أشهرها الكشري والسمك.. 5 أكلات صديقة للبيئة تغيب عن مائدة رمضان


سلمى عرفة
الاربعاء 20 مارس 2024 | 07:05 مساءً

هل أعددت قائمة بالأطعمة التي ترغب في تناولها خلال شهر رمضان الكريم؟.. السطور التالية قد تدفعك إلى تعديل قائمتك مجدداً، وزيادة الاهتمام بأطعمة طالما تجاهلتها خلال السنوات الماضية.

هناك سمة أساسية تشترك في غالبية الأطعمة التي يتراجع الإقبال على تناولها في العالم العربي، خلال الشهر الفضيل، وهي أن إنتاجها يتسبب في أضرار بيئية محدودة مقارنة باستهلاك اللحوم والدواجن التي يتزايد الإقبال عليها.

الأرز المسقي

الأرز المسقي هو طبق شعبي شهير في ليبيا، يدخل البصل والطماطم في إعداده، ويتراجع الإقبال على طهيه خلال شهر رمضان، مقارنة ببقية شهور العام.

وفقاً لدراسة نقلها موقع Science Direct في 2022، يتصدر الأرز قائمة الأطعمة النباتية الأعلى من حيث البصمة الكربونية (إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة التي تساهم في ارتفاع درجة حرارة الأرض)، إلا أنه يبقى أكثر ملاءمة للمعايير البيئية إذا ما قارناه بالعديد من الأطعمة الأخرى.

متوسط انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن إنتاج كيلوجرام واحد من الأرز يقترب من 4.5 كجم من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، مقارنة بـ10 كجم تنتج عن إنتاج الكمية نفسها من الدواجن، وقرابة 100 كجم بالنسبة إلى اللحم البقري، بحسب موقع "Statista" للإحصائيات.

الكشري

وفي مصر، يغيب طبق الكشري الشهير عن موائد رمضان، رغم أنه خيار أكثر ملاءمة للمعايير البيئية؛ فبجانب الأرز، تشمل مقادير الكشري المكرونة، والعدس، والحمص، وجميعها مكونات نباتية.

إذا ما نظرنا إلى المكرونة على سبيل المثال، فإنها تبلغ بصمتها الكربونية 1.5 كجم من مكافئ ثاني أكسيد الكربون/كجم، وفقاً لموقع Food Footprint، وهو موقع غير ربحي متخصص في حساب الأثر البيئي للأطعمة.

لكن بعض مكونات الطبق الشهير لا تقتصر مزاياه على البصمة الكربونية المنخفضة، بل تلعب دوراً بيئياً هاماً؛ فالحمص والعدس ينتميان إلى عائلة البقوليات التي يمكنها تخزين كميات أكبر من الكربون بفارق 30%، مقارنة بأنواع النباتات الأخرى؛ بسبب قدرتها على تثبيت النيتروجين في التربة، بحسب إحصائيات نقلها موقع "دويتشه فيله".

وتقدر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" كمية المياه المطلوبة لزراعة كيلو واحد من العدس بثُلث كميات المياه التي يتطلبها إنتاج الكمية نفسها من الدجاج، وعُشر كميات المياه التي تحتاجها نظيرتها من اللحم البقري.

المجدرة الأردنية

العدس كذلك مكون أساسي من مكونات أكلة أردنية شبيهة بالكشري وهي "المجدرة" التي تواجه المصير نفسه، وينصرف عنها الأردنيون خلال شهر رمضان، بينما يتصدر الواجهة أطعمة أخرى كالمنسف الذي يحتوي على لحم الضأن، ومقلوبة اللحم.

وعلاوة على المزايا البيئية، تعد البقوليات مصدراً للبروتين النباتي، علاوة على احتوائها على مجموعة واسعة من الفيتامينات والمعادن كالزنك، والحديد، والماغنسيوم، وحمض الفوليك، بحسب موقع المكتبة الوطنية الأمريكية للطب.

المحاجب الجزائرية

المحاجب، أو المحجوبة، أو المختومة.. كلها أسماء لطبق جزائري شعبي، يشبه "الكريب"، ويجري حشوه بحشوات مختلفة أشهرها الحشوات النباتية التي تعتمد على البصل والطماطم، لكن يقل الإقبال على إعداده خلال الشهر الفضيل.

واحتلت المحجوبة المرتبة العشرين في قائمة أفضل 100 طبق نباتي في العالم على موقع Taste Atlas، وهو موقع دولي معني بالأطعمة المحلية لبلدان العالم المختلفة.

ويُقدر موقع "Food Footprint" إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن إنتاج العجين بنحو 1.5 كجم من مكافئ ثاني أكسيد الكربون للكجم الواحد.

الأسماك

رغم قيمته الغذائية المرتفعة، يمتنع أعداد كبيرة من الصائمين عن تناول الأسماك على مائدة الإفطار، وغالباً ما يعودون إليها خلال عيد الفطر المبارك.

في تحليل نشرته دورية Nature، حول الفوائد الغذائية والبيئية للأسماك، خلص الباحثون إلى أن استبدال اللحوم والدواجن بمأكولات بحرية يجري إنتاجها بطريقة مستدامة يمكن أن يوفر قيمة غذائية للبشر أعلى مما تقدمه المنتجات الحيوانية الأخرى، مع انخفاض بصمتها الكربونية.

لكن حتى الطريقة التي يجري بها إنتاج المأكولات البحرية حالياً، تبقى أفضل من الناحية البيئية مقارنة بالأطعمة الأخرى؛ فالكيلوجرام الواحد من السمك المستزرع يقل متوسط الانبعاثات التي يسببها عن 14 كجم من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، بحسب موقع Statista للإحصائيات.

وتشمل الفوائد الصحية غير الشهيرة للأسماك تحسين جودة النوم، والمساهمة في الوقاية من الاكتئاب، وعلاجه، والوقاية من مرض الربو لدى الأطفال، بحسب موقع Healthline.