أزمة المناخ تهدد الموز.. الفاكهة الأكثر شعبية في العالم قد تختفي


محمد محسن
الاحد 18 مايو 2025 | 08:04 مساءً
التغيرات المناخية تؤثر على زراعة الموز
التغيرات المناخية تؤثر على زراعة الموز

تُواصل تداعيات التغير المناخي والظواهر الجوية المتطرفة التأثير على مختلف جوانب حياتنا، حيث كشفت دراسة حديثة عن تهديد خطير يطال الموز، الفاكهة الأكثر استهلاكاً وشعبية عالمياً، متوقعةً أن تجعل التغيرات المناخية أكثر من ثلثي مناطق زراعة الموز في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي غير صالحة للإنتاج بحلول عام 2080، حسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.

 

تأثيرات مدمرة على الدول المنتجة

تواجه الدول الرائدة في إنتاج الموز مثل كوستاريكا وكولومبيا وجواتيمالا تحديات جسيمة، تتمثل في: ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، وتزايد الظواهر الجوية المتطرفة، وانتشار الآفات المرتبطة بالتغير المناخي، ما يؤدي إلى تراجع كبير في الإنتاجية، وتدهور المحاصيل، وتدمير سبل عيش المجتمعات الريفية المعتمدة على هذه الزراعة.

أهمية الموز العالمية

حذرت الدراسة التي نشرتها منظمة "كريستيان إيد"، تحت عنوان: "الموز: كيف يهدد تغير المناخ الفاكهة المفضلة في العالم"، من تهديد تغير المناخ لإنتاج الموز عالمياً، وهو مصدر غذائي حيوي لمئات الملايين.

ويحتل الموز مكانة استثنائية باعتباره أكثر الفواكه استهلاكاً عالمياً، ورابع أهم محصول غذائي بعد القمح والأرز والذرة، حيث يُوجه 80% من إنتاجه للاستهلاك المحلي، ويعتمد عليه 400 مليون شخص لتوفير 15-27% من احتياجاتهم اليومية من السعرات الحرارية.

شهادات من الميدان

عبّر مزارعون متضررون عن مخاوفهم، قائلين: "لقد دمر التغير المناخي محاصيلنا، لم نعد نملك دخلاً لأننا لا نستطيع بيع منتجاتنا، مزارعنا تموت أمام أعيننا، وما نشهده هو عملية انقراض بطيئة".

متطلبات زراعة الموز

يحتاج الموز لظروف نمو دقيقة، تشمل: درجات حرارة بين 15-35 درجة مئوية، وكميات كافية من المياه، إضافةً إلى الحماية من العواصف التي تمزق الأوراق وتعيق عملية التمثيل الضوئي

تهديدات الأمراض الفطرية

كشفت الدراسة أن أزمة المناخ تلحق أضراراً مباشرة بظروف نمو الموز، كما تساهم في تفشي الأمراض الفطرية المدمرة للمحاصيل وسبل العيش، ويُعد فطر الأوراق السوداء أحد أخطر هذه التهديدات، حيث يمكنه تقليص قدرة نباتات الموز على التمثيل الضوئي بنسبة تصل إلى 80%.

ويجد هذا الفطر بيئة مثالية للتكاثر في الظروف الرطبة، ما يجعل محصول الموز أكثر عرضة للمخاطر الناجمة عن التغيرات في أنماط هطول الأمطار وزيادة حالات الفيضانات.

ويؤدي أيضاً ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط التساقطات المطرية إلى تفاقم خطر فطر آخر لا يقل خطورة، وهو الفيوزاريوم الاستوائي من النوع 4، هذا الميكروب الذي ينتقل عبر التربة يستطيع تدمير مزارع موز الكافنديش بالكامل في مختلف أنحاء العالم، ما يشكل تهديداً وجودياً لهذا الصنف التجاري الرئيسي.

نداء عاجل لحل الأزمة

تدعو المنظمة المشرفة على الدراسة، والمزارعون المتضررون، الدول الغنية -التي تُعد المساهم الأكبر في التلوث وأزمة المناخ- إلى التحول العاجل عن الاعتماد على الوقود الأحفوري، والوفاء الكامل بالتزاماتها المالية لدعم المجتمعات المتأثرة، وتخصيص الموارد اللازمة لمساعدة هذه المجتمعات على التكيف مع تداعيات التغير المناخي.