في إنجاز من شأنه أن يساعد صناعة الأغذية على تحسين أدائها، نجح باحثون في جامعة كورنيل في إنشاء صبغة طعام زرقاء مستقرة وحيوية مصنوعة من الفيكوسيانين، وهو بروتين موجود في الطحالب، إذ يقدم هذا الابتكار بديلاً أنظف وأكثر أماناً من الأصباغ الاصطناعية المعتمدة على البترول، وخاصة الأصباغ الزرقاء الاصطناعية التي أثارت القلق لفترة طويلة.
وذكر موقع Interesting Engineering، أن الصبغات الزرقاء تُعرف بندرة وجودها في الطبيعة، فعلى عكس الصبغات الحمراء والصفراء، التي يسهل استخلاصها من الفواكه والخضراوات، يصعب الحصول على اللون الأزرق.
وقد أدت هذه الندرة إلى استمرار شركات الأغذية في الاعتماد على الأصباغ الاصطناعية مثل الأزرق رقم 1 والأزرق رقم 2، حتى في ظل ردود الفعل السلبية من جانب المستهلكين، والتنظيم المتزايد الذي يجعل مستقبلها غير مؤكد.
كسر الرمز الأزرق
الأكثر قراءة
وقال كيكي لي، المؤلف الرئيسي للدراسة التي نشرت في Food Hydrocolloids، أن المستهلكين لا يريدون مكونات صناعية في طعامهم، بل يريدون منتجاً صحياً وطبيعياً أكثر، وتحديداً يريدون علامة تجارية نظيفة.
ويستخدم الفيكوسيانين كصبغة طبيعية، لكن عدم استقراره تحت الحرارة والضوء جعله مصدر إزعاج لإنتاج الغذاء على نطاق واسع، ولفك الشفرة، استخدم الباحثون مادة مشوهة لتفكيك البروتين إلى قطع أصغر وأكثر تجانساً، ولم تحتفظ هذه القطع بلونها الأزرق المذهل فحسب، بل أصبحت قادرة على حماية العناصر الغذائية الموجودة في الزيوت وتوصيلها أيضاً.
استخدم الفريق تشتت الأشعة السينية بزاوية صغيرة (SAXS) لعرض بنية البروتين النانوية، مما يضمن أن يكون التحول فعالاً ومستقراً.
وقال الدكتور Alireza Abbaspourrad’s الأستاذ المشارك في كيمياء الاغذية وتكنولوجيا المكونات في جامعة يونجكيون جوه، أن الأمر يشبه استخدام عدسة مكبرة لفهم سلوك البروتين، مشيراً إلى أن هدف الدراسة هو أن يحل الفيكوسيانين محل العديد من العناصر الاصطناعية الملونة والمستحلب، ومضاد الأكسدة.
مستقبل أكثر نظافة
ويأتي هذا التطور في وقت تستبعد فيه الأصباغ الاصطناعية، حيث أنه تم حظر اللون الاصطناعي الأحمر رقم 3 بالفعل في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وتستهدف إضافات أخرى، بما في ذلك الأزرق رقم 1، والأزرق رقم 2، والأصفر رقم 5 في الهيئات التشريعية للولايات.
وقد أدت المخاوف بشأن فرط النشاط عند الأطفال والسمية طويلة الأمد إلى زيادة إلحاح الأمر، وفي حين أن البدائل الطبيعية عادة ما تكون أكثر تكلفة وأقل صلاحية، يعتقد Alireza Abbaspourrad’s أن هذا الحل مختلف، والتكلفة معقولة على الأرجح، خاصةً عند مراعاة الفوائد الصحية وطلب المستهلكين.
الفريق يهدف إلى توسيع النطاق مع شركاء الصناعة
وبفضل الدعم المقدم من وزارة الزراعة الأمريكية، يهدف الفريق الآن إلى توسيع نطاق التكنولوجيا مع شركاء الصناعة، وإذا نجح هذا اللون الأزرق الغني بالطحالب ، فإنه قد لا يقدم فقط لمسة من اللون، بل بداية جديدة لغذاء أنظف وأكثر أماناً.