ليست نهاية العالم.. هل علينا التفاؤل بشأن أزمة المناخ؟


سلمى عرفة
الاربعاء 03 يوليو 2024 | 12:04 صباحاً

هل تذكر آخر خبر قرأته عن الآثار الناتجة بسبب التغيرات المناخية؟ حريق اندلع في إحدى الغابات، أو فيضان اجتاح دولة ما، ودمر ما بها من منازل. توقعات تخبرك باحتمالية تحول مدينتك إلى مكان غير صالح للعيش.. رغم كل الأخبار السلبية التي تحيط بنا، هناك فريق يرى أن البشر عليهم الشعور بالتفاؤل والإيمان بقدرتهم على تجاوز الأزمة.

التفاؤل المناخي مصطلح تصاعد الحديث عنه، خلال الآونة الأخيرة، على لسان العديد من الخبراء الذين يعتقدون أنه الشعور الذي قد يساهم في إنقاذ الكوكب.

نشرة التفاؤل

إحدى تلك الطرق كانت نشرة بريدية أطلقها مركز المناخ والصحة والبيئة العالمية التابع لجامعة هارفارد الأمريكية، أُطلق عليها "The Climate Optimist"، لينقل المشاركون بها الأخبار الجيدة حول جهود مواجهة التغير المناخي.

لكن موقع المركز يؤكد أن التفاؤل المناخي لا يعني إنكار الآثار التي نراها بأعيننا، أو تجاهل الحزن على ما فقدناه، لكنه إدراك بقدرتنا على منع تفاقم الأمور وعلى إحراز التقدم.

ليست نهاية العالم

أما العالمة هانا ريتشي – وهي إحدى مسؤولي موقع "Our World in Data" التابع لجامعة أوكسفورد البريطانية – فأعدت كتاباً سمته "ليست نهاية العالم.. كيف يمكن أن نكون الجيل الأول لبناء كوكب مستدام" رأت فيه أن درجة الكوارث التي تهدد الأرض أقل مما يعتقده الجمهور، وتناولت فيه التقدم الذي أحرزه العالم حتى الآن في عدة قضايا من بينها الطاقة النظيفة.

تقول "ريتشي" إن مشاعر الغضب، والخوف، والحزن ربما تصلح لتحفيز بعض الناس، لكنها لا تحدث الأثر نفسه عليها، مضيفة أن الحديث عن التقدم كان بمنزلة بديل مقصود بدلاً من الترويج لفكرة الهلاك التي لا تسبب الإحباط فحسب، بل تراها "مبتذلة" وجرى استخدامها ملايين المرات، حسبما نقل موقع "نيويورك تايمز.

هانا ريتشي- مصدر الصورة:  Murdo MacLeod/The Observerهانا ريتشي- مصدر الصورة: Murdo MacLeod/The Observer

"ريتشي"، التي تبلغ من العمر 30 عاماً، وقضت سنوات في دراسة القضايا البيئية وعلاقتها بالفقر والأمن الغذائي وغيرها من القضايا؛ عانت لفترات طويلة من التشاؤم الذي أثر على حياتها الشخصية والمهنية، وتعتقد أنه يتعارض مع قدرتها على توجيه عقلها للتفكير في الحلول.

لكن الكتاب الذي أحدث ضجة واجه كذلك انتقادات؛ إذ رأت الصحفية المتخصصة في شؤون الأدب ألكسيس سولوسكي، في مقال لها بصحيفة نيويورك تايمز، كيف ركزت العالمة على جوانب وأغفلت جوانب أخرى.

وتتابع أن "ريتشي" أشارت، في كتابها، إلى أن حالات الوفاة الناتجة عن موجات الطقس المتطرف حالياً أقل مما كانت عليه في الماضي. ورغم صحة تلك المعلومات فإنها تجاهلت حقيقة أن تلك الموجات تزداد وتيرتها وحدتها، كما تجاهلت الوفيات الناتجة عن الحرارة المتطرفة، وهو ما أرجعته إلى نقص البيانات حول تلك القضية.

مصدر الصورة: Reutersمصدر الصورة: Reuters

لكن الكاتب الأمريكي جيف جودل الذي درس تلك البيانات المتعلقة بالحرارة أعد كتاباً آخر بعنوان "الحرارة ستقتلك أولاً: الحياة أو الموت على كوكب يحترق". ورغم هالة التشاؤم المحيطة بالعنوان فإنه يرى أنه يقدم تصوراً متزناً حول الأزمة، ويصف نفسه بأنه أحد المتفائلين بشأن أزمة المناخ، رغم تشككه في العديد من الرسائل المبهجة التي يجري الترويج لها.

يقول "جودل" إنه لم يهدف من خلال السرد الذي قدمه إثارة الغضب ولا الأمل، وإنما نقل ما يواجهه الكوكب، إذ لا يمكن – في رأيه – التحدث عن الحلول إلا بفهم نطاق المشكلة.

التشاؤم واتخاذ القرارات

ورغم الجدل الدائر حول حجم المخاطر التي تنتظر الأرض التي نعيش عليها بفعل التغيرات المناخية، فإن هناك عدة أسباب حول أهمية تجنب التشاؤم بشأن تلك القضية، فتوقع الأسوأ دائماً يؤثر على الطريقة التي تعمل بها عقولنا، ويؤدي إلى زيادة هرمون التوتر: الكورتيزول.

بحسب عدة دراسات نقل موقع "CNBC" نتائجها، فإن تفاقم الشعور بالتوتر تؤثر سلباً على منطقة الحصين "قرن آمون" في الدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن التعلم والذاكرة.

وعلى العكس، يدفع التفاؤل البشر إلى الحُلم بأحلام كبيرة وإلى المحاولة مرة بعد مرة بعد التعرض لنكسات، وعلى البحث عن حلول جديدة بدلاً من التركيز على المشكلات.