تعيش إفريقيا على فوهة بركان قابل للانفجار في أي لحظة؛ فهي واحدة من أكثر القارات تضرراً من تغير المناخ. وتشير التقارير العالمية إلى أن 7 دول إفريقية ضمن قائمة البلدان الـ10 الأكثر عرضةً لمخاطر الكوارث المناخية في العالم.
ورغم أنها مسؤولة عن 4% فقط من انبعاثات غازات الدفيئة في الكوكب، فإن القارة السمراء تدفع ثمناً فادحاً للثورة الصناعية والوقود الأحفوري والأنشطة البشرية التي لا تحترم الطبيعة. وتزداد الأوضاع سوءاَ في بعض الدول الإفريقية؛ نظراً إلى خصائصها الجغرافية، بجانب الظروف السياسية والاقتصادية المتدهورة.
دور الإعلام البيئي
الأكثر قراءة
وسط كل هذه الفوضى المناخية والأزمات الإنسانية المتكررة في إفريقيا، تتعاظم أهمية الإعلام البيئي المحلي، الذي يلعب دوراً حاسماً في مكافحة التحديات المناخية، ونشر الوعي بين الجمهور؛ فهو بمنزلة الجسر الذي تمر من خلاله المعلومات والدراسات العلمية بشكل مبسط إلى المؤسسات وأفراد المجتمع.
كما أن التغطية الإعلامية للقضايا المناخية المحلية وتقديم الحلول العملية الممكنة وإشراك المجتمعات القبلية، من شأنه تعزيز المشاركة والانخراط العام في القضية البيئية، ومن ثم تزداد فرص التكيف والتصدي للكوارث وتفادي الخسائر أو تقليلها إلى أقل مدى.
ووفقاً للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة "IPCC"، تُشكِّل وسائل الإعلام الخطاب العام حول تغيُّر المناخ داخل أيِّ مجتمع وآليات التعامل معه، وقوة "التشكيل أو توجيه الرأي العام" التي تمتلكها وسائل الإعلام من الممكن أن تعمل بشكل مفيد على بناء دعم شعبي قوي في مواجهة الأزمة، والتعجيل بتخفيف آثارها، وتفعيل الجهود الرامية إلى تقليل ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.
وأوضحت هيئة "IPCC" أن الصحافة المناخية تلعب دوراً فريداً في تغطية واحدة من أكثر القضايا إلحاحاً في العصر الحالي، وخاصةً داخل المجتمعات الأكثر تضرراً، التي تعاني من الفقر بسبب الصدمات المناخية؛ ما يضع مسؤولية كبيرة على عاتق المؤسسات الإعلامية والصحفيين.
"جرين بالعربي" قررت فتح ملف الإعلام البيئي في الدول العربية الإفريقية الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية، عبر استطلاع آراء مجموعة من الصحفيين والناشطين في مجال البيئة والشأن العربي الإفريقي، في محاولةٍ حقيقيةٍ لنقل الواقع البيئي والإعلامي بكل مصداقية بعيون أصحابه، وتقديم منبر لنقل وجهة نظرهم حول دور الإعلام في التعامل مع الأزمة داخل بلدانهم، وتعاطي المؤسسات الصحفية مع مخاطر الكوارث الطبيعية، وتوصياتهم من أجل الوصول إلى تجربة إعلامية محلية مؤثرة تتماشى مع خصوصية بلدان جنوب العالم.
يرى "هاشم" أنه رغم كل هذه الأزمات الإنسانية والسياسية التي تُعد تداعيات التغير المناخي أهم مسبباتها، يغيب دور الإعلام البيئي السوداني عن المشهد، ولا تركز المؤسسات الصحفية بوجه عام على تغطية القضية المناخية
السودان وتهميش دور الإعلام البيئي
البداية من السودان الذي يعيش مأساة إنسانية، كما وصفتها المنظمة الدولية للهجرة؛ حيث يلقي الملف البيئي بظلاله على كل الأحداث في البلاد.
الإعلامي السوداني خالد هاشم يؤكد أن تغير المناخ من أهم أسباب عدم الاستقرار اجتماعياً وسياسياً في السودان؛ فقد أدت حالة الطوارئ المناخية إلى تأجيج الصراعات والتوترات منذ أزمة دارفور، التي يتم تصنيفها عالمياً ضمن أوائل الحروب المناخية في القرن العشرين؛ لأنها بدأت نتيجة الصراع على الموارد الطبيعية.
ويرى "هاشم" أن الآثار الاقتصادية المترتبة على الجفاف وفقدان الثروة الحيوانية بالسودان، تركت الكثير من أفراد القبائل الرعوية في حالة من الفقر والبطالة دون سبل للعيش؛ حيث يتم استغلال الشباب الصغار النازحين من بيئة صحراوية قاسية، وتجنيدهم حتى يتحولوا إلى وقود لهذه الحروب.
وحول ملف الإعلام، يرى "هاشم" أنه رغم كل هذه الأزمات الإنسانية والسياسية التي تُعد تداعيات التغير المناخي أهم مسبباتها، يغيب دور الإعلام البيئي السوداني عن المشهد، ولا تركز المؤسسات الصحفية بوجه عام على تغطية القضية المناخية باعتبارها جزءاً من الشأن الوطني للبلاد، إلا في المناسبات وتغطيات الفعاليات الحكومية.
ويرجع الإعلامي السوداني السبب في ذلك إلى هيمنة الصحف المطبوعة على الصحافة السودانية، التي ينصب اهتمامها الأول على السياسة، بينما تهمل باقي المجالات المتخصصة والأقسام الأخرى؛ ما يجعل قضية مثل المناخ والزراعة خارج دائرة اهتمامات المؤسسات والصحفيين، باستثناء جهود فردية من بعض الكوادر الإعلامية.
ودار نقاش مع خالد هاشم حول التغطية الصحفية للكوارث المناخية في السودان، الذي يُعَد من أكثر البلدان عرضةً لتقلبات المناخ، بسبب موجات الجفاف والتذبذب الشديد في هطول الأمطار، ونضوب مصادر المياه، بحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة " UNEP".
ويرى "هاشم" أن التغطية الصحفية السودانية للكوارث تركز غالباً على الجانب الإنساني وحصيلة الأضرار والخسائر فقط. ورغم تكرار بعض هذه الكوارث سنوياً مثل الفيضانات، يستمر الإعلام في التركيز على تناول النتائج لا على المسببات، ولا يسعى إلى مناقشة الحلول الممكنة أو الاستفادة من التجارب الدولية المماثلة.
واستناداً إلى تجربته الصحفية مع عدد من المؤسسات الإعلامية المحلية والدولية، ومشاركته في بعض الفعاليات والمؤتمرات بالسودان، أشار "هاشم" إلى أن هناك جهوداً تُبذَل على أرض الواقع من قِبل أفراد المجتمعات المحلية وبعض الخبراء والمختصين في مجال المناخ والبيئة للتكيف مع التغير المناخي في السودان، منها مشروعات تتعلق بتحسين بذور القمح المقاوِمة لدرجات الحرارة المرتفعة، ودورات تدريبية للمزارعين، ومحاضرات تثقيفية حول الزراعة المستدامة، لكن الإعلام السوداني لا يعكس هذه الجهود بدرجة كافية.
وفي نهاية حديثه، أكد الصحفي السوداني خالد هاشم أن أزمة المناخ عامل رئيسي من عوامل تفاقم النزاعات والمشاكل في البلاد، وهو ما يجب أن يدركه المجتمع، كما يجب أن يعمل الإعلام على نشر الوعي البيئي، والحفاظ على الموارد واعتماد نمط عيش مستدام، وترويج مشروعات التكيف المناخي المبتكرة، حتى تستقر المجتمعات وتختفي المشكلات.
ولفت إلى أن السودان دولة زراعية، تعتمد على الموارد الطبيعية المهددة من ظواهر الجفاف والتصحر، التي تؤدي إلى التدهور الاقتصادي وانتشار البطالة؛ ما يدفع الشباب الإفريقي عامةً إلى الانخراط في النزاع والحروب الأهلية، مضيفاً: "للأسف الصحافة تتعامل مع النتائج، باعتبار أن المشكلة سياسية فقط دون البحث عن الجذور المناخية للأزمة".
الحديث مع مريم فاضل قد يحمل عدة رسائل إيجابية فيما يتعلق بالمستقبل، وجهود بعض الصحفيين لتحريك المياه الراكدة في عالم الإعلام المناخي
موريتانيا.. خطوات إيجابية
ومن شرق القارة السمراء إلى أقصى الطرف الغربي لإفريقيا. ورغم هذا البعد المكاني، تبقى الصدمات المناخية هي الهم الأكبر الذي يثقل كاهل موريتانيا، ويُعَد من أهم مسببات انتشار الفقر المدقع بين أكثر من 16.6% من السكان، وفقاً لمنظمة "أوكسفام" الدولية.
ويظل الإعلام البيئي أيضاً غير مؤثر أو فعال، حسبما ترى الإعلامية الموريتانية مريم فاضل عباس، التي أوضحت أن الإعلام التقليدي يركز على الخبر بحد ذاته وتداعياته أو التغطية الآنية للأحداث المناخية، التي تنتهي مع نهاية الحدث؛ فليس هناك استمرارية للتغطية، مشيرةً إلى أنه من النادر أن نجد مثلاً برنامجاً بيئياً لدى إحدى المؤسسات الإعلامية الموريتانية.
ورغم أن الصحافة البيئية ليست على خريطة الإعلام الموريتاني بشكل كبير، فإن الحديث مع مريم فاضل قد يحمل عدة رسائل إيجابية فيما يتعلق بالمستقبل، وجهود بعض الصحفيين لتحريك المياه الراكدة في عالم الإعلام المناخي؛ حيث اجتمع أكثر من 30 صحفياً وصانع محتوى موريتانياً ونجحوا في تأسيس أول شبكة للصحفيين المهتمين بالبيئة في موريتانيا "شبكة صحفيي ومراسلي البيئة والبحر"، وهي الشبكة التي تترأسها الصحفية مريم فاضل.
وحول سبب اختيار البيئة البحرية تحديداً، قالت "مريم" إن معظم اقتصاد البلاد يعتمد على السواحل التي تمتد على طول أكثر من 700 كم. ووسط بيئة معظمها صحراوية تمثل الشواطئ المُطلَّة على المحيط الأطلسي منفذ الحياة الوحيد للبلاد، كما أنها من أغنى الشواطئ العالمية بالأسماك والكائنات البحرية والشعاب المرجانية؛ حيث تعد السواحل الموريتانية محطة ثابتة في رحلة الهجرة السنوية للأسماك التي تأتي من شمال أوروبا وأستراليا.
وأوضحت الصحفية الموريتانية أن أهداف الشبكة تتمحور حول خلق صحافة متخصصة وواعية بأهمية البيئة، وإقامة ورش تدريبية للصحفيين حول الاتصال والإعلام البيئي؛ لتمكينهم من تغطية هذه القضايا بعمق، مشيرةً إلى أن هذه التدريبات تقام داخل أماكن طبيعية مثل المحميات؛ بهدف توعية الصحفيين بأهمية الحفاظ على الموارد والمحميات، كما أن معظم المشاركين في ورش التدريب من الصحفيين وصُنَّاع المحتوى، يقطنون بالقرب من هذه الأماكن والمحميات؛ ما يُعَد نوعاً من إشراك المجتمعات المحلية في عملية التوعية والتدريب.
كما تهتم الشبكة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الإقليمية للحفاظ على البيئة البحرية، وإنتاج مواد صحفية بيئية وتقارير بصرية وإذاعية مكتوبة باللغات الوطنية الموريتانية وبثها في المحطات المحلية.
تتولى مريم فاضل عباس منصب رئيسة مصلحة البرامج بالتلفزة الموريتانية القناة الرسمية؛ لذلك تحاول تضمين المفاهيم البيئية في بعض البرامج التلفزيونية، موضحةً أنها تضع ضمن خطتها السنوية هذا العام إعداد وإنتاج برنامج بيئي تلفزيوني مميز لمناقشة هذه القضية المهمة.
يرى شمس الدين عبد الرحلمن أن التغطية الإعامية غالباً ما ترسم صورة قاتمة، وتسلط الضوء على الأزمات الإنسانية والخسائر الآنية. ورغم أهمية هذا الأمر من أجل حشد المساعدات، فإن هناك حاجة لمزيد من التحليل العميق والدقيق للقضية المناخية
الصومال.. تفعيل دور الصحافة الاستقصائية
تهدد التغيرات المناخية منطقة القرن الإفريقي منذ سنوات، وتُعَد الصومال من أكثر 10 دول معرضة لمخاطر الكوارث المناخية على مستوى العالم، وفقاً للجنة الإنقاذ الدولية (IRC)؛ حيث تتفاقم تحديات الجفاف والفيضانات المفاجئة، وانعدام الأمن الغذائي الشديد، وانتشار سوء التغذية الذي يهدد حياة الأطفال.
وسط هذه الصدمات المناخية، كيف يبدو المشهد الإعلامي هناك؟ وجهت "جرين بالعربي" هذا السؤال إلى الناشط الصومالي والمدافع عن قضية العدالة المناخية شمس الدين عبد الرحمن، الذي أوضح أن الصومال لا يزال يواجه تحديات في تطوير مشهد إعلامي قوي بوجه عام، إلا أن هناك جهوداً متزايدة في مجال الصحافة البيئية المتخصصة.
ولفت الناشط الصومالي إلى أن هناك مبادرات وبرامج بيئية تعمل على رفع مستوى الوعي المناخي عبر إنتاج محتوى يناقش قضية البيئة باللغات المحلية حتى تصل إلى جميع الفئات، مع التركيز على موضوعات مثل الجفاف وإزالة الغابات واستراتيجيات التكيف، واستطرد قائلاً: "رغم ذلك، يظل انتشار هذا المحتوى واتساع رقعة تأثيره داخل البلاد أمراً صعباً ومحدوداً، خاصةً في المناطق الريفية والمحلية".
وحول التغطية الصحفية للكوارث المناخية في الصومال، يرى شمس الدين عبد الرحمن أنها غالباً ما ترسم صورة قاتمة، وتسلط الضوء على الأزمات الإنسانية والخسائر الآنية. ورغم أهمية هذا الأمر من أجل حشد المساعدات، فإن هناك حاجة لمزيد من التحليل العميق والدقيق للقضية المناخية.
الناشط البيئي الصومالي أكد أن التركيز أكثر على الصحافة الاستقصائية التي تعمل على كشف الأسباب الجذرية للأزمة المناخية، مثل الممارسات غير المستدامة للأراضي والحوكمة، يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في معالجة جوهر المشكلة البيئية بالبلاد.
وأكد الناشط الصومالي أن النجاح في التكيف مع تغير المناخ يمكن أن يسهم في الحد من الصراع وعدم الاستقرار في الصومال، من خلال معالجة قضايا ندرة الموارد وانعدام الأمن الغذائي والنزوح، التي غالباً ما تؤدي إلى نشوب الصراعات، ومن ثم يمكن أن يكون لجهود التكيف البيئي صدى أوسع يتمثل في التأثير الاجتماعي وحماية المجتمعات الضعيفة، بالإضافة إلى أن نشر وممارسة أساليب التكيف داخل المجتمعات المحلية قد يدعم التعاون، ويعزز التماسك الاجتماعي، لكنه شدد على أن كل ذلك يتطلب نهجاً شاملاً يعالج التحديات البيئية والاجتماعية أولاً.
واختتم الناشط شمس الدين عبد الرحمن حديثه قائلاً: "رغم كل ما يواجهه الصومال من تحديات تخص الإعلام البيئي المتخصص والتغطية الشاملة للكوارث المناخية، هناك تزايد في الجهود المبذولة بهدف رفع مستوى الوعي والبحث عن حلول للأزمة بالبلاد".
التوصيات والحلول المقترحة
ومن أجل النهوض بالإعلام البيئي في إفريقيا، بكل ما تحمله من خصوصية وتعدد ثقافي، حاورت "جرين بالعربي" د. آمنة فزاع رئيسة قطاع البيئة والتنمية المستدامة بالجمعية الإفريقية واللجنة القومية للاتحاد الإفريقي، التي نوهت في البداية أن تغير المناخ يمثل تحدياً كبيراً للدول العربية الإفريقية، ويؤثر على حياة البشر واقتصاد البلدان، كما يمكن أن يدفع إلى تفاقم التوترات الاجتماعية والسياسية بسبب ندرة الموارد وتدهور سبل المعيشة، ويؤدي بالتبعية إلى زيادة الفقر والهجرة وتغذية الصراعات داخل هذه الدول.
وذكرت د. آمنة فزاع أن وظيفة الإعلام البيئي تتمثل في التأثير على سلوكيات وممارسات الأفراد لحماية البيئة ومواردها، خاصةً داخل المجتمعات المهمشة؛ لتحقيق التنمية المستدامة.
ومن أجل الوصول إلى تجارب إعلامية بيئية محلية فعالة تتناسب مع الدول العربية الإفريقية، أكدت رئيسة قطاع البيئة والتنمية المستدامة بالجمعية الإفريقية واللجنة القومية للاتحاد الإفريقي، أن الطريق يجب أن يبدأ من تعزيز التوعية البيئية لدى الكوادر الإعلامية عبر التدريب والتثقيف، واكتساب المهارات اللازمة لتغطية صحفية دقيقة للموضوعات المناخية، بجانب تشجيع التواصل بين الصحفيين والخبراء البيئيين بهدف تبادل المعلومات.
وأشارت د. آمنة فزاع إلى ضرورة تركيز المؤسسات الإعلامية على إطلاق حملات توعية شاملة تستهدف مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، واستخدام وسائل الإعلام التقليدية والمتقدمة، والحرص على التواصل مع الجمهور بكل الطرق، مثل وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية، واستغلال التقنيات الحديثة، مثل "الواقع الافتراضي"، لتقديم تجارب تعتمد على التفاعل والتعلم المباشر.
كما دعت د. آمنة إلى تعزيز التشريعات البيئية، وتفعيل آليات مكافحة الفساد وضمان الشفافية؛ ما يوفر الدعم والحماية للصحفيين البيئيين، ويسهل عليهم الوصول إلى المعلومات والمصادر المهمة لإنتاج تقارير موضوعية ومؤثرة، وبناء شراكات قوية بين الإعلام والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني، بجانب تقديم المساعدة للصحفيين والمؤسسات الإعلامية المحلية، ودعم الحوار وتشجيع أفراد المجتمع على المشاركة في صنع القرارات البيئية، وإصغاء السلطات لهذه الآراء وتضمينها في آليات صناعة القرارات.
وأخيراً، أشارت رئيسة قطاع البيئة والتنمية المستدامة بالجمعية الإفريقية واللجنة القومية للاتحاد الإفريقي، إلى ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي في مجال الإعلام البيئي وإقامة المؤتمرات والفعاليات الإقليمية بهدف تبادل الخبرات والمعرفة بين الدول والمؤسسات الإعلامية في المنطقة العربية الإفريقية.
في نهاية هذا النقاش، نستطيع القول إن "التغير المناخي أصل الكثير من الشرور في القارة السمراء"؛ فهو المسؤول عن الكوارث الطبيعية وتداعياتها الاقتصادية والإنسانية، وهو أيضًا "اليد الخفية" وراء اشتعال الصراعات والحروب وعدم الاستقرار داخل المجتمعات المحلية.
ومن أجل نزع فتيل "ثالوث الأزمة" المُشكَّل من الكوارث المناخية والنزاعات المسلحة والتوترات الاجتماعية، يجب إطفاء نار التغير المناخي عبر تفعيل دور الإعلام البيئي داخل المجتمعات العربية الإفريقية، مع نشر الوعي والمرونة المناخية، والحث على تبني برامج التعافي والتنمية، والتواصل مع مختلف الفئات والأعمار باستخدام جميع الأدوات التقليدية والحديثة.