شهدت فعاليات المنتدى العربي للأرض والمناخ في دورته الرابعة مناقشات موسعة حول مستقبل الاقتصاد الأزرق في المنطقة العربية، بمشاركة جهات إقليمية ودولية وخبراء متخصصين في قضايا البيئة والمناخ والتنمية المستدامة.
وتنوعت محاور النقاش بين عدد من القضايا أبرزها، تمويل المرونة الساحلية وتقليل المخاطر عبر الحلول القائمة على الطبيعة، ومصايد الأسماك المستدامة وسبل العيش البحرية، ورأس المال غير المادي للاقتصاد الأزرق، إلى جانب تحديات وفرص الاقتصاد الأزرق وتمويله، والتعاون بين المنظمات الحكومية الدولية والمجتمع المدني لحوكمة البيئة البحرية، إضافة إلى ملف شعاب البحر الأحمر المرجانية والحفظ والمرونة والتمويل.
عنوانها "الأرض والبحر في تناغم: مسارات الاقتصاد الأزرق"
جاءت الدورة الرابعة تحمل عنوان "الأرض والبحر في تناغم: مسارات الاقتصاد الأزرق"، وشهدت جلسات متخصصة تناولت قضايا بيئية هامة، من بينها جلسة خُصصت لبحث «تحديات وفرص الاقتصاد الأزرق في المنطقة العربية».
وتناول المنتدى العربي للأرض والمناخ في دورته الرابعة محاور متكاملة تربط الأرض بالبحر عبر جهود تهدف إلى استعادة التوازن البيئي المفقود بين النظم البرية والبحرية، وتعزيز الاستثمار المستدام في الموارد البحرية ضمن مجالات الطاقة المتجددة، والزراعة المائية، والسياحة البيئية.
الحد من التلوث البلاستيكي
كما سلطت الضوء على حماية النظم الساحلية من خلال إعادة تأهيل الشعاب المرجانية وأشجار المانجروف، والحد من التلوث البلاستيكي الذي يهدد الحياة البحرية.
وتأتي الدورة الرابعة استكمالاً لمسار علمي ومؤسسي انطلق عام 2022 بالشراكة بين برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" والشبكة العربية للمنظمات الأهلية، تحت مظلة جامعة الدول العربية، بهدف تعزيز الحوار الإقليمي حول قضايا المناخ والتنمية المستدامة، وطرح حلول عملية تجمع بين الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني.

سمو الأمير عبدالعزيز بن طلال آل سعود: الاقتصاد الأزرق العربي فرصة للنمو
وقال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، خلال كلمته أثناء المنتدى أن الاقتصاد الأزرق العربي يعد فرصة فورية للنمو إذا أديرت الموارد بحكمة.
وأوضح سموه أن التحول نحو الاقتصاد الأزرق المستدام في المنطقة يشكل ضرورة لحماية مواردها البحرية، وضمان استمرار دورها في التجارة العالمية والطاقة.
وأكد سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز، أن المنتدى هو دعوة إلى العمل المشترك، لوضع رؤية عربية موحدة حول مستقبل الأرض والبحر والمناخ، وهي رؤية تستند إلى العلم وتستثمر في الشباب، وتبني جسور التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص.

وأضاف سموه أنه يثق بأن المداولات في النسخة الرابعة من المنتدى العربي للأرض والمناخ ستسهم في صياغة توصيات وسياسات تعزز مكانة العالم العربي كطرف فاعل في الجهود الدولية نحو تنمية مستدامة وشاملة تجمع بين الأخضر والأزرق، وبين الأرض والبحر، وبين الإنسان والطبيعة.
فيما أوضحت سعادة الأستاذة هدى البكر، المدير التنفيذي للشبكة العربية للمنظمات الأهلية ونائب الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية، أن انعقاد النسخة الرابعة "يشكل تتويجاً لمسار مؤسسي بدأ قبل أربع سنوات، ويوسع الربط بين الأرض والبحر ضمن إطار الاقتصاد الأزرق".

الانتقال من مرحلة التحذير إلى العمل العملي
مؤكدة على أن التحولات المناخية المتسارعة «تفرض الانتقال من مرحلة التحذير إلى العمل العملي»، لافتة إلى أن قضية المناخ أصبحت تمس الأمن الاقتصادي والغذائي والإنساني في آن واحد.
وأضافت أن المنتدى جمع هذا العام أكثر من 13 جهة إقليمية ودولية من أبرز شركاء منظومة الأمم المتحدة والمؤسسات المالية والتنموية، بهدف بلورة رؤية مشتركة تدعم مسارات الاقتصاد الأزرق وتفتح المجال للاستثمار في الموارد البحرية.

وقال سعادة الدكتور ناصر القحطاني، المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، أن هذه الفترة تشهد تحديات تواجه الإنسان للخروج من الفقر، مثل التغير المناخي والأمن الغذائي والبطالة، ويلعب المجتمع المدني دورًا كبيرًا في الوعي لحل ذلك، والدعم الحقيقي من خلال الخدمات غير المالية ودعم صغار المزارعين.