في كل ثانية تمر من عمر كوكبنا، تمتد أيدي التدهور لتطال مساحات واسعة من الأراضي تقدر بما يعادل 4 ملاعب كرة قدم، بفعل عوامل مختلفة على رأسها التصحر الذي يتفاقم بفعل ظاهرة التغيرات المناخية، وما يصاحبها من تراجع معدلات الأمطار، وانتشار الجفاف.
ويُعرف التصحر بتدهور الأراضي في المناطق القاحلة، وشبه القاحلة، والجافة شبه الرطبة، وتصنف منطقة العالم العربي من أكثر مناطق العالم تضرراً من تلك الظاهرة التي تهدد الأمن الغذائي.
لكن مواجهة التصحر لا تقتصر على المتخصصين فحسب، بل يمكن للشخص العادي المساهمة في الحد منها عن طريق تطبيق بعض الخطوات في حياته اليومية، منها:
1-التبرع لحملات مواجهة التصحر
يمكنك التبرع عبر الإنترنت للحملات التي تقودها المنظمات غير الربحية في المنطقة العربية، والعالم، من أجل مواجهة تدهور الأراضي، والتي تشمل مبادرات التشجير، واستعادة الغابات، ودعم صغار المزارعين، ومن أشهر المؤسسات التي يمكنك التبرع لها:
مؤسسة الإغاثة الإسلامية عبر العالم، وهي منظمة دولية غير ربحية، وتتيح عبر منصاتها إمكانية التبرع لحملات إعادة تأهيل الأراضي الزراعية، وغرس الأشجار.
منصة إحسان، أطلقتها المملكة العربية السعودية عام 2020، ويشرف عليها قطاع واسع من الجهات الحكومية، لتعزيز جهود العمل الخيري، وتسهيل جمع التبرعات لأغراض مختلفة، من بينها: المشروعات البيئية ومبادرات التشجير التي يجري الإعلان عنها على المنصة بالتعاون مع مؤسسات مختلفة.
مؤسسة Tree Aid، وهي مؤسسة غير ربحية تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، وتعمل في مجال التنمية المستدامة في المناطق الجافة بإفريقيا.
2-تقليل استخدام المنتجات الورقية
محاولة تقليل استخدام الورق، والاعتماد بشكل أكبر على الوسائل الإلكترونية، هو الخيار الأفضل بيئياً، إذا ما أردت المساهمة في مواجهة التدهور البيئي، حيث ساهمت الصناعة غير المستدامة للورق -على مدى عقود طويلة- في إزالة مساحات واسعة من الغابات التي شهدت قطع مليارات الأشجار اللازمة لتلك الصناعة.
3-تقليل استهلاك اللحوم
الإقبال على استهلاك اللحوم، لا سيما اللحوم البقرية، يعد من العوامل الرئيسية لإزالة الغابات، حيث يجري قطعها لإفساح المجال لمزارع الماشية التي تطلق كميات هائلة من غاز الميثان الذي يزيد بدوره درجة حرارة الأرض.
أكثر من 40% من إزالة الغابات عالمياً، أي ما يزيد على مليوني هكتار سنوياً، يرجع إلى تحويلها لمراعي، وفقاً لـOur World in Data.
4-ترشيد استهلاك المياه
وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، يعاني 90% من سكان العالم العربي من ندرة المياه، وهي أزمة تتفاقم بسبب التغيرات المناخية، لكن يمكن لترشيد الاستهلاك المنزلي للمياه أن يدعم جهود استعادة الأراضي المتدهورة، والزراعة المستدامة، والأمن الغذائي.
5-زراعة النباتات المنزلية
يمكنك استغلال سطح منزلك أو حديقته في زراعة النباتات المنزلية التي تساهم في امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وخفض معدلات تلوث الهواء، وتقليل آثار ظاهر الاحتباس الحراري التي تفاقم التصحر، مع استخدام نفايات الطعام في عمليات التسميد.
علاوةً على ذلك، فإن زراعة الخضراوات والفواكه منزلياً، كالبصل، والجزر، والجرجير، والسبانخ، يساهم في تقليل الضغط على الأراضي الزراعية الأخرى، وتقليل معدلات استنزافها.