وقعت أستراليا وتوفالو معاهدة مناخية اسمها "اتحاد فاليبيلي"، وهي أول اتفاقية ثنائية في العالم بشأن التنقل المناخي، والتي تقدم أكثر من 280 تأشيرة مناخية سنوية بشكل خاص، وهو ما يسمح لمواطني توفالو بالعيش والعمل والدراسة في أستراليا دون الحاجة إلى عرض عمل، فما قصة أول تأشيرة مناخية في التاريخ؟
توفالو هي دولة جزرية صغيرة في المحيط الهادئ، يبلغ عدد سكانها حوالي 11 ألف نسمة، تُعد رمزاً للضعف الشديد في مواجهة تغير المناخ، فمع متوسط ارتفاع أراضيها الذي يقل عن مترين فوق مستوى سطح البحر، والتوقعات التي تُشير إلى أنها قد تصبح غير صالحة للسكن بحلول منتصف القرن، تواجه توفالو تهديداً وجودياً، مما أدى إلى توقيع معاهدة مناخية مع أستراليا، بحسب موقع "Climate Fact Checks" المتخصص في أخبار المناخ، والموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأسترالية.
تغير المناخ وتهديد الأمن القومي
معاهدة أو اتحاد "فاليبيلي" بُني على 3 ركائز أساسية، وهي التعاون المناخي وتعزيز العلاقات الأمنية والتنقل البشري، وهو اعتراف واضح بتغير المناخ باعتباره أكبر تهديد للأمن القومي في توفالو، وتلتزم أستراليا بدعم التكيف وبناء القدرة على الصمود في المنطقة.
وبخلاف التأشيرات التقليدية للاجئين أو العمال، يُعزز الاتحاد التنقل من منظور العدالة المناخية بشكل واضح، كما يمكن لأي شخص يزيد عمره عن 18 عاماً، بما في ذلك كبار السن، التقديم بغض النظر عن وضعه الوظيفي، وإذا تم قبوله، فإنه يحصل على مزايا أسترالية مثل الرعاية الصحية والتعليم.
يانصيب التأشيرة.. إقبال تاريخي
في يونيو الماضي، تم إطلاق يانصيب التأشيرة، وسجل أكثر من 3 آلاف متقدم أساسي مع عائلاتهم، وهو ما يزيد عن ثلث سكان توفالو، وذلك في غضون أيام قليلة، وهو ما يتجاوز بكثير الحد الأقصى البالغ 280 تأشيرة.
ويشير ذلك إلى الضغوط العاطفية والعملية الهائلة التي يواجهها سكان توفالو، والإلحاح الذي ينظرون به إلى الهجرة باعتبارها شريان حياة.
ماذا فعل تغير المناخ في توفالو؟
ارتفع مستويات سطح البحر حول توفالو بنحو 15 سم على مدى السنوات الثلاثين الماضية، وهو ما يقرب من 1.5 مرة المتوسط العالمي، وفي ظل الاتجاهات الحالية، قد تغمر المياه نصف جزيرة فونافوتي ـ عاصمة توفالو ـ بشكل منتظم بحلول عام 2050، وقد تصبح أجزاء كبيرة من البلاد غير صالحة للسكن بحلول 80 عاماً من الآن.
وتعرضت جزيرتان مرجانيتان هناك للغرق تحت الأمواج، حتى أن "المد الملكي" - أعلى مد طبيعي يمكن أن يحدث خلال السنة - يتسبب في حدوث فيضانات متكررة بشكل متزايد في المناطق المنخفضة، وعلى الرغم من أن الشعاب المرجانية قادرة على إعادة البناء بشكل طبيعي من خلال ترسب الرواسب، فإن زيادة الأعاصير والعواصف تهدد هذا التوازن، حيث تؤدي إلى تآكل النباتات الواقية والتربة السطحية.
عيوب التأشيرة المناخية
وحاولت توفالو مكافحة تغير المناخ أكثر من مرة، ولا زالت مستمرة في جهودها، كما أن التأشيرة رغم فوائدها العديدة، إلا أنها ليست خالية من العيوب المحتملة،، وفيما يلي بعض منها:
- هجرة الكوادر: تؤدي هجرة العمال وخاصة الشباب إلى إضعاف اقتصاد توفالو، والذي يعتمد بشكل كبير على تراخيص الصيد والتحويلات المالية.
- التآكل الثقافي: فقدان الروابط العائلية والذاكرة الجماعية قد يكون عميقاً إذا انتقلت قطاعات كبيرة من المجتمع.
خطوة بارزة لتحقيق العدالة المناخية
وتعد تأشيرة توفالو المناخية خطوة بارزة في تحقيق العدالة المناخية، فهي توفر شريان حياة للمُهاجرين بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار، وتشير في الوقت نفسه إلى اعتراف عالمي بالنزوح الناجم عن تغير المناخ.