؤية لبنان 2030، ودعم الجهود الوطنية لتحقيق الاستدامة البيئية.
الخطط المستقبلية والتعاون مع جمعيات أخرى
اختتمت ماري تريز سيف حديثها بالتطرق إلى الخطط المستقبلية للجمعية، حيث ذكرت أن الجمعية تسعى إلى توسيع نطاق أنشطتها خلال الفترة المقبلة، والتي تتضمن التعاون مع الجمعيات المحلية والدولية.
وأوضحت أن الجمعية ستشهد في الأيام القادمة تطوراً ملحوظاً من خلال تنظيم فعاليات وحملات تهدف إلى تسليط الضوء على التغيرات المناخية والبيئية، إضافةً إلى المشاركة في العديد من المؤتمرات والمنتديات البيئية العالمية لتبادل الخبرات والمعارف.