النفايات البلاستيكية العابرة للقارات.. أوروبا في قفص الاتهام!


فيروز ياسر
الثلاثاء 16 مايو 2023 | 04:02 مساءً
تُنتج دول العالم كميات قياسية من النفايات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد  - مشاع إبداعي
تُنتج دول العالم كميات قياسية من النفايات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد - مشاع إبداعي

عبوة مياه فارغة تقذفها أمواج المحيط لآلاف الأميال لتستقر في بقعة غير مأهولة بالبشر، تبدو لك أنها اختفت وذهبت دون رجعة، لكن الحقيقة أنها سكنت في جُرح الكوكب؛ حيث تجمعت أغلب النفايات البلاستيكية في مكان واحد بالقطب الشمالي.

تُنتج دول العالم كميات قياسية من النفايات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد المصنوعة من مركب "البوليمر" المعتمد على الوقود الأحفوري. ورغم الجهود العالمية للحد من التلوث البلاستيكي وخفض الانبعاثات الضارة، فإن العالم أنتج 139 مليون طن متري من النفايات البلاستيكية في عام 2021، بزيادة قدرها 6 ملايين طن متري عن عام 2019؛ وذلك وفقاً لمؤسسة "ميندروو".

أوروبا مساهم رئيسي في أزمة التلوث البلاستيكي

رغم تعهد الدول الأوروبية بإعادة تدوير البلاستيك وحل هذه المشكلة العالمية، فإنها مساهم كبير في تكوين جبال النفايات البلاستيكية، وتعتبر ألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وأيرلندا من أكبر منتجي النفايات البلاستيكية في العالم؛ وذلك حسبما ذكر موقع "Statista".

ما كمية النفايات البلاستيكية المنتَجة في أوروبا؟

وصلت النفايات البلاستيكية الأوروبية إلى نحو 53 مليون طن متري في عام 2019، ومع استمرار استخدام البلاستيك سيتضاعف الرقم خلال العقدين المقبلين؛ حيث هناك توقعات بزيادة إنتاج النفايات بالمنطقة إلى أكثر من 100 مليون طن متري بحلول عام 2060.

الأسر الأمريكية أنتجت ما يقدر بنحو 51 مليون طن من النفايات البلاستيكية في عام 2021، ولم يتم إعادة تدوير سوى 2.4 مليون طن منها فقط، وفقاً لمنظمة "السلام الأخضر".

بالأرقام.. إنتاج الدول الأوروبية للبلاستيك

يتزايد الطلب على العبوات البلاستيكية الصلبة في المواد الغذائية بألمانيا؛ ولهذا بلغ حجم سوق التعبئة والتغليف في ألمانيا 136.3 مليار وحدة في عام 2021، مع توقعات زيادة الطلب حتى 2026؛ وذلك حسبما ذكر موقع "GlobalData".

الأسر الأمريكية أنتجت ما يقدر بنحو 51 مليون طن من النفايات البلاستيكية في عام 2021، ولم يتم إعادة تدوير سوى 2.4 مليون طن منها فقط، وفقاً لمنظمة "السلام الأخضر".

المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، مثل القصاصات المتناثرة، لا يسهل جمعها، ومن ثم تزداد الأزمة سوءاً، كما يخطط قطاع الصناعة لمضاعفة إنتاج البلاستيك 3 مرات بحلول 2050. إذن كيف سيكون الوضع في الولايات المتحدة الأمريكية؟

أنتجت إيطاليا 3.7 مليون طن من البلاستيك في عام 2020؛ 95% منها عبارة عن نفايات تغليف، كما تم إعادة تدوير 620 ألف طن فقط في العام نفسه. وبناءً على ذلك، فإن هذا البلد شهد زيادة في ارتفاع البلاستيك من 4.4٪ في عام 2019 إلى 8.6٪ في عام 2020؛ وذلك وفقاً لما ذكره موقع "Ecostar.eu".

نفايات التغليف البلاستيكي في أيرلندا وصلت إلى 1.12 مليون طن في عام 2020، ووقتها كان يعتبر العام الرابع على التوالي في تجاوز إنتاج النفايات مليونَ طن؛ وذلك وفقاً لما قالته "حماية البيئة الأمريكية".

كشفت نتائج المسح عن أن ثلث الحطام البلاستيكي لا يزال يحمل بصمات للكشف عن مَنشَئه، واتضح أن معظم الحُطام من ألمانيا التي ساهمت في تلويث النظام البيئي بالقطب الشمالي، كما أن النرويج وروسيا من البلدان المتورطة في الحطام أيضاً.

النفايات البلاستيكية تَعبُر إلى القطب الشمالي

الوكالة الأوروبية للبيئة تقول إن الجُزَيئات الدقيقة من البلاستيك، تتراكم في البحار الأوروبية ويصل حجمها إلى 3382 طنّاً من النفايات سنويّاً.

هل سمعت من قبل عن وصول الحطام البلاستيكي إلى القطب الشمالي؟.. قام معهد "ألفريد ويجنر" بمسح خلال 5 سنوات لجمع الحطام البلاستيكي الذي جرفته الأمواج إلى شواطئ "سفالبارد" بالمحيط المتجمد الشمالي.

كشفت نتائج المسح عن أن ثلث الحطام البلاستيكي لا يزال يحمل بصمات للكشف عن مَنشَئه، واتضح أن معظم الحُطام من ألمانيا التي ساهمت في تلويث النظام البيئي بالقطب الشمالي، كما أن النرويج وروسيا من البلدان المتورطة في الحطام أيضاً.

المثير للدهشة للباحثين أنه يوجد حُطام يعود إلى دول بعيدة عن القطب الشمالي، مثل الصين والبرازيل والولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث يجد الحطام طريقه إلى المحيط المتجمد الشمالي من خلال الأنهار المختلفة والممرات المائية؛ وذلك وفقاً لما ذكره موقع "ScienceDaily".

يواجه القطب الشمالي في الأساس تحديات خاصة بالنظام البيئي؛ نتيجة التغيرات المناخية التي أدت بدورها إلى ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الجليد. ويُعتبَر الحطام البلاستيكي الآن تحدياً آخَر يجب مواجهتُه، ووضع حدٍّ لإنتاج البلاستيك بالدول الصناعية المتقدمة.