طحالب المحيطات المُزهرة.. حارس الأرض الذي يساهم في حماية المناخ


محمد محسن
الثلاثاء 26 اغسطس 2025 | 05:49 مساءً
الطحالب المزهرة
الطحالب المزهرة

تلعب طحالب المحيطات دوراً هاماً في تبريد مناخ الأرض، في وقت تعاني المحيطات من ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة والاحتباس الحراري، حيث كشفت أبحاث جديدة أن طحالب البلاجوفيسيا المُزهرة "Pelagophyceae"، تنتج مركب يساعد الكائنات البحرية على مواجهة الضغوط البيئية، ويؤثر على مناخ الأرض بشكل مباشر.

تعد هذه الطحالب منتجاً رئيسياً لمركب ثنائي ميثيل سلفونيل بروبيونات "DMSP"، وهو مركب حيوي يساعد الكائنات البحرية، ويعمل على تبريد المناخ.

هذه الدراسة أجرتها جامعة إيست أنجليا "UEA" بالتعاون مع جامعة المحيطات الصينية "OUC" ونشرتها مجلة "Science Daily" العلمية.

قال البروفيسور جوناثان تود، الباحث المشارك في الدراسة، أن طحالب البلاجوفيسيا من أكثر الطحالب وفرة على وجه الأرض، كما تعد مصدر هام لمادة "DMSP"، وهو مركب مضاد للإجهاد، كما أنه يعد غذاء للكائنات الدقيقة ومصدر للغازات التي تساهم في تبريد المناخ، لكن كيف اكتُشف الأمر وكيف تساهم في تبريد الأرض؟

يضيف د.جينيان وانج المؤلف الأول، أن فهم دور هذه الطحالب في إنتاج تلك المادة، يعني أننا بحاجة لإعادة النظر في كمية هذا المركب وكيفية تأثيره على مناخنا.

كيف يساهم DMSP في تبريد الأرض؟

تنتج طحالب المحيطات كل عام مليارات الأطنان من "DMSP"، الذي يتحول لاحقاً إلى ثنائي ميثيل كبريتيد "DMS"، المسؤول عن الرائحة المميزة للشواطئ، ويساهم في توجيه الحياة البحرية نحو مصادر الغذاء، وصد الحيوانات المفترسة.

وعند إطلاقه في الغلاف الجوي، تتحول نواتج أكسدة ثنائي ميثيل كبريتيد إلى سحب تعكس ضوء الشمس بعيدًا عن الأرض، ما يساهم في تعديل درجة حرارة الكوكب، وتُبرز الدراسة الدور الحاسم للكائنات الدقيقة البحرية في تنظيم المناخ العالمي.

كيف اكتشفت طحالب "البلاجوفيسيا"؟

حدد الباحثون إنزيمات جديدة مسؤولة عن إنتاج المادة في الطحالب والبكتيريا، مما ساعد على اكتشاف طحالب البلاجوفيسيا كمصدر رئيسي لهذا المركب، وأكد البروفيسور شياو هوا تشانغ من جامعة أوكلاهوما: "فهم الإنزيمات المشاركة يسمح لنا بالتنبؤ بسلوك الطحالب وتأثيرها على تغير المناخ، ويثير تساؤلات حول مسارات إنتاج DMSP غير المعروفة حالياً".

الطحالب وامتصاص ثاني أكسيد الكربون

من جانبه، تؤثر الطحالب البحرية بشكل غير مباشر على دورة الكربون، حيث تمتص ثاني أكسيد الكربون خلال عملية التمثيل الضوئي، كما أن الكميات الكبيرة من الكربون المحجوز في الطحالب تنتقل إلى أعماق المحيط عند موتها، ما يساعد على خفض تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو ويخفف الاحتباس الحراري.

ويشدد الباحثون على ضرورة مواصلة دراسة طحالب البلاجوفيسيا في بيئاتها الطبيعية، وتحسين قياسات إنتاج هذه المادة ومعدلات تحللها، لفهم أفضل لدوره البيئي والمناخي.

تم التوصل إلى هذه الدراسة الهامة بعد تعاون دولي شمل جامعات أيضاً من الصين، وبريطانيا، والبرتغال، وهو مؤشر على أهمية البحث المشترك في علوم البحار والمناخ.