يعد التجمع العائلي من العادات الأصيلة في كل البلاد العربية، وخاصة في أيام الأجازة والأعياد ومنها عيد الأضحى، ولكن كل ما يتم ممارسته خلالها، يدفع الكوكب ثمنه غالياً؛ إذ تٌفاقم السلوكيات البشرية مشكلة تغير المناخ.
لا يعي أحد خطورة الأمر، بل تواصل العائلات تجمعاتها دون وقف هدر مزيد من الطعام والشراب، بجانب استهلاك الأطباق والأكواب البلاستيكية، التي تعد المُهدِد الأول للحياة على سطح الأرض.
تبلغ البصمة الكربونية للفرد 11 طنًا من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وذلك بالرغم من أن الهدف المرجو من أجل حياة أكثر استدامة للفرد الواحد هي 2 طن من ثاني أكسد الكربون سنوياً؛ ما يساعد في السيطرة على تغير المناخ، وذلك وفقًا لـ "TimeForChange.org".
تأثير العائلة على تغير المناخ
وفقًا لوكالة حماية البيئة الأمريكية، ينتج متوسط الأسرة المكونة من 4 أفراد 83000 رطل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري سنوياً، أي 20.750 رطلاً للفرد؛ ويرجع ذلك إلى الأنشطة البشرية، التي تتمثل في الإفراط بالطعام وممارسة سلوكيات خاطئة.
يُهدر أكثر من ثلث الأغذية المنتجة (حوالي 2.5 مليار طن) سنويًا؛ ما يزيد من عبء النفايات، إذ تُعد مخلفات الطعام مصدرًا كبيرًا لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، التي يكون بعضها غير قابل للتدوير.
وأكد الباحثون أن السعرات الحرارية المفقودة من فضلات الطعام، تمثل 24٪ من إجمالي السعرات الحرارية المتوفرة في الغذاء، وبالتالي لا تستفيد فئة كبيرة من البشر بالعناصر الغذائية الهامة لأجسامهم، نقلًا عن "Greenly".
يمكن أن تؤدي التسريبات المنزلية إلى إهدار ما يقرب من 900 مليار جالون من المياه سنوياً
هدر المياه في عيد الأضحى
ولا تتوقف الآثار السلبية للتجمعات العائلية على مخلفات الطعام فقط، ولكن يوجد في موارد أخرى مثل هدر الماء؛ إذ يمكن للأسرة المتوسطة أن تهدر 180 جالوناً في الأسبوع، أي 9400 جالوناً من المياه سنوياً، وهذا يعادل كمية المياه اللازمة لغسل أكثر من 300 حمولة من الغسيل، وفقًا لـ"EPA".
ويمكن أن تؤدي التسريبات المنزلية إلى إهدار ما يقرب من 900 مليار جالون سنوياً، وخاصة إذا سافرت العائلة لفترة من الوقت، دون أن تعي لعطل في المنزل، وهذا يعادل استهلاك المياه لما يقرب من 11 مليون منزل سنوياً.
تحتاج العائلة دائماً إلى العديد من الأطباق والأكواب عند زيادة عدد الأفراد؛ ما يسبب الحاجة إلى معدلات مرتفعة من الماء لتنظيفها، وإذا تُرك الصنبور يعمل لمدة خمس دقائق أثناء غسل الأطباق، يُهدر 10 جالونات من الماء، ويستهلك طاقة كافية؛ لتشغيل مصباح كهربائي بقدرة 60 وات لمدة 18 ساعة، ويمكن حل هذه المشكلة بتشغيل غسالة الأطباق، عندما تكون ممتلئة بالأطباق مرة واحدة أسبوعياً؛ ما يوفر 320 جالوناً من المياه للعائلة المتوسطة سنوياً.
وعند تنظيف الأسنان في الصباح، ينبغي على أفراد الأسرة إغلاق الصنبور جيداً؛ لتوفير 8 جالونات من الماء يومياً، وأثناء الحلاقة يمكن توفير 10 جالونات من الماء لكل حلاقة؛ ما يساعد في توفير الماء، ويساهم أيضاً في حل مشاكل تغير المناخ.
تقليل تناول اللحوم والأطعمة السريعة هو أحد الحلول الخضراء من أجل تجمع عائلي مستدام، إذ يساهم إنتاج اللحوم في إزالة الغابات وانبعاث غازات الدفيئة
تقليل البصمة الكربونية لعائلتك
تغيير السلوكيات البشرية، يساهم في حل مشكلة تغير المناخ، والتقليل من الانبعاثات الضارة، من خلال استبدال زجاجات المياه والأطباق والأكواب البلاستيكية، بتلك المصنوعة من البلاستيك المعاد تدويره أو القابلة للتحلل، وعند شراء الطعام من الخارج، يفضل وضعه في أكياس من القماش بدلاً من الأكياس البلاستيكية.
التفكير في الطعام أثناء تجمع العائلة، هي أحد الأمور المعتادة التي تخطر على عقولنا جميعاً، لذا يفضل اختيار أطعمة مستدامة مثل الخضراوات والفواكه الطبيعية، كما أن البقوليات صديقة للبيئة ومصدر غني بالبروتين الصحي، وتحسن من صحة التربة، والمشروم أيضًا من الأطعمة المستدامة؛ إذ يستهلك القليل من الماء، أقل من 2 جالون لكل رطل، ومنخفض البصمة الكربونية.
تقليل تناول اللحوم والأطعمة السريعة هو أحد الحلول الخضراء من أجل تجمع عائلي مستدام، إذ يساهم إنتاج اللحوم في إزالة الغابات وانبعاث غازات الدفيئة، كما أن الأطعمة السريعة من الخيارات السيئة، نظرًا لعدم إمكانية تدويرها من جانب، وتأثيرها السلبي على الصحة من جانب آخر.
وبالرغم من أن الشكولاتة محببة في مثل هذه التجمعات، إلا أن إنتاجها يضغط على النظام البيئي، إذ يتطلب زراعة الكاكاو معدلات مرتفعة من الماء، تصل إلى 2400 لتر من الماء؛ لصنع 100 جرام من الشوكولاتة.
الاهتمام بزراعة نباتات في المنزل، يقلل من انبعاثات ثاني أكسد الكربون، ويحسن من جودة الهواء، وإذا كان المنزل ملحق بفناء واسع، فزراعة الأشجار من الأفكار الخضراء، إذ تمتص الشجرة الواحدة، ما يصل إلى 48 رطلاً من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، نقلًا عن "Amerisleep".
استخدام المراوح الكهربائية يوفر الطاقة في فصل الصيف مقارنةً بالمكيف، الذي يهدر الطاقة والمال، حيث أكد الباحثون أن تكييف الهواء يطلق 1950 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون المنبعثة سنوياً، أي 3.94٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، نقلًا عن "NREL".
الاعتماد على مصابيح LED، يوفر الطاقة فهي تستهلك طاقة أقل بـ 75% مقارنة بالمصابيح التقليدية، وتدوم 25 مرة أكثر من الأنواع الأخرى، لذا تعد خيار مثالي عند تجمع العائلة لوقت متأخر.
التقليل من مشاهدة التليفزيون، واغتنام الفرصة للتواصل مع أفراد العائلة، لتوطيد العلاقات والتخفيف من ضغوط الحياة، والعودة إلى ممارسة الألعاب التقليدية مثل الطاولة، ومن الجانب البيئي، تصل البصمة الكربونية للتلفزيون الأرضي إلى 0.088 كجم من مكافئ ثاني أكسيد الكربون / ساعة مشاهدة، لذ الابتعاد عن التليفزيون قليلًا، يحمي الكوكب من الانبعاثات.