مع حلول عيد الفطر المبارك، وتزايد القلق بشأن تغير المناخ، يتجه الكثيرون إلى البحث عن أماكن لقضاء العيد بطرق أكثر استدامة وصداقة للبيئة، فالبعض يذهب إلى المتنزهات، ويفضل آخرون الملاهي، التي تُعد من السمات الرئيسية لخروجات العيد، ولكن هل تعلم أنها يمكن أن تؤثر سلباً على البيئة؟
في السطور التالية يستعرض "جرين بالعربي" التأثير البيئي للملاهي، وآليات الاستدامة التي أصبحت تطبقها عدداً من مدن الملاهي حول العالم، حيث تعتمد على الطاقة النظيفة، وتعزز السياحة البيئية، وفقاً لموقع "Ecotourism World".
ما هي الآثار البيئية السلبية للملاهي؟
تساهم مدن الملاهي بشكل غير مباشر في تلوث الهواء، ويرجع ذلك إلى الكميات الهائلة من الطاقة المطلوبة لضمان تشغيل مدن الملاهي، كما يُستخدم الوقود الأحفوري في تشغيل الألعاب والمرافق، وتبريد المباني، وتشغيل إنارة الشوارع الموجودة على طول مدن الملاهي.
ونظراً لأن مدن الملاهي تتطلب مساحات شاسعة من الأراضي، فإنها تتواجد بعيداً عن المدينة، وبما أن السياح يضطرون للسفر إلى هذه المدن، فتزداد معدلات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عند استخدام البنزين الزائد، حيث يضطر السياح إلى استخدام وسائل النقل للوصول إلى هذه المدن.
وبالإضافة إلى ذلك، تتسبب الملاهي في ارتفاع معدلات النفايات، حيث تجذب المتنزهات الترفيهية حشوداً من الزوار الذين يمكثون فيها لفترات طويلة، وخاصةً تلك التي تضم أكشاكاً لبيع الأطعمة؛ مما يُمثل بيئة مثالية لإنتاج كميات كبيرة من النفايات، ويتسبب ذلك أيضاً في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري بسبب انبعاث غاز الميثان.
هل يمكن أن تصبح مدن الملاهي أماكن ترفيهية صديقة للبيئة؟
أصبح العالم يبحث عن الطرق الفعالة التي تساهم في تقليل التلوث البيئي، والتحكم في التغير المناخي، وبناءً على ذلك، اتجهت العديد من الدول إلى تطبيق آليات الاستدامة في الملاهي، بما في ذلك العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، التي تبنت استخدام الوقود الحيوي، وتفعيل برنامجاً مبتكراً لإعادة التدوير قائماً على الودائع، ما يوفر حوالي 1.2 مليون كوب بلاستيكي من النفايات سنوياً في إحدى الملاهي.
وبالإضافة إلى ذلك، تم اتخاذ إجراءات تتعلق بتقديم المشروبات في أكواب قابلة لإعادة الاستخدام، ما يحسن من معدل إعادة التدوير في المنتزهات، بالإضافة إلى استخدام منتجات تنظيف صديقة للبيئة.
كما تواصل حدائق ديزني الترفيهية سعيها الدؤوب لتحقيق الاستدامة والريادة في عالم الترفيه، وتركز ديزني اليوم على الحفاظ على المياه والطاقة، وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والحد من النفايات، والحفاظ على النظام البيئي، وتدرس إمكانية استخدام طاقة الرياح.
كما تخفض ديزني استهلاك الطاقة باستخدام أنظمة الترام الكهربائي، كما تركز بشكل كبير على استخدام طاقة شمسية أكثر استدامة، وبصفتها واحدة من أفضل مدن الملاهي في العالم، تسعى ديزني أيضاً إلى الحدّ من هدر الطعام من خلال زراعة المنتجات الطازجة، ما يقلل من هدر الطعام، ويساهم أيضاً في السيطرة على التغير المناخي.