لعب الحمام الزاجل دوراً محورياً في نقل الرسائل على مر التاريخ والحضارات، حيث ترجع عقبة استئناس وتربية الحمام الى الأسرة الخامسة في مصر القديمة (حوالي 3000 قبل الميلاد)، لذا تعد الحضارة المصرية من أوائل الحضارات التي قامت بتربية الحمام، ولكن لم تقتصر على تربية الحمام فحسب بل أنشأ سلطان بغداد عام 1150 ميلادياً نظاماً بريدياً يعتمد على نقل الرسائل بواسطة الحمام الزاجل حتى توسعت هذه الطريقة لنطاق أوسع بين الدول، إذ استخدمت الدول الأوربية الحمام الزاجل لنقل الرسائل أثناء ثورة 1848 وكان الحمام يقطع مسافات طويلة من الطيران كوسيلة لنقل الرسائل الطارئة أثناء الحروب.
ومن خلال بروز دور الحمام الزاجل في هذه الفترة، تطورت الفكرة وأصبحت سباقات الحمام الزاجل رياضة يتسابق فيها الحمام في الطيران لقطع مسافات طويلة بسرعة كبيرة، واكتسبت هذه الرياضة شهرتها في أواخر القرن التاسع عشر في بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا، نقلاً عن "Britannica".
وعلى الرغم من ذلك تثير سباقات الحمام الزاجل قضايا أخلاقية تتعلق بمشاركة الطيور فيها، حيث اُعتمدت سباقات الحمام الزاجل كرياضة مراهنات للطيور التي تحقق أسرع طيران.
أضرار سباقات الحمام الزاجل
يتعرض الحمام للقتل إذا لم يقدم أداءً جيداً في السباق.
تُفصل أنسال الحمام عن بعضها حتى انتهاء السباق، ما يسبب ضغطاً نفسياً للطيور.
يُحبس الحمام في أماكن مغلقة، ما يؤدي إلى قتل بعضهم البعض.
لا يُعالج الحمام المريض والمصاب بل يُقتل.
تُستخدم عقاقير محسنة لأداء الحمام تضعف مناعتهم على المدى الطويل.
يعاني من عدم التغذية الكافية والتلوث وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض.
الاعتماد على أساليب تدريب وسباق قاسية وغير إنسانية.
التأثير البيئي لسباقات الحمام الزاجل
1-حدوث خلل في التنوع البيولوجي: بسبب فصل الحمام لفترات طويلة، ما يعيق عملية التزاوج.
2-انتشار الانبعاثات الكربونية: نتيجة كثرة استخدام وسائل النقل في نقل الحمام لأداء السباق، ما يؤدي الى انتشار الغازات والانبعاثات الضارة.
3-تلوث الهواء والمياه: يعد عدم الاهتمام بنظافة الحمام وانتشار فضلاته في السباقات عامل مهم في تلوث الهواء والمياه.
4-انتشار الأوبئة والأمراض: يصاب الحمام بالعديد من الأوبئة والأمراض خلال فترات السباق، ما يساعد على انتشار العدوى، نتيجة للإهمال الطبي الذي يتعرض له الحمام.
ولا ننسى الدور الذي يلعبه الحمام الزاجل في الحفاظ على التوازن البيئي:
يعمل على تدوير المعادن والمغذيات في المناطق الحضرية.
تساهم فضلاته في الحفاظ على صحة الأشجار والنباتات.
تستخدم فضلاته كسماد طبيعي يساهم في خصوبة التربة ونمو النباتات.
يسيطر على أعداد الحشرات ويعد مكافح طبيعي للآفات.
يعد مصدر غذاء للحيوانات المفترسة مثل الطيور الجارحة.
يساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي.
هل الحمام الزاجل مهدد بالانقراض؟
أصبح الحمام الزاجل معرضاً للإنقراض مع كثرة السباقات التي يتعرض فيها لانتهاكات قاسية، لتحقيق منافسات ومتعة مادية لإرضاء رغبات بشرية.
يعد الصيد الجائر أحد العوامل الرئيسية في تهديد الحمام الزاجل بالانقراض، حيث يتم صيد كميات ضخمة منه للاستفادة من لحم وريش الحمام.
إزالة الغابات من العوامل التى تهدد الحمام بالانقراض، حيث تشكل الغابات مواطن طبيعية للحمام وبإزالتها ستُدمر الموائل الطبيعية التي يتغذى عليها الحمام، ما يهدد وجوده، ويسبب خللاً في التوازن البيئي.
كيف تؤثر الظروف المناخية المتغيرة على الحمام الزاجل؟
تسبب الإنسان على مر العصور في إحداث تغيرات بيئية أثرت على المناخ، إلى درجةٍ يصعب على الحمام الزاجل التكيف معها، حيث يتسبب ارتفاع درجة الحرارة في جعل الطيور تغير أماكن عيشها وتوقيتات هجرتها ووضع بيضها.
تسبب موجات الجفاف وحرائق الغابات المترتبة عن الاحتباس الحراري إلى تدمير الموائل مناطق التعشيش الخاصة بالحمام.
تزيد انبعاثات الكربون فرصة إصابة الحمام بمشكلات صحية في التنفس.
كيف يمكننا مساعدة الحمام الزاجل في ظل التغيرات المناخية؟
تقليل الضغوط المناخية لتعزيز أعداد الطيور ومساعدتهم على التكاثر.
وضع خطط فعالة تعمل على خفض انبعاثات الكربون الضارة.
تحسين موائل الطيور من خلال زراعة الأشجار.
حماية الغابات والمناطق الطبيعية التي تأوي الطيور.
وضع تشريعات وقوانين تحمي الطيور والحياة البرية.
وعلى هذا النحو يجب الانتباه إلى كثرة الانتهاكات التي يتعرض لها الحمام الزاجل خلال السباقات، وتشجيع صانعي القرار على وضع قيود صارمة، وسن تشريعات تقنن هذه السباقات لحماية رفاهية الحمام، والحفاظ على توازن البيئة دون تدخل بشري غير أخلاقي.