قبل ما يقرب من عشر سنوات، غير اتفاق باريس سياسات تغير المناخ، وهو اتفاق دولي تاريخي تم إطلاقه سنة 2015 بين كل دول العالم (196 دولة)، ويهدف هذا الاتفاق إلى مواجهة أزمة تغير المناخ وإنقاذ كوكب الأرض، ونجح في تقديم إطاراً أكثر مرونة قائماً على الخطط الوطنية والالتزامات الطوعية والأهداف المشتركة، وأتاح هذا النهج المجال للمدن والمناطق والشركات والمستثمرين والمجتمع المدني، للمساهمة بشكل مباشر في مكافحة تغير المناخ.
إطلاق برنامج العمل الجديد
ومنذ عدة أيام، أطلقت الأمم المتحدة برنامج العمل الجديد 2025، والذي يقوده أبطال المناخ رفيعو المستوى و شراكة مراكش، ويركز على مواءمة العمل المناخي الجاري حالياً عبر الأنظمة التي نعتمد عليها جميعاً.
ويرتكز برنامج العمل الجديد 2025 في جوهره على مبدأ برازيلي يسمى "موتيراو"، وهو تقليد من الجهد الجماعي يدعو الجميع إلى العمل الجاد وتجميع مواردهم والعمل معاً لإحداث التغيير، ويعد البرنامج بمثابة نقطة انطلاق لعملية تشاورية أوسع نطاقاً مع أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والجهات الفاعلة، وفقاً لما ذكره موقع UNFCCC.
المحاور التي يرتكز عليها مؤتمر الثلاثين في البرازيل
ويتضمن جدول أعمال مؤتمر الأطراف الثلاثين في ستة "محاور" أساسية، وهي تحول الطاقة والصناعة والنقل؛ رعاية الغابات والمحيطات والتنوع البيولوجي؛ تحويل الزراعة وأنظمة الغذاء؛ بناء مرونة المدن والبنية التحتية والمياه؛ وتعزيز التنمية البشرية والاجتماعية، وهناك أيضاً تركيز شامل على عوامل التمكين مثل التمويل والتكنولوجيا وبناء القدرات، وبالإضافة إلى ذلك، تتراوح الأهداف من مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة 3 مرات، ووقف إزالة الغابات إلى تحقيق الوصول الشامل إلى الطهي النظيف وضمان أنظمة مياه آمنة ومستدامة وعادلة.
ارتباط برنامج العمل باتفاقية الأمم المتحدة
ويرتبط هذا الجهد ارتباطاً وثيقاً بعمليات التخطيط الوطنية في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس، من خلال مواءمة المبادرات التطوعية مع المساهمات الوطنية المحددة (NDCs) وخطط التكيف الوطنية (NAPs) الرسمية، ويهدف برنامج العمل إلى ربط الطموح العالمي بالتنفيذ المحلي، مما يضمن أن يكون العمل المناخي ليس أكثر جرأة فحسب، بل أفضل تنسيقاً عبر مستويات الحكومة ومجالات المجتمع.
تصميم برنامج العمل لمساعدة الجهات الفعالة
وصمم برنامج العمل لدعم التنفيذ من خلال تعزيز النهج، ومساعدة الجهات الفعالة في جميع أنحاء النظام البيئي للمناخ على فهم كيفية ارتباط عملهم عبر الأنظمة التي تحرك الحياة اليومية، كما يدعم كل هدف مجموعات التنشيط، المكونة من المبادرات العاملة بالفعل في هذا المجال.
ويتم تشجيع المجموعات والمبادرات التي تساهم حالياً في الأهداف المشتركة، على التسجيل من خلال بوابة العمل المناخي العالمي التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، واستكشاف فرص المشاركة في مجموعات التنشيط ذات الصلة، وسيتم مشاركة التقدم المحرز على مدار العام ومراجعته في مؤتمر الأطراف الثلاثين في مدينة بيليم في البرازيل، كجزء من جهد أوسع لصياغة نهج أكثر تماسكاً واستدامةً للعمل المناخي.