مع دخول العالم عصر الغليان الحراري، يبحث الجميع عن مساحة من الظل للاحتماء من الشمس العمودية. وتمثل الأشجار الملاذ الطبيعي للهروب من حرارة هذا الصيف الملتهب بسبب التغير المناخي، لكن ما الذي يجب أن نقدمه للأشجار المزروعة حديثاً لضمان نموها في الصيف؟
الحقيقة العلمية المعروفة أن الأشجار تُبرد الهواء المحيط بها طبيعياً عبر التظليل وإطلاق بخار المياه، ويساعد في تقليل درجات الحرارة، كما تعمل الأشجار على تحسين جودة الهواء وخفض الانبعاثات. أما زراعتها حول المنازل فتخفض حرارة الأسطح بشكل كبير؛ ما يجعل سعي البشر لحمايتها أمراً لا مفر منه.
العناية بالأشجار
زراعة الأشجار
يجري اختيار الأشجار الحضرية لما تتميز به من مرونة وسهولة في النمو، خاصة داخل المدن، لكن الأمر يستغرق سنوات حتى تتمكن هذه الأشجار الجديدة من مد جذورها وإنشاء أنظمة تؤمِّن مصادر الرطوبة الخاصة بها عبر التربة المحيطة.
لذلك تحتاج الأشجار المزروعة حديثاً إلى كل المساعدة والرعاية اللازمة لضمان بقائها، وخاصة توفير كميات كافية من المياه خلال فترة النمو حتى تثبت في الأرض؛ فغالباً لا تحصل الأشجار على ما يكفيها من مياه الأمطار، بالإضافة إلى درجات الحرارة الحارقة في الصيف؛ ما يؤدي إلى تفاقم الوضع؛ لذلك يلعب الري المستمر والدوري دوراً هاماً في إمدادها بالماء؛ ما يقطع شوطاً طويلاً في مساعدتها على النمو.
العناية بالأشجار
ري الأشجار
تحتاج الأشجار الحديثة إلى ما لا يقل عن 20 لتراً من الماء أسبوعياً على أقل تقدير، ويفضل ري الأشجار المزروعة حديثاً مرة كل يومين أو ثلاثة أيام عن طريق الري لفترة طويلة وأقل تكراراً؛ لأنه يسمح للمياه بالتغلغل في التربة.
يمكن القيام بذلك عبر تعبئة دلو من الماء سعته نحو 20 لتراً وتركه بجانب الشجرة، مع إحداث ثقوب صغيرة في قاعدة الدلو بحيث يتدفق الماء بشكل خفيف، ويتم تكرار هذه العملية مرتين إلى ثلاث مرات خلال الأسبوع الواحد أثناء الطقس الحار، في الفترة من شهر أبريل إلى شهر سبتمبر.
وهناك طريقة أخرى للري تعتمد على تشغيل خرطوم المياه لمدة 15 دقيقة مرتين في الأسبوع، والتأكد من تغلغل الماء عن طريق تقليب التربة كل بضعة أسابيع.
المياه الرمادية
ومن أجل حماية الأشجار من الجفاف وفي الوقت نفسه ترشيد المياه، ينصح الخبراء بسقي الأشجار باستخدام المياه الرمادية، بما في ذلك مياه غسل الصحون ومياه الاستحمام ومياه غسيل السيارات والنوافذ، وحتى مياه غسل الملابس ما دامت لا تحتوي على مادة مبيضة.
ويعد استخدام المياه الرمادية هو الأمثل من الناحية البيئية؛ لأنه يعمل على إعادة تدوير المياه بشكل مفيد.
العناية بالأشجار
إزالة الأعشاب
طريقة أخرى قد تساعد الشجر على الاحتفاظ برطوبة التربة، تتمثل في إزالة العشب من حول قاعدة الشجرة؛ لأنها تنافس الأشجار على امتصاص الرطوبة، واستبدال المهاد بها، وهو مادة توضع على سطح التربة حول الشجر، يمكن أن يكون عضوياً مثل الأوراق الجافة، والقش، ولحاء الأشجار، والسماد أو غير عضوي مثل الحجارة والحصى.
العناية بالأشجار
ويملك المهاد فوائد متعددة للتربة والنباتات؛ منها تقليل الحاجة إلى الري المتكرر، وحماية التربة من التآكل بسبب الرياح والمياه وتنظيم درجة حرارة التربة، كما أن المهاد يمتاز بمظهر جمالي جذاب.
