ودّع الأدراج.. هاتفك القديم يساهم في مراقبة الحياة البحرية


سارة شعبان
السبت 12 يوليو 2025 | 09:20 مساءً
إعادة تدوير الهواتف القديمة
إعادة تدوير الهواتف القديمة

هل كنت تعلم أن هاتفك القديم يمكن أن يتحول لأداة ذكية تراقب وتوثق الحياة البحرية؟.. في إطار مشاريع "الاقتصاد الأخضر" وإعادة التدوير، بدأ باحثون ومهندسون بيئيون في استخدام الهواتف الذكية القديمة لتتبع الحياة البحرية.

بفضل تطور تكنولوجيا البحث البحري، بات من الممكن فهم آلية تكيف الكائنات البحرية مع الظروف الفريدة، وكيف يساهم هذا التكيف في استمرارية حياتها في بيئة بحرية متقلبة وتحت ضغوط بيئية متنوعة، لذلك توصلت دراسة بحثية جديدة تم نشرها في مجلة IEEE Pervasive Computing، إلى أن الهواتف القديمة يمكن أن تلعب دوراً محورياً في ذلك؛ إذ تشهد فصلاً جديداً يتمثل في تحويلها إلى مراكز بيانات صغيرة، تساهم في الكشف عن أسرار الأعماق الزرقاء.

الهواتف القديمة تُمثل بداية خضراء

يُنتَج أكثر من 1.2 مليار هاتف ذكي سنوياً وعالمياً، ورغم التكلفة الباهظة التي يتحملها المستهلكون والآثار البيئية السلبية لإنتاجها، فإن عمر أجهزتنا يتناقص باستمرار، إذ يميل المستهلكون إلى استبدالها كل سنتين إلى ثلاث سنوات.

ولكن بدلاً من تراكم الغبار عليها أو إضافتها إلى جبل النفايات الإلكترونية في العالم، يمكن إعادة تدوير الهواتف الذكية المُهملة، وتحويلها إلى مجموعة من التطبيقات الخضراء المفيدة.

من جانبه، يقول هوبر فلوريس، الأستاذ المشارك في الحوسبة الشاملة بجامعة تارتو في إستونيا: "غالباً ما لا يبدأ الابتكار بشيء جديد، بل بطريقة جديدة للتفكير في القديم، وإعادة تصور دوره في تشكيل المستقبل".

وفي نفس السياق، أضاف أولريش نوربيسراث، الأستاذ المشارك في هندسة البرمجيات بجامعة تارتو: "الاستدامة لا تقتصر على الحفاظ على المستقبل، بل تشمل إعادة تصور الحاضر، حيث تصبح أجهزة الأمس فرصاً للغد".

كيف يُعاد استخدام الهواتف الذكية القديمة؟

يسهل تحويل الهواتف الذكية القديمة إلى مراكز بيانات صغيرة بشكل كبير، حيث قام الباحثون بإزالة بطاريات الهواتف واستبدالها بمصادر طاقة خارجية، لتقليل خطر تسرب المواد الكيميائية إلى البيئة، بحسب ما جاء في تقرير موقع ScienceDaily.

وبعد ذلك، تم ربط أربعة هواتف معاً، وتزويدها بأغلفة وحوامل مطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتحويلها إلى نموذج أولي جاهز للاستخدام مرة أخرى.

تطبيقات خضراء تحت الماء

تم استخدام النموذج الأولي الذي ابتكره الباحثون تحت الماء، حيث شارك في مراقبة الحياة البحرية من خلال المساعدة في حساب عدد الأنواع البحرية المختلفة.

تتطلب هذه المهام عادةً قيام غواص بتسجيل فيديو وإخراجه من أجل تحليله، وبالتالي يسلط النموذج الأولي الضوء على إمكانية إتمام العملية برمتها تلقائياً تحت الماء.

وفي هذا الصدد، تعد إعادة استخدام الهواتف الذكية بهذه الطريقة ما هي إلا قطرة في بحر المشاكل التي يطرحها تعدين الموارد الطبيعية، والإنتاج كثيف الاستهلاك للطاقة، والنفايات الإلكترونية، وفي نهاية المطاف، علينا أن نتحدى ثقافة الاستهلاك المفرط، وأن ننتقل إلى نموذج أكثر دائرية.