روبوتات مستدامة.. عضلات اصطناعية لتنظيف المحيطات وبناء المزارع الشمسية


فيروز ياسر
الاثنين 03 يوليو 2023 | 03:57 مساءً

سلاح تكنولوجي جديد دخل عالم الاستدامة من أوسع أبوابه حتى باتت الروبوتات واحدة من أدوات البيئة لجمع النفايات الموجودة في أصعب المناطق، مع قدرة فائقة على تقليل الانبعاثات والقضاء على النفايات البلاستيكية، في خطوات سريعة للوصول إلى الأهداف العالمية المناخية.

علماء في معهد "ماكس بلانك" للأنظمة الذكية بمدينة شتوتجارت الألمانية، بالتعاون مع جامعتين في النمسا والولايات المتحدة، نجحوا جميعاً في بناء عضلات اصطناعية عالية الأداء وقابلة للتحلل البيولوجي، في خطوةٍ نحو التكنولوجيا الخضراء بمجال "الروبوتات الناعمة".

تتكون هذه الروبوتات من الجيلاتين والزيوت والبلاستيك الحيوي. وهذه التقنية تساعد في جمع النفايات، وعند التخلص من العضلات الاصطناعية توضع في صناديق مخصصة خاضعة للرقابة، وفي خلال 6 أشهر تتحلل بيولوجيّاً بالكامل؛ وذلك حسبما ذكر موقع (Science Daily).

إلين روملي المؤلفة المشاركة في الدراسة، قالت إن الأجزاء القابلة للتحلل تقدم حلّاً مستداماً في العمليات الطبية ومهام البحث والإنقاذ والتلاعب بالمواد الخطرة، بدلاً من التراكم في مكبات النفايات؛ فيمكن أن تصبح روبوتات المستقبل سماداً لنمو النبات.

سمكة قرش آلية

إذن هل شاهدت من قبل جهازاً آليّاً يسبح على سطح الماء ويبتلع البلاستيك؟ إنه موجود بالفعل على أرض الواقع في لندن؛ حيث أصبح طوق النجاة لتنظيف المياه وإزالة ما يُعادل أكثر من 22700 زجاجة بلاستيكية، وفقاً لما زعمه المطورون.

القارب الكهربائي الذي يعمل بالبطارية ويُطلق عليه اسمه (Waste Shark) يمكنه الحركة لمسافة خمسة كيلومترات، وجمع 500 كيلوجرام من البلاستيك والملوثات الموجودة بالماء، وبمجرد إعادة شحنه مجدداً وتوجيهه إلى الماء سيستكمل مهمته؛ وذلك حسب ما ذكره موقع (cbc.ca).

الروبوتات المستدامة مصنعة من الجيلاتين والزيوت والبلاستيك الحيوي وقادرة على جمع النفايات من سطح مياه البحار والمحيطات على امتداد خمسة كيلومترات ثم إعادة شحنه

جهاز مصمم لجمع القمامة والحطام من المياه والتأكد من إعادة تدوير البلاستيك، لكن تبقى الخاصية الخضراء الأكثر تميزاً أنه لا ينتج أي كربون أو تلوث ضوضائي خلال تنقُّله على سطح مياه البحار أو المحيطات.

قاع المحيط

تحتفظ المحيطات بـ66 مليون طن من النفايات البلاستيكية، والغالبية منها في قاع المحيط؛ لذلك فإن الباحثين عملوا على مشروع (Sea Clear) في عام 2022 الممول من الاتحاد الأوروبي وباستخدام الذكاء الاصطناعي لتنظيف قاع المحيط دون تعريض حياة البشر للخطر.

هدف المشروع تحديد القمامة البحرية وجمعها باستخدام الروبوتات المستقلة؛ حيث يتكون النظام من قارب وطائرة بدون طيار، واثنين من الروبوتات القادرة على العمل تحت الماء وتجميع القمامة.

مهمة القارب مسح قاع البحر باستخدام نوع من السونار للعثور على أي حطام كبير، ويعتبر بمنزلة السفينة الأم للنظام، وعندما تصبح المياه صافية، فإن الطائرة بدون طيار تبحث عن جيوب كبيرة من القمامة يتم التعرف عليها جوّاً، ثم يُستخدم روبوت للمراقبة حجمه صغير يحتوي على كاميرا وسونار لمسح قاع البحر مرة أخرى لإيجاد الفضلات الأصغر. أما الروبوت الثاني فيتولى مهمة جمع القمامة باستخدام قابض مجهز بجهاز شفط لالتقاط القمامة المدفونة.

مزارع الطاقة الشمسية

الروبوتات وسائل في غاية الأهمية للوصول إلى الطاقة النظيفة؛ ولهذا فإن شركة متخصصة في بناء الروبوتات بولاية كاليفورنيا الأمريكية قدَّمت واحداً من الروبوتات القادرة على بناء مزارع شمسية بطريقة أسرع وأكثر أماناً وفاعليةً من حيث التكلفة؛ إذ يجعل الطاقة الشمسية قابلة للتطبيق حتى في الأماكن النائية، وفقاً لموقع "فوربس".

كما أن هذه الروبوتات تسد فجوة نقص عمال البناء، وتأخيرات المشاريع بسبب الضغط الإضافي على العمال الحاليين الذي يعانون من الإرهاق أو إصابات موقع العمل في مزارع الطاقة الشمسية.

تحتفظ المحيطات بـ66 مليون طن من النفايات البلاستيكية غالبيتها تقبع في القاع ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى الاعتماد على روبوتات تعمل بالذكاء الاصطناعي لتنظيفها

وما بين هذا وذاك، أعلنت شركة "أرامكس" للخدمات اللوجستية أنها اختبرت بنجاح شحنات طائراتها بدون طيار والروبوتات على جانب الطريق في دبي، خلال شهر فبراير الماضي.

الطائرات بدون طيار تحتوي على أجهزة استشعار متعددة الاتجاهات للحصول على الطلبات وتوجيه الطائرات بدون طيار والتسليم بسلاسة.

كما توجد مركبات توصيل أرضية ذاتية القيادة من شركة Kiwibot المتخصصة في روبوتات التوصيل بكولومبيا. وتعمل هذه المركبات بمزيج من أجهزة الاستشعار العالية التقنية والكاميرات والرادارات والذكاء الاصطناعي للتنقل عبر المناطق المحيطة.

هدف الإمارات توصيل الطرود بدون بصمة كربونية مؤثرة على المناخ، وتحويل وسائل النقل إلى مركبات خالية من الانبعاثات؛ لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2030.