"تغير المناخ" يطرح 3 سيناريوهات كارثية تهدد الحياة على الكوكب


إسراء محمد
الاربعاء 30 اغسطس 2023 | 04:48 مساءً

باتت آثار الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية قضايا مطروحة على طاولات الحوار، لا سيما في ظل تواتر الكوارث الطبيعية واستمرارية السلوكيات الهدامة للبشر، ما ينذر بوقوع أضرار بالغة الخطورة على كوكب الأرض.

وبحسب خبراء البيئة والمناخ، فإن العالم على بعد خطوات قليلة من "نقاط تحول" مخيفة من ظاهرة الاحتباس الحراري، إذ ارتفعت درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، وأصبحت مياه المحيطات ساخنة.

من المقرر أن تصل درجات الحرارة العالمية إلى مستويات قياسية جديدة في السنوات الخمس المقبلة، وهناك احتمال بنسبة 66 بالمئة أن يتخطى المتوسط ​​السنوي لزيادة درجة الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية بين عامي 2023 و 2027، نقلاً عن World Meteorological Organization".

وبنسبة 98 بالمئة، ستصل درجة الحرارة في واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة إلى مستويات غير مسبوقة، فيما يبلغ احتمال تجاوز متوسط ​​الخمس سنوات عتبة 1.5 درجة مئوية 32 بالمئة، وفق تحديث المناخ العالمي.

3 سناريوهات

في العام الماضي، ظهرت بعض من الأدلة البحثية التي نُشرت في مجلة Science، وأشارت إلى نقاط التحول التي يتدهور بعدها المناخ ويصبح غير متوقعاً على الإطلاق.

ويتمثل السيناريو الأول في ذوبان الجليد والذي يؤدي إلى إغراق المحيطات، وتنامت التوقعات بذوبان الصفائح الجليدية في القطب الجنوبي وجرينلاند؛ ما يسبب ارتفاعا في مستويات محيطات العالم، ما ينتج عنه ارتفاعاً في مستوى سطح البحر يصل إلى عدة أقدام في أسوأ السيناريوهات.

وأشارت الدراسات العلمية إلى أن أثر الذوبان يمكن أن يظهر بشدة في القارة القطبية الجنوبية بسرعة تقتصر على 100 عام من الآن و 300 عام في جرينلاند، ومن المرجح أن كل جزء يذوب يفاقم الفيضانات ذات المناسيب الأعلى، ويعرض 680 مليون شخص يعيشون في المناطق الساحلية المنخفضة للخطر، نقلاً عن USA Today.

وسجل الجليد البحري في أنتاركتيكا انخفاضاً قياسياً هذا العام بكمية كبيرة، كما تراجع الجليد البحري في القطب الجنوبي بأكثر من مليون ميل مربع مقارنة بمتوسط الفترة بين عامي ​​1981 و2010، وبات أقل بأكثر من نصف مليون ميل مربع عن العام الماضي، وفقاً للمركز الوطني الأمريكي لبيانات الجليد والثلج.

بدورها أوضحت ماريا هورهولد، خبيرة الجليد في معهد ألفريد فيجنر للبحوث القطبية والبحرية في ألمانيا، أن درجات الحرارة بين عامي 2001 و2011 في جرينلاند، وخاصة فوق الغطاء الجليدي في وسط وشمال البلاد، كانت هي الأكثر دفئًا خلال الألف عام الماضية.

فيما يتمثل السيناريو الثاني المتوقع في توقف تيارات المحيط الأطلسي التي تحرك المياه الساخنة والباردة حولها، وإعادة تشكيل المناخ في الولايات المتحدة وأوروبا، ووصفته بعض الدراسات بأنه تحول لا رجعة فيه والذي من المرجح أن يحدث خلال هذا القرن، نقلاً عن "Usa Today".

وبالنسبة لتأثيرها على الكوكب، قال بعض العلماء إن التوقف قد يؤدي إلى تغيرات سريعة في الطقس والمناخ في الولايات المتحدة وأوروبا وأماكن أخرى، وربما ينتج عنه عصر جليدي في أوروبا وارتفاع مستوى سطح البحر في مدن مثل بوسطن ونيويورك، إضافة إلى المزيد من العواصف والأعاصير القوية على طول الساحل الشرقي.

ويتعلق السيناريو الثالث بغابات الأمازون، فمن المتوقع أن تتحول من غابات مطيرة خصبة إلى سافانا قاحلة، ومن ثم سيتم عزل كمية أقل بكثير من الكربون، ورجحت أحد الدراسات إمكانية حدوث ذلك خلال عام 2039.

وتبلغ مساحة غابات الأمازون المطيرة 2.5 مليون ميل مربع، والتي تُلقب بـ"رئتي الكوكب"، لا سيما وأنها موطن 10 بالمئة من مختلف أنواع النباتات في العالم، وبالتالي مع ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الجفاف قد تضعف قدرة الغابات على النمو مجددا.

ويشكل الأمر كارثة كبيرة لأن الأشجار تمتص المياه من جذورها وتطلق الرطوبة مرة أخرى من خلال أوراقها، وتشير التقديرات إلى أن شجرة واحدة يمكن أن ينبعث منها 265 جالوناً من الماء يومياً، وفي المقابل فإن قطع الأشجار سيحرم ذلك أيضاً المنطقة من الحصول على المياه، وسيتم تحويلها إلى أراض عشبية.

المرجان في خطر

وغالبا يؤدي ارتفاع درجات حرارة المحيط إلى "طهي المرجان" أي الموت من شدة الغليان، وسينتج عن ذلك ارتفاع معدلات نفوق للحياة البحرية عبر محيطات العالم، ومن ثم ستقل الحياة تحت سطح البحر وربما ستختفي إلى الأبد.

وتوقعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن 1.5 درجة مئوية من الاحتباس الحراري سيؤدي إلى اختفاء 70٪ إلى 90٪ من الشعاب المرجانية في العالم، وهو ما يمكن أن يحدث في أوائل العقد الرابع من القرن الحالي، ورغم أنها لا تغطي سوى 0.2 بالمئة من قاع المحيط، فإنها موطن لنحو 25 بالمئة جميع الأنواع البحرية على الأقل؛ إذ توفر السلامة لصغار الأسماك والكائنات الصغيرة.

ومن المؤسف أن هناك تقرير صدر العام الماضي أظهر أن ما يقرب من 15 بالمئة من الشعاب المرجانية على كوكب الأرض قد اختفت منذ عام 2009، وقالت مؤسسة استعادة الشعاب المرجانية، وهي مجموعة تعمل على ترميم وحماية الشعاب المرجانية في فلوريدا، وقالت في يوليو الماضي إن "معدل نفوق مرجانية يبلغ 100 بالمئة".

الشرق الأوسط

وتعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) من بين أكثر الأماكن عرضة لتغير المناخ في العالم؛ لذا سلطت الأمم المتحدة الضوء على الخسائر المدمرة التي سيحدثها تغير المناخ على إمدادات المياه وأنظمة إنتاج الغذاء في المنطقة ما سيؤدي إلى خسائر اقتصادية.

وتطال تأثيرات أزمة المناخ كافة الدول العربية، فعلى سبيل المثال ستواجه دول الخليج أزمة تخص مواردها المائية العذبة المستنفدة خلال الخمسين عاماً المقبلة، بينما سيشهد العراق ارتفاعا في متوسط ​​درجات الحرارة بمعدل أسرع بمرتين إلى سبع مرات من المتوسط ​​العالمي، نقلاً عن معهد "Brookings".

كما ستشهد المملكة العربية السعودية زيادة بنسبة 88 بالمئة في تواتر الجفاف الزراعي بحلول عام 2050، وستستمر موجات الحر لفترات أطول بفارق 4,242 بالمئة، وسيؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر، بالتزامن مع تآكل السواحل والطقس الأكثر تطرفاًً، إلى أضرار اقتصادية، ومن المرجح أن تخسر حوالي 12.2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2050، نقلاً عن "G20 CLIMATE RISK ATLAS".