التنمية الملوثة.. حين تتحول المصانع إلى قاتل بيئي صامت


سارة شعبان
الاحد 28 سبتمبر 2025 | 01:44 مساءً
تأثير تلوث المصانع على الهواء والماء
تأثير تلوث المصانع على الهواء والماء

 تتسلل ملوثات المصانع يومياً إلى الهواء والماء، ما يؤثر سلباً على حياة الإنسان والحيوان والنظم البيئية برمتها؛ لتلوث الموارد المائية والهواء، ففي الوقت الذي تسعى فيه بعض الدول إلى تقليل الانبعاثات، لا تزال آلاف المنشآت الصناعية حول العالم تُلقي بمخلفاتها في الطبيعة دون رقابة كافية.

ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية (WHO)، يتسبب تلوث الهواء الخارجي، الناجم بنسبة كبيرة عن الانبعاثات الصناعية، في وفاة نحو 4.2 مليون شخص سنوياً بسبب أمراض القلب والسكتات الدماغية وسرطان الرئة.

وتُعد الدول النامية الأكثر تضرراً، نظراً لضعف التشريعات البيئية أو عدم تطبيقها بصرامة.

الآثار السلبية لتلوث المياه

أما تلوث المياه، فقد وصل إلى مستويات مقلقة، حيث كشفت دراسة صادرة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) أن نحو 80% من مياه الصرف الصناعي تُصرف في البيئة دون معالجة، ما يتسبب في تلويث الأنهار والمحيطات، ويهدد الأمن الغذائي من خلال تدمير المواطن الطبيعية للأسماك والطيور.

لذلك حذرت وزارة البيئة المصرية من تزايد نسب المعادن الثقيلة والمواد الكيميائية في مياه نهر النيل نتيجة صرف المصانع، وتعمل الحكومة على فرض رقابة وتغليظ العقوبات، إلا أن التحديات لا تزال قائمة، خاصة في المناطق الصناعية القديمة.

التلوث الصناعي والمشاكل الصحية

وبالإضافة إلى ذلك، تأثير هذه السموم لا يتوقف عند حدود الطبيعة فحسب؛ فقد ربطت العديد من الدراسات بين التلوث الصناعي والإصابة بالأمراض التنفسية المزمنة، واضطرابات الإنجاب، وزيادة معدلات السرطان في مناطق قريبة من التجمعات الصناعية.

وأكد الخبراء أن الحل لا يقتصر على المعاقبة، بل يتطلب تحولاً شاملاً نحو اقتصاد أخضر، يشمل التشجيع على استخدام التكنولوجيا النظيفة، وتوعية المجتمعات المحلية بطرق المراقبة والمساءلة، كما أن التلوث الصناعي لا يُحدث ضجيجاً، لكنه يقتل بصمت.

وبناء على ذلك، ينبغي أن تكون على علم بأن هناك العديد من الكائنات الحية التي يمكن أن تختفي من الوجود بسبب هذا النوع من التلوث الذي يتسلل دون أن ندرك ذلك، وبالرغم من التحذيرات المستمرة بخطورة الأمر، وأهمية تسليط الضوء الدائم عليه، فإن هناك العديد من الشركات والمصانع يفكرون فقط في الجانب الربحي، ويتجاهلون الثمن البيئي الذي يدفعه الكوكب يومياً، كما أن هناك تكلفة خفية يكتشفها العلماء على فترات متباعدة.