زراعة أنسجة الفواكه.. أحدث تقنيات مواجهة نقص الغذاء وخفض الانبعاثات


إسراء محمد
السبت 30 سبتمبر 2023 | 06:30 مساءً
زراعة أنسجة الفواكه
زراعة أنسجة الفواكه

حظىي الاهتمام باللحوم المزروعة في المعامل باهتمام واسع خلال السنوات الأخيرة؛  سعياً للوصول إلى بروتين حيواني أكثر ملائمة ءمة للمعايير البيئية مقارنة باللحوم التقليدية التي تطلق كميات كبيرة من الانبعاثات الكربونية.

ومؤخراً تم اللجوء إلى المختبرات من أجل إنتاج فواكه مستدامة تساهم في معركة مواجهة تهديدات انعدام الأمن الغذائي وتقليل إهدار الطعام والمخلفات.

وتمثل نسبة القشور ما بين 15 و60 بالمئة٪ من إجمالي مخلفات الفواكه، ؛ ولذلك تم تكثيف البحث عن وسيلة لتصنيع الفواكه بشكل مستدام، دون أن يتخلف عنها نفايات ضارة، بحسب موقع "National Institutes of Health". 

الفواكه المستدامة

ويعمل علماء في نيوزيلندا على إنتاج ثمار فاكهة تخلو من الأجزاء التي عادة ما نتخلص منها، مثل قلب التفاحة أو لب البرتقال (مادة اسفنجية بيضاء اللون) في محاولة للتوصل إلى نهج جديد يقلل من نفايات الإنتاج الضارة بالبيئة.

ويهدف العلماء في مركز أبحاث النباتات والأغذية في مدينة كرايستشيرش جنوبي نيوزيلندا إلى زراعة أنسجة الفاكهة من الخلايا النباتية، ويأملون في إنتاج ثمار لها مذاق ورائحة وملمس الفاكهة التقليدية للمساهمة في مواجهة أزمة الأمن الغذائي المتفاقمة.

وأشار الدكتور بن شون، الذي يقود برنامج تصميم الأغذية في المركز، في تصريحات لصحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى التحديات التي ستغزو العالم بفعل النمو السكاني وزيادة مساحة المدن والتغير المناخي، مؤكداً أن تزويد المستهلكين بالأجزاء التي تحتوي على أنسجة الفاكهة وحدها دون الأجزاء الأخرى يساهم في تقليل المخلفات.

وبحسب الدكتور علي رشيد نجاد، أحد كبار علماء الأغذية بجامعة ماسي في نيوزيلندا، فإنه "يمكن للأغذية المزروعة في المختبر أن تلعب دوراً محورياً في الزراعة المستدامة، لكنها لا تزال في مراحل مبكرة جدًاً من التطوير".

ومضى قائلاً: "الأجيال الأكبر سناً قد تكون مترددة في تجربة الأمر، لكن الأجيال الشابة مستعدة إلى لتجربة أطعمة جديدة، إذا كانت تلك الخيارات توفر فوائد صحية مع الحد من التأثير البيئي".

ويركز برنامج أبحاث النباتات والأغذية، الذي بدأ منذ ما يزيد عن عام، على خلايا من التوت الأزرق، والتفاح، والكرز، والفيجوا (فاكهة تشبه الجوافة)، والخوخ، والعنب، والنكتارين الذي ينتمي إلى عائلة المشمش.

وأوضح الدكتور سام بالدوين، مسؤول الاستراتيجيات في المركز، أن هذه التقنية لزراعة أنسجة الفاكهة قد تساهم في تحقيق الهدف بخفض التكلفة وانبعاثات الكربون الناتجة عن نقل الغذاء إلى المراكز الحضرية.

كما يمكن أن تساعد هذه التجربة في توفير بديل للمحاصيل المهددة خلال الكوارث مثل الأعاصير والفيضانات، وهو ما واجهه مزارعيو منطقة خليج هوكس، بعدما ضرب إعصار غابرييل المنطقة، والتي يطلق عليها وعاء الفاكهة، خلال استعداد الكثير منهم إلى لحصاد المحاصيل.

جهود عربية

على الجانب الآخر، هناك محاولات عربية محدودة لتطبيق معايير مستدامة خلال عمليات الزراعة وتعزيز العمل المحلي، ؛ إذ ركزت سلطنة عمان مؤخراً على زراعة المانجو بطريقة مستدامة بعد أن كانت تستوردها.

وبدأت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بالسلطنة، مشروع زراعة المانجو بقيمة 1.25 مليون ريال عماني على مساحة 80 هكتارًاً من الأراضي في ولاية بركاء بجنوب الباطنة.

وقال ناصر بن حمد السباعي، الرئيس التنفيذي لشركة إنتاج وتسويق المانجو المنبثقة عن مختبر الأمن الغذائي الذي يشرف عليه الوزارة، إنه جرى إنشاء مزرعة متكاملة لإنتاج أصناف متنوعة من المانجو عالية الجودة.

ووفق موقع "Muscat Daily"، بدأت الشركة هذه الخطوات الجادة لزيادة إنتاج المانجو المحلي وتنويع العروض الزراعية للسوق المحلية.

وتتمثل المراحل الأولية في إنشاء البنية التحتية للمزرعة، وحفر آبار لتوفير الماء المناسب، بجانب تطبيق نظام ري متطور وإمدادات حديثة للكهرباء، وبالفعل تم ت زراعة 5000 شتلة مانجو، ومن المقرر زراعة 5000 شتلة أخرى بحلول نهاية العام، كما تسعى الشركة إلى زراعة 17000 شتلة في جميع أنحاء المنطقة.

وبحلول عام 2028، من المتوقع أن تنتج المزرعة حوالينحو 3600 طن من المانجو سنوياً، في وقت يطبق فيه المشروع أحدث المنهجيات في زراعة المانجو مع الالتزام بالمعايير العالمية وأفضل الممارسات مثل الاستخدام الأمثل للأسمدة.

وتمهد الزراعة المستدامة الطريق لوقف مهددات النظام البيئي، والتي تزيد من معدل الانبعاثات بالغلاف الجوي، وفي النهاية تفاقم أزمة الاحتباس الحراري.