"بدأنا كمجموعة صغيرة لدينا حلم بسيط: نحمي البيئة ونُمكن الشباب".. بهذه الكلمات يسترجع أحمد فتحي، مدير مؤسسة شباب بتحب مصر، اللحظة الأولى لانطلاق المبادرة عام 2011، قبل أن تتحول في العام التالي إلى مؤسسة رسمية مسجلة بوزارة التضامن الاجتماعي في مصر، لتصبح اليوم واحدة من أبرز المنظمات البيئية المستقلة في مصر والمنطقة.
وخلال أكثر من 14 سنة، نجحت المؤسسة في ترسيخ مكانتها محلياً وإقليمياً، حيث حصلت على عدة صفات دولية هامة، أهمها صفة مراقب في اتفاقية التصحر، واتفاقية برشلونة لحماية حوض البحر المتوسط، ومراقب بيئي في اتفاقية التغيرات المناخية "UNFCCC"، والممثل الرسمي لتحالف عموم إفريقيا للعدالة المناخية في مصر.
مبادرات للحفاظ على البيئة البحرية
أطلقت المؤسسة عدة مبادرات للحفاظ على البيئة البحرية وتنميتها، كان أبرزها مبادرة "البحر الأحمر خال من البلاستيك" في عام 2017، والتي كللت بالنجاح بعد عامين، حيث صدر قرار رسمي من محافظ البحر الأحمر بمنع استخدام البلاستيك الأحادي نهائياً سنة 2019.
وتوالت بعدها الحملات، منها "الضفاف النظيفة" التي شملت البحر الأحمر والبحر المتوسط ونهر النيل، للمساهمة في الحد من التلوث البلاستيكي، بحسب أحمد فتحي، مدير المؤسسة.
أولويات "شباب بتحب مصر"
ويؤكد فتحي أن تمكين الشباب ودمجهم في العمل البيئي الدولي كان دائماً أولوية رئيسية للمؤسسة، قائلاً: "منذ مؤتمر المناخ كوب 25 في مدريد وحتى اليوم، يشارك شباب المؤسسة بانتظام في المؤتمرات الدولية للمناخ، ليس فقط كممثلين، بل كأصوات فاعلة تسهم في صياغة السياسات والنقاشات والتوصيات".
تنفذ "ِشباب بتحب مصر" العديد من برامج التدريب، ومعسكرات التوعية، وورش عمل لبناء قدرات الشباب، ونسعى لربطهم بمبادرات دولية وفرص تمويلية وتطوير مهاراتهم في قضايا البيئة والمناخ.
التعاون مع البرلمان المصري
في إطار سعيها للتأثير في السياسات البيئية، تعاونت المؤسسة مع البرلمان المصري لدعم وإعداد عدد من التشريعات المهمة، من بينها قوانين الحد من البلاستيك أحادي الاستخدام، ومبادرات تنظيم الأسواق الطوعية للكربون، فضلاً عن المساهمة في مناقشات تعديل القوانين البيئية الحالية، وقد ساعدت جهود المؤسسة في تسليط الضوء على أهمية وجود إطار تشريعي حديث يدعم الاستدامة ويواكب التحديات البيئية المعاصرة.
تواجه البيئة البحرية في المنطقة العربية العديد من التحديات، أبرزها نقص المحتوى البيئي باللغة العربية، وغياب التأهيل الكافي للشباب للمشاركة في المبادرات العالمية، وأزمة التمويل التي تؤثر على جميع دول العالم، وفقاً لـ"فتحي".
خطة المؤسسة في المستقبل
تواصل مؤسسة "شباب بتحب مصر" جهودها في تمكين الشباب وتعزيز قدراتهم على مواجهة تحديات التغير المناخي، مع السعي لتحويل مفاهيم الاستدامة إلى أدوات حقيقية لتحسين سبل العيش وتحقيق دخل مستدام، وهو ما أكده "فتحي".