مدن تحت الماء.. وجهات سياحية مهددة بالاختفاء بحلول عام 2100


سارة شعبان
السبت 18 أكتوبر 2025 | 12:15 مساءً
مدن تحت الماء
مدن تحت الماء

مع تسارع وتيرة التغير المناخي وذوبان الجليد في القطبين، أعلن علماء عن توقعات صادمة تشير إلى أن منسوب مياه البحر سيرتفع بنسبة 25% إضافية عما قدرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) سابقاً، والتي تراوحت بين 0.43 و0.84 متر بحلول عام 2100.

هذا الارتفاع يعني ببساطة أن العديد من المدن الساحلية والجزر السياحية قد تغمرها المياه خلال العقود المقبلة، في واحدة من أكثر الأزمات البيئية تهديداً للحضارة الحديثة.

البندقية.. من مدينة الماء إلى المدينة المغمورة

لطالما كانت البندقية الإيطالية أيقونة للجمال والسحر المعماري، لكن مشهد القنوات الهادئة قد يتحول إلى كارثة غمرٍ شاملة.

يتوقع العلماء أن يرتفع مستوى سطح البحر في المدينة بمقدار 1.04 متر بحلول عام 2100، ما يعني أن الفيضانات الشديدة قد تضرب المدينة كل خمسة أشهر مع نهاية القرن.

وبهذا، قد يُعاد تعريف "المدينة العائمة" لتصبح "المدينة الغارقة"، وسط تحديات هائلة تهدد تراثها العالمي وسكانها على حد سواء.

جزر المالديف.. جنة سياحية تواجه الغرق

تُعد جزر المالديف من أشهر الوجهات السياحية في العالم، لكن موقعها المنخفض يجعلها من أكثر الدول عرضة للغرق.

تقدر الدراسات أن 77% من مساحة المالديف قد تُغمر بالمياه إذا ارتفع منسوب البحر بنحو متر واحد فقط، مما سيؤثر بشدة على سبل العيش والسياحة، التي تعد بمنزلة العمود الفقري لاقتصادها، وحتى الأكواخ الفاخرة التي ترتفع فوق المياه قد تغدو قريباً تحتها.

نيويورك.. مدينة الأحلام على حافة الغرق

تشير التوقعات إلى أن منسوب البحر في نيويورك قد يرتفع بنحو ستة أقدام (1.8 متر) بحلول عام 2100.

ومع وجود مئات الآلاف من السكان في مناطق منخفضة مثل بروكلين وكوينز، يواجه كثيرون خطر النزوح القسري.

مدينة الأنوار والأبراج قد تتحول في يومٍ ما إلى مشهدٍ من الماضي، إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة للحد من الانبعاثات والتكيف مع الخطر القادم.

هونغ كونغ.. المدينة التي تتحدى البحر

يزور هونغ كونغ نحو 56 مليون سائح سنوياً، لكن ارتفاع البحر المتوقع بين 0.6 و1.3 متر قد يجعل أجزاء كبيرة من المدينة مهددة بالغرق.

الخبراء يحذرون من تأثير كارثي على السكان والبنية التحتية، إذ قد تتأثر مناطقها المنخفضة بالفيضانات المتكررة، مما يعرض قطاعيها السياحي والمالي لخسائر فادحة.

جزر تختفي من الخريطة

الدول الجزرية الصغيرة مثل جزر مارشال، كيريباتي، فيجي، وتوفالو ، قد تواجه مصيراً أكثر قسوة، فبحسب الخبراء، قد تختفي بالكامل من الخريطة بحلول نهاية القرن، ما يهدد بتهجير ملايين السكان ويحوّلهم إلى ما يُعرف بـ"لاجئي المناخ".

تحذيرات عالمية

يشير العلماء إلى أن التهديد لا يقتصر على الجزر الصغيرة، بل يشمل أيضاً مدناً كبرى مثل ميامي، طوكيو، الإسكندرية، كيب تاون، لندن، وأمستردام.

وفي هذا الصدد، إذا استمر الاحتباس الحراري في مساره الحالي، قد تصبح الفيضانات حدثاً متكرراً، وتتحول المدن الساحلية إلى مناطق غير صالحة للسكن أو السياحة.