اكتشف باحثون في جزيرة أسترالية نائية تشتهر بجمالها الطبيعي أمراً وُصف بـ"المروع"، حيث ابتلعت الطيور البحرية كمية هائلة من البلاستيك، لدرجة أن الطيور أصبحت تصدر صوت "طقطقة" عند لمسها.
الاكتشاف المروع في معدة الطيور، بما في ذلك الكتاكيت التي يقل عمرها عن 3 أشهر، يشكل تحذيراً واضحاً لصحة الأنواع الأخرى في البيئة البحرية، وفقاً لتصريحات عالم البيئة أليكس بوند، كبير أمناء متحف التاريخ الطبيعي في بريطانيا، والتي نقلتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
ما هي الجزيرة الأسترالية النائية؟
الجزيرة الأسترالية النائية هي "لورد هاو"، وتبعد حوالي 360 ميلاً عن الساحل الشرقي لأستراليا، وهي موطن لـ445 نسمة فقط، ومُدرجة على قائمة التراث العالمي للأمم المتحدة بفضل طبيعتها البركانية وتنوع الطيور فيها، وسافر عالم البيئة بصحبة فريق من الباحثين إليها لدراسة تأثير التلوث البلاستيكي على محيطات العالم.
778 قطعة بلاستيكية في معدة طائر نافق
يقول عالم البيئة أليكس بوند، إن الرحلة الأخيرة للجزيرة أسفرت عن اكتشاف طائر نافق يحمل 778 قطعة بلاستيكية تجمعت في معدته مثل الطوب، ليحطم الرقم القياسي المروع المسجل العام الماضي، والذي عُثر فيه على طائر يحمل حوالي 400 قطعة في معدته.
اطعام صغار الطيور قطع البلاستيك
يعتقد الباحثون أن الطيور البحرية كانت تصطاد قطعاً بلاستيكية من المحيط وتُطعمها لصغارها، ويقول "بوند"، إن القطع الموجودة في معدة الطيور ليست جزيئات بلاستيكية دقيقة، بل مواد بحجم أغطية الزجاجات، وأدوات المائدة، ومشابك الغسيل.. وغيرها من المواد متوسطة الحجم.
وأجرى فريق البحث تمشيطاً للشاطئ بحثاً عن الطيور النافقة وتشريحها لمعرفة محتويات معدتها، كما غسلوا معدة الطيور الحية بالماء في عملية أكدوا أنها غير ضارة، وقال الباحثون إن بعض الطيور تحتوي معدتها على ما يصل إلى 60 جراماً من البلاستيك، أي ما يصل إلى 20% من كتلة أجسامها.
ويُصدر البلاستيك صوتاً مُزعجاً يُصيب الأمعاء ويُمكن سماعه بالضغط أسفل عظمة الصدر مباشرةً -يشبه صوت سرة البطن عند الإنسان-، وقال "بوند": "في الطيور الأكثر تضرراً، يُمكن سماع هذا الصوت وهي لا تزال على قيد الحياة".
170 تريليون قطعة بلاستيك في محيطات العالم
وتمتلئ محيطات العالم بأكثر من 170 تريليون قطعة من البلاستيك، وفقاً لدراسة رئيسية أُجريت عام 2023، مما أدى إلى إنشاء ما أطلق عليه ضباب بلاستيكي، يتضاعف كل 6 سنوات تقريباً.
وقال أحد الباحثين إنه افترض في البداية أن البلاستيك سيؤثر على الطيور في المعدة والكبد والكلى فقط، لكن نتائج الفريق تُظهر أن له تأثيراً على جميع أجهزة الجسم تقريباً.
تدهور دماغ الطيور بسبب البلاستيك
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الدماغ ظهر ضعيفاً بشكل خاص، كما لاحظ الباحثون علامات تدهور عصبي -شبيهة بالخرف- لدى الطيور التي يقل عمرها عن 100 يوم.
وأظهر بحث الفريق أن جراماً أو جرامين من البلاستيك يكفيان لإحداث عواقب وخيمة على الطيور، مما يثير تساؤلات حول مدى تعرض الأنواع الأخرى للبلاستيك.