الجدار الأخضر العظيم: حلم أفريقيا في وجه الصحراء


أنس محمد
الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 | 02:33 مساءً
مشاريع أفريقيا الخضراء
مشاريع أفريقيا الخضراء

يعد الجدار الأخضر العظيم من المبادرات المستدامة التي أطلقتها أفريقيا، وبدأت منذ 18 عاماً، ولديها طموح كبير لتنمية 8000 كيلومتر مربع من عجائب العالم الطبيعية، على طول عرض أفريقيا بالكامل.

ووفقاً للموقع الخاص بمبادرة الجدار الأخضر العظيم، فأنه حتى الآن هناك نحو 15% من المشروع قيد التنفيذ، إذ بدأت المبادرة بالفعل في إعادة الحياة إلى المناظر الطبيعية المتدهورة في أفريقيا على نطاق غير مسبوق، مما يوفر الأمن الغذائي وفرص العمل وسبباً للبقاء للملايين الذين يعيشون على طول مسارها.

الجدار حلاً جذرياً لمواجهة تحديات المناخ

ويعد الجدار بمنزلة حلاًّ جذرياً للعديد من التهديدات الملحة، ليس فقط التي تواجه القارة الأفريقية، بل المجتمع العالمي بأسره، لا سيما تغير المناخ والجفاف والمجاعة والصراع والهجرة، وبمجرد اكتماله، سيصبح الجدار الأخضر العظيم أكبر هيكل حي على وجه الأرض، إذ يفوق حجمه ثلاثة أضعاف حجم الحاجز المرجاني العظيم.

بدأ الجدار الأخضر العظيم في ترسيخ جذوره في منطقة الساحل الأفريقي، على الحافة الجنوبية للصحراء الكبرى، التي تعد أحد أفقر الأماكن على كوكب الأرض، وتقع منطقة الساحل على خط المواجهة مع تغير المناخ، ويواجه ملايين السكان المحليين بالفعل آثاره المدمرة، مثل الجفاف المستمر، ونقص الغذاء، والصراعات على الموارد الطبيعية المتناقصة، ومع ذلك، فإن المجتمعات المحلية، من السنغال غرباً إلى جيبوتي شرقاً، تقاوم هذه الظاهرة.

ومنذ انطلاق المبادرة في عام 2007، بدأت الحياة تعود إلى الأرض، مما أدى إلى تحسين الأمن الغذائي وتوفير فرص العمل والاستقرار في حياة الناس.

الجدار الأخضر العظيم رمز عالمي للبشرية

ويعتبر الجدار الأخضر العظيم ليس مخصصاً لمنطقة الساحل فحسب، بل هو رمز عالمي للبشرية في مواجهة أكبر تهديد تواجهه بيئتنا المتدهورة، مما يوضح أنه إذا تمكنا من العمل مع الطبيعة، حتى في الأماكن الصعبة مثل منطقة الساحل، فإننا قادرون على التغلب على الشدائد وبناء عالم أفضل للأجيال القادمة.

ولا يقتصر دور الجدار الأخضر العظيم على زراعة الأشجار والنباتات فحسب، بل إنه يعمل على تغيير حياة الملايين من الناس في منطقة الساحل، ويساهم الجدار الأخضر العظيم مساهمة حيوية في أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وهي أجندة عالمية تهدف إلى تحقيق عالم أكثر عدالةً واستدامةً بحلول عام 2030.

أهداف مشروع الجدار الأخضر العظيم

ووفقا لموقع Business inider، فإن أهداف مشروع الجدار الأخضر العظيم الذي بدأ قبل 18 عاماً، والذي تقدر تكلفته بما بين 36 إلى 49 مليار دولار ، تتضمن أيضاً خلق 10 ملايين فرصة عمل واحتجاز 250 مليون طن من الكربون بحلول عام 2030.

وتحاول بلدان من السنغال إلى جيبوتي إعادة تأهيل المناخ الحيوي شبه الجاف في منطقة الساحل، وهو الشريط الممتد من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر.

12 دولة أفريقية تكافح التصحر

ويأتي هذا المشروع، في الوقت الذي تكافح فيه أكثر من اثنتي عشرة دولة أفريقية مشكلة التصحر، ويحاولون مواجهته من خلال مشروع طموح لزراعة الأشجار والنباتات الأخرى على مساحة 247 مليون فدان من الأراضي المتدهورة، وهي مساحة تبلغ نحو 2.3 ضعف مساحة ولاية كاليفورنيا الأمريكية.