لأسباب بيئية.. هذه هي النزهة الأفضل خلال عيد الفطر


سلمى عرفة
الاربعاء 10 ابريل 2024 | 02:09 صباحاً

بالتأكيد لاحظت الحالة المزاجية الجيدة التي تصبح عليها عندما تقضي وقتاً في الحدائق والمتنزهات، فالبقاء وسط المساحات الخضراء الواسعة، وأصوات الطيور، والهواء الطلق، كلها عوامل تساهم في تحسين الحالة النفسية والصحية للإنسان.

لكن هناك أسباب أخرى تجعل من الخروج في الطبيعة النزهة الأفضل خلال أيام عيد الفطر المبارك، إذ يمكنها تغيير علاقتك بالبيئة التي تعيش بها، ودفعك لممارسة المزيد من السلوكيات التي تساهم في حمايتها.

فوائد مزدوجة

لويس ماكاثي مديرة جمع التمويل في مؤسسة "NHS Charities Together"، وهي مؤسسة خيرية تعني بالعاملين والمتطوعين في خدمة الصحة الوطنية البريطانية، تشير إلى الفوائد المتعددة التي تعود علينا جراء الخروج في المتنزهات وتشمل مساعدتنا على التواصل مع عالم الطبيعة، وتخفيف الضغوط التي نشعر بها، بحسب موقع "Study Finds".

المنظمة شاركت بالتعاون مع عدد من المؤسسات الأخرى في استطلاع شارك فيه المئات من الأشخاص، كشف عن التغيير الذي أحدثه الخروج في الهواء الطلق بسلوكيات المشاركين فيما يخص الحفاظ على البيئة.

وفقاً للنتائج، تزداد احتمالية اتباع ممارسات صديقة للبيئة بين هؤلاء الذين يقضون وقتاً أطول في الطبيعة بنسبة وصلت إلى فارق 55% عند الحديث عن زيادة الإقبال على إعادة تدوير المواد المختلفة.

الأمر نفسه ساهم في زيادة الإقبال على السير أو ركوب الدراجات بنسبة تتخطى 30%، بدلاً من قيادة السيارات التي تزيد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فيما وصل فارق الإقبال على الأطعمة الأكثر ملائمة للمعايير البيئية إلى ما يقرب من 20%.

دراسة أخرى نشرتها دورية "The American Journal Of Health" في 2022، رصدت بشكل أكبر العلاقة بين أثر الأنشطة التي نقوم بها خارج المنزل وبين طريقة اختيارنا للأطعمة.

نظامك الغذائي يرتبط بنزهتك

الباحثون اكتشفوا أن زيادة التواصل مع الطبيعة يدفع الإنسان إلى تنويع نظامه الغذائي، وتناول كميات أكبر من الخضروات والفواكه التي تعزز الصحة، ويسبب إنتاجها كميات أقل من غازات الدفيئة مقارنة بتلك التي يسببها اللحوم والدواجن.

على سبيل المثال، تقتصر البصمة الكربونية للفواكه الحمضية على أقل من 0.40 كجم من غازات الدفيئة لكل كجم، مقابل نحو 100 كجم يتسبب بها إنتاج الكمية نفسها من اللحم البقري، بحسب موقع "Our World in Data".

وإذا ما تحولنا نحو الخضروات، فسنجد أن الطماطم على سبيل المثال تقتصر بصمتها الكربونية على 2.09 كجم/ كم، مقارنة بنحو 10 كجم يسببتها إنتاج كيلو واحد من الدواجن.

لكن الفائدة تتصاعد عندما تقوم بممارسة الأنشطة الرياضية في الطبيعية مثل ركوب الدراجات، إذ أشارت الدراسة التي شارك بها المئات إلى أن أصحاب القدر الأكبر من استهلاك الخضروات والفواكه من عينة البحث كانوا من الملتزمين بالإرشادات الموصي بها في الولايات المتحدة والتي تشمل ممارسة أنشطة متوسطة الشدة لمدة 150 دقيقة، أو متقدمة لمدة 75 دقيقة أسبوعياً.

نزهة صديقة للبيئة

رغم الأثر الإيجابي للخروج إلى الحدائق والمناطق التي تمنحك اتصالاً مباشراً بالطبيعة، إلا أن هناك مجموعة من النصائح عليك اتباعها كذلك كي لا تتحول نزهتك إلى عبء جديد على البيئة.

إذا ما أردت إحضار الطعام معك إلى المتنزه، فعليك التخطيط أولاً للأمر وإعداد الكميات التي ستحتاجها دون إسراف، تجنباً للهدر، واستخدام الأواني التي يعاد استخدامها كالأطباق والزجاجات بدلاً من نظيرتها البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، كما يمكنك الاستعانة بفوط الطعام القماشية بدلاً من اللجوء إلى المناديل الورقية التي تعود مخلفاتها بأضرار على البيئة، بحسب موقع الصندوق العالمي للطبيعة "WWF"

هناك نصيحة أخرى ستقلل الأثر البيئي لنزهتك، وهي استقلال المواصلات العامة أو ركوب الدراجات، أو الذهاب سيراً على الأقدام إذا ما كان المتنزه قريب من منزلك، بدلاً من قيادة السيارات التي تزيد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وإذا ما أردت تصفية ذهنك والاسترخاء بعيداً عن روتين الحياة اليومية، فعليك الاستغناء تماماً عن هاتفك الذكي الذي لا يشتت عقلك فحسب، بل يساهم في الضغط على موارد الطاقة اللازمة لتصنيعه، واستخدامه.