لحوم النعام بديل مستدام للأبقار.. هل تصبح بروتين المستقبل الأخصر؟


نور مجدي
السبت 22 فبراير 2025 | 12:46 مساءً

هل تخيلت يوماً أن الأبقار قد تكون حيوانات مضرة للبيئة ومن أكبر مسببات التغير المناخي؟ تشير تقارير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" إلى أن القطاع الحيواني مسؤول عن حوالي 14.5% من انبعاثات غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري عالمياً، وتُعد مزارع الأبقار مصدراً رئيسياً لغاز الميثان الناتج عن عملية التخمر المعوي للأبقار.

والمُثير للقلق أن غاز الميثان يتحلل بشكل أسرع من ثاني أكسيد الكربون، ولكنه يملك تأثيراً أقوى على المدى القصير؛ لذا فإن تربية الأبقار باتت أحد أكبر التحديات البيئية التي يواجهها العالم وتتطلب حلولاً غذائية أكثر استدامة.

التأثير البيئي لمزارع الأبقار

استنزاف الموارد الطبيعية

-يحتاج إنتاج 1 كجم من لحم البقر إلى استهلاك 15 ألف لتر من المياه، وفقاً لتقديرات شبكة البصمة المائية.

-تربية الأبقار تستهلك 6 مليارات طن من العلف سنوياً، وفقاً لتقديرات الاتحاد الدولي لصناعة الأعلاف.

الإخلال بالنظام البيئي

توفير كميات هائلة من الأعلاف التي تحتاجها مزارع الأبقار يتطلب إزالة مساحات كبيرة من الغابات وتحويلها إلى أراضٍ زراعية، مما يضر بالنظام البيئي ويزيد من انبعاث الكربون.

انبعاث غازات الدفيئة

-تُطلق عملية التخمر المعوي التي تحدث في معدة الأبقار كميات كبيرة من غاز الميثان.

- يُنتج روث البقر كميات كبيرة من أكسيد النيتروز الذي يسهم في ارتفاع درجات الحرارة.

كل هذه العوامل دفعت العالم نحو محاولات البحث عن بدائل أكثر استدامة لتقليل الأضرار البيئية الناتجة عن مزارع الأبقار وإنتاج اللحوم.

مزارع النعام كبديل مستدام

مع تصاعد القلق بشأن تغير المناخ، برزت مزارع النعام كخيار بيئي واقتصادي أكثر استدامة، ووفقاً لتقارير "الفاو"، يتميز النعام بقدرته الكبيرة على التكيف مع الظروف البيئية القاسية وتحمل درجات الحرارة العالية، كما يستهلك إنتاج لحم النعام ربع كمية العلف والمياه التي يحتاجها إنتاج لحوم الأبقار.

بالإضافة إلى ذلك، فإن النعام أكثر إنتاجية من الأبقار من حيث كمية اللحم، فبينما يمكن الحصول على أكثر من 130 رطلاً من اللحم من نعامة تزن 250 رطلاً، تنتج البقرة التي يبلغ وزنها 1200 رطل حوالي 490 رطلاً فقط، علاوة على ذلك، فإن طبيعة الهضم لدى النعام تؤدي إلى انبعاثات كربونية أقل بكثير من الأبقار.

الفوائد الغذائية والاقتصادية للحم النعام

ووفقًا لتصريحات إيميليا فيليبس خبيرة التغذية الحاصلة على درجة الماجستير في التغذية البشرية من جامعة ديكن، يُعد لحم النعام خياراً صحياً لانخفاض نسبة الدهون والكوليسترول فيه مقارنةً بباقي اللحوم، حيث يحتوي لحم النعام على 2.8 جرام من الدهون، بينما يحتوي لحم البقر على 9.3 جرام لكل 100 جرام، كما أن نسبة البروتين في لحم النعام أعلى، حيث تبلغ 26.9 جرام لكل 100 جرام، بينما يحتوي لحم البقر على 25 جراماً فقط من البروتين.

ولا تقتصر مزارع النعام على بيع وإنتاج اللحوم فقط، بل توجد العديد من الاستخدامات الأخرى للنعام ذات القيمة الاقتصادية العالية مثل: بيع ريش النعام الذي يدخل في صناعة الملابس والأزياء الفاخرة، وبيع جلود النعام التي تُعد من أفخم أنواع الجلود ويستخدم في صناعة الحقائب والأحذية المميزة.

ويُشكل الاستثمار في مزارع النعام خياراً مستداماً يساهم في الحفاظ على البيئة ويوفر قيمة اقتصادية كبيرة مقابل الموارد المستخدمة، ومع تزايد الحاجة إلى حلول بيئية فعالة، فإن التوسع في تربية النعام قد يكون خطوة ضرورية للحفاظ على كوكبنا وتقليل التأثير البيئي لصناعة اللحوم التقليدية.