مسحوق الصوف.. هل تساهم الأغنام في الزراعة المستدامة؟


سلمى عرفة
الاحد 16 يونية 2024 | 12:44 مساءً
مصدر الصورة: AFP
مصدر الصورة: AFP

لا يمكن اختزال فوائد ذبائح عيد الأضحى في اللحوم، وخاصة الأغنام التي توفر ملايين الأطنان من الأصواف والجلود، ما يوفر مكاسب إن لم تتحول إلى مجرد نفايات مصيرها التحلل.

نفايات هذا الصوف يمكن الاستعانة بها في استخدامات أخرى يمكنها تخفيف الضغوط عن البيئة التي نعيش بها، ومنها الميزة الفريدة في القدرة على تسميد التربة.

وفقاً لموقع "World Review Population" للإحصائيات، تقع بلدان السودان، والجزائر، والمغرب ضمن قائمة بلدان العالم العشرين الأولى في عدد الأغنام الموجودة على أراضيها.

الصوف والتربة

عدة سمات تُؤهل الصوف لاستخدام نفاياته في تسميد التربة؛ فهو مادة قابلة للتحلل، وتحتوي على عدة عناصر تحتاجها التربة ومنها النيتروجين، والهيدروجين، والكبريت، والأكسجين، كما يعزز من قدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة.

في دراسة نشرها موقع Science Direct، كشف الباحثون أن استخدام نفايات الصوف في التربة أدى إلى زيادة نسب الكربون والنيتروجين فيها بنسب تخطت 30%، وساهم في زيادة محصول الحبوب بنسب وصلت إلى 50%، مقارنة بعينة البحث التي لم تخضع تلك التغيرات.

إحدى النتائج الهامة التي توصل إليها الباحثون هي أن مخلفات الصوف أدت إلى زيادة نشاط إنزيمات التربة بنسب تتراوح بين 11 و27%، وأشاروا إلى إمكانية استخدامه في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

حل منخفض التكلفة

بحث آخر نشرته دورية Sustainability، أشار إلى عدة مزايا تمكننا من أن يحل الصوف ولو جزئياً محل الأسمدة التجارية التي تشكل خطراً على البيئة، فهو خيار منخفض التكلفة، كما يساهم في تقليل تكلفة التعامل مع كميات المخلفات الضخمة التي تخلفها مصانع العالم.

وتُقدر كميات نفايات الصوف في أكبر تسع منتجة في العالم بما يزيد عن 300 مليون طن سنوياً، وفقاً لموقع Science Direct.

تلك النتائج أكدتها دراسة أخرى نشرها باحثو جامعة فيرمونت الأمريكية في عام 2022، قارنوا خلالها بين عمل الصوف وبين أحد الأسمدة العضوية الموجودة في السوق، وخلص البحث إلى تشابه النتائج بينهما، عند اختبارهما مع محصولي الطماطم والسبانخ.

الباحثون أشاروا إلى أن الصوف يمكن أن يمثل بديلاً للأسمدة الصناعية والأسمدة العضوية المستوردة، ما يقلل كميات انبعاثات غازات الدفيئة.

ويتمتع الصوف بميزة هامة، وهي انطلاق النيتروجين منه ببطء، على عكس ما تفعله الأسمدة الصناعية، وهو ما يقلل كميات أكسيد النيتروز، أحد غازات الاحتباس الحراري، خلال تعامل ميكروبات التربة مع الغاز.

ربما يكون أكسيد النيتروز هو الغاز الدفيء الأقل شهرة، لكن عند مقارنة جزيئاته بمثيلاتها من غاز ثاني أكسيد الكربون، فإن الأول يفوقها قدرة على زيادة احترار الغلاف الجوي بنحو 300 مرة، كما يبقى في الأجواء لفترات طويلة تزيد عن مائة عام، ويساهم في تآكل طبقة الأوزون، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية.

وفقاً للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ "IPCC"، يشكل أكسيد النيتروز ما يقرب من 6% من انبعاثات غازات الدفيئة، وتأتي 75% منها قادمة من قطاع الزراعة.

مسحوق الصوف

إذا ما عُدنا إلى الصوف مجدداً، فسنجد أن شكل النفايات التي نستخدمها يمكن أن تحدث فارق، فالدراسة التي نشرتها دورية Sustainability، كشفت أن الاستعانة بمسحوق نفايات الصوف هو الخيار الأكثر فعالية في الاحتفاظ برطوبة التربة مقارنة بالمخلفات التي يجري استخدامها على شكل كرات.

الصوف وأشجار الزيتون

أحد الفرق البحثية في إيطاليا قرر تجربة مخلفات صوف الأغنام مع مجموعة من أشجار الزيتون المزروعة في أواني، ونشروا النتائج التي توصلوا إليها في دورية Bioresources and Bioprocessing.

النتائج كشفت أن الأنواع التي اختبروها أثرت إيجابياً على نمو النبات، كما لم تؤثر سلباً على تنوع المجموعات البكتيرية الموجودة في التربة، لكن لابد للأمر أن يجري وفقاً لمعايير معينة تخص كمية النفايات المضافة.