كلاب في مهمة بيئية.. التجربة الإيطالية لإنقاذ أشجار الزيتون


مروة بدوي
السبت 01 ابريل 2023 | 10:16 صباحاً
استخدام أنوف الكلاب طريقة إيطالية لاكتشاف المرض - مشاع إبداعي
استخدام أنوف الكلاب طريقة إيطالية لاكتشاف المرض - مشاع إبداعي

تجربة إيطالية جديدة، تعتمد على استغلال حاسة الشم القوية لدى الكلاب، قد تقدم حلاً مفيداً لاكتشاف ومكافحة الأشجار المصابة بـ"زيليلا"، تلك البكتيريا الضارة التي تؤرق العالم أجمع وتهدد بقتل ملايين النباتات.

منذ قرون تحتضن منطقة بوليا، جنوب شرق إيطاليا، 60 مليون شجرة زيتون خضراء، لكن في غضون سنوات قليلة دمر هذا المرض القاتل 21 مليون شجرة معمرة، فتحول الجزء الجنوبي إلى مقبرة تحوي الملايين من جذوع الأشجار الرمادية الميتة التي فقدت حياتها بسبب بكتيريا "زيليلا"، بالإضافة إلى الخسارة الاقتصادية الفادحة؛ حيث كانت منطقة بوليا تنتج ما يصل إلى 50٪ من زيت الزيتون الإيطالي.

ما هي بكتيريا زيليلا فاستيديوزا؟

بكتيريا زيليلا "Xylella Fastidiosa" تصيب النباتات وتنقل عدواها حشرات تتغذى على النبات، والتي يوجد منها العديد من السلالات، ويمكنها أن تؤثر على 561 نوعاً من العوائل النباتية في جميع أنحاء العالم، بحسب تقارير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة "الفاو".

البكتيريا تسد نسيج الخشب، والذي يعد الأوعية التي تنقل الماء والأملاح من الجذور إلى الأوراق، فتمنع عنها الغذاء وتصيبها بالجفاف ثم تخنقها ببطء حتى الموت.

مع استمرار انتشار البكتيريا شمال المنطقة بمعدل نحو 20 كيلومترا سنويا، وظهورها في مناطق أخرى من إيطاليا وأوروبا أيضا، يتزايد الشعور بالقلق، وخاصة أنه لا يوجد علاج معروف لهذا المرض القاتل.

بكتيريا بلا علاج

خلال قرون ماضية، قضت البكتيريا على حقول البرتقال في البرازيل، ومزارع الكروم في جنوب كاليفورنيا وأشجار الكمثرى في تايوان، وفي عام 2013، وصل المرض إلى أشجار الزيتون في بوليا الايطالية، عن طريق نبات قهوة مستورد من أمريكا اللاتينية، وفقاً لإحدى الدراسات التي أجرتها جامعة "باري".

ومع استمرار انتشار البكتيريا شمال المنطقة بمعدل نحو 20 كيلومتراً سنوياً، وظهورها في مناطق أخرى من إيطاليا وأوروبا أيضا، يتزايد الشعور بالقلق، وخاصة أنه لا يوجد علاج معروف لهذا المرض القاتل.

الطريقة الوحيدة لمكافحته هو اكتشافه مبكراً لاحتوائه ومنع انتشاره بمجرد التعرف على الشجرة المصابة واقتلاعها، ثم فحص الأشجار الأخرى بعناية في محيط 50 متراً، بينما المشكلة الأكبر وراء صعوبة احتواء هذا المرض هو عدم ظهور أعراض واضحة على جميع النباتات المصابة، وبعضها يمكنه البقاء على قيد الحياة دون ظهور أعراض.

الكلاب في مهمة بيئية

هنا يأتي دور فريق " Xylella Detection Dogs"، والذي يضم مجموعة من الكلاب المدربة جيدا، مهمتها اكتشاف النباتات المصابة عبر استخدام حاسة الشم، وبذلك يمكن للكلاب أن تساعد في وقف انتشار البكتيريا قبل ظهور أي عرض للمرض.

استخدام أنوف الكلاب طريقة إيطالية لاكتشاف المرض - مشاع إبداعي

بدأت الفكرة عام 2020، مع نيكولا دي نويا، مهندس زراعي والمدير العام لمنظمة Unaprol، أكبر اتحاد لمنتجي زيت الزيتون في إيطاليا، والذي استعاد تجربته كضابط سابق وتعامله مع كلاب البوليسية، وحاول استغلال حاسة الشم القوية لديها وتوظيفها في الاكتشاف المبكر للبكتيريا.

يقول "دي نويا" في تقرير لموقع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي: "بدأنا في البحث عن تجارب مماثلة تعتمد على استخدام الكلاب في مجال النباتات، ووجدنا فريقاً من الخبراء في ولاية كاليفورنيا الأمريكية قد توصل لطريقة لاكتشاف البكتيريا الموجودة على ثمار الحمضيات عبر الرائحة".